قالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن نحو 80 ألف شخص فروا من القتال الدائر بين جيش جمهورية الكونجو الديمقراطية وتحالف جديد للمتمردين لينضموا بذلك إلى ملايين شردتهم أسوأ أزمة نزوح في أفريقيا.
واشتد عنف الميليشيات في أنحاء الكونجو منذ رفض الرئيس جوزيف كابيلا التنحي في نهاية مدته الدستورية في ديسمبر كانون الأول مما زاد مخاوف من أن تنزلق البلاد مجددا إلى الحرب التي دارت رحاها في نهاية القرن الماضي وأودت بحياة الملايين.
وذكرت مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير جديد أن أحدث موجة للقتال تفجرت في منطقة فيزي في إقليم كيفو الجنوبية في الجزء الشرقي من البلاد. واشتبكت القوات الحكومية مع الائتلاف الوطني للشعب من أجل سيادة الكونجو، وهو تحالف جديد من ميليشيات محلية للدفاع الذاتي.
ويقول الجيش الكونجولي إن المتمردين استولوا على عدة بلدات الشهر الماضي قبل أن تطردهم القوات الحكومية مضيفا أن 12 شخصا على الأقل قتلوا في الاشتباكات.
وأجبر الصراع ما يربو على 1.5 مليون كونجولي على الفرار من منازلهم هذا العام وهو ما يزيد كثيرا عن الذين فروا في العراق أو سوريا. ولقي أكثر من ثلاثة آلاف شخص حتفهم منذ أكتوبر تشرين الأول في تمرد ضد الحكومة في إقليم كاساي في وسط الكونجو.
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأن هناك إجمالا 3.8 مليون نازح كونجولي داخل البلاد وهو ما يزيد على أي دولة أخرى في أفريقيا. ويحتاج نحو 7.3 مليون شخص لمساعدات إنسانية.
وحذر المكتب كذلك من أن الهجمات الانتقامية بين التجمعات السكانية المتنافسة في كيفو الجنوبية تجازف بإشعال التوتر الذي غذى صراعات متكررة.
وأدى رفض كابيلا ترك السلطة إلى تدهور الصراع في الكونجو. وكابيلا ممسك بزمام السلطة منذ 2001 وينص الدستور على تركه الحكم في ديسمبر كانون الأول لكن انتخابات لاختيار من يحل محله أرجئت بعد تأجيلات في تسجيل ملايين الناخبين.
وقال رئيس لجنة الانتخابات في الكونجو إن الاقتراع لن يعقد على الأرجح في 2017 لأسباب يرجع أغلبها إلى العنف في كاساي.
المصدر: رويترز