نيويورك – صوت الهامش
أصدرت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، بالتعاون مع مكتب حقوق الإنسان، بياناً مشتركاً، يلقي الضوء على حالات الانتهاكات التي ارتكبها الجيش الشعبي المعارض بقيادة “رياك مشار” في كلٍ مِن “تامبورا” و”غبودو”، غرب الاستوائية، وأيضا تلك التي ارتكبها الجيش الحكومي ضد المدنيين.
ويوثق التقرير وقوع هجمات في 28 قرية على الأقل، تم فيها اختطاف ما يقارب الـ 900 مدني ، 505 منهم من النساء والفتيات من قبل قوات الجيش الشعبي – رياك مشار، حيث وصف التقرير الجديد، محنة المدنيين العالقين في القتال في مناطق في غرب الاستوائية، وتعرض المئات منهم للاختطاف بواسطة الأطراف المتحاربة .
كما وثق التقرير حالات عديدة من التجنيد القسري للأطفال وتسخير الفتيات اليافعات للاستعباد الجنسي.
ويحدد التقرير المشترك ثلاثة من قادة الجيش الشعبي المعارض، جناح (مشار)، باعتبارهم يتحملون القدر الأكبر من المسؤولية عن الانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين، في غرب الاستوائية خلال هذه الفترة.
ويصف التقرير هذه الانتهاكات الجسيمة، والتجاوزات لحقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك، الاختطاف والاغتصاب، والعبودية الجنسية، والتشريد القسري، بأنها قد تصنف ك”جرائم حرب”.
ويقول “يوجين نيندوريرا” – ممثل مكتب حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان- : “إن عمليات اختطاف المدنيين تثير القلق الشديد، لأن غالبيتهم ما زالوا في قبضة الخاطفين، ويهمنا التأكد من الإفراج عنهم في أسرع وقت ممكن، لقد تم إجبار الأطفال على التجنيد من قبل قوات (الجيش الشعبي لتحرير السودان) المعارضة .
وتابع قائلا “والأكثر أهمية وإثارة للقلق هو ما حدث للفتيات الصغيرات، اللاتي تبلغ أعمارهن أحيانا 12 عاما فقط، إذ يتم اختيارهن كزوجات لمنسوبي هذا الجيش، حيث يتم استعراضهن أمام الجنود الذين يتخيرون من بينهن ليتم استغلالهن؛ وبالطبع تعرضت الفتيات للاغتصاب وللعبودية الجنسية”.
وشدد “نيندوريرا” على أن قضية المساءلة، تظل واحدة من أهم الموضوعات التي ينبغي التعامل معها في جنوب السودان، وهو ما لم يتم الوصول إليه بعد. وقال إنها “مسألة تحتاج بالفعل إلى معالجة سريعة.”
و جدير بالذكر، ان الحرب الأهلية في جنوب السودان اندلعت في عام 2013 ، مما أدى إلى صراع، تسبب في نزوح نحو 4 ملايين شخص، وقد بذلت عدة محاولات لإنهاء الحرب، و وُقعت العديد من اتفاقيات وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، كان آخرها في 12 سبتمبر من هذا العام.