نيويورك : صوت الهامش
أقرت الأمم المتحدة رسميا بفشل بعثتها في جنوب السودان بالتحقيق حول الإنتهاكات التي شهدتها الدولة الوليدة.
وأقر تحقيق رسمي تسلمه الامين العام بان كي مون من رئيس البعثه بفشلها في انجاز مهمتها.
وكشف التحقيق إلى أن البعثة لم تستجب بالشكل الفعال للعنف، وأرجع ذلك إلى الغياب العام للقيادة والاستعدادات والتكامل بين مختلف مكونات البعثة، وأبدي الامين العام استياءه إيذاء ذلك وأعرب عن غضبه بشأن أعمال العنف التي ارتكبت في جوبا يوليو الماضي.
وتسلم الأمين العام بان كي من الميجور جنرال باتريك كاميريت تقريرا حول التحقيق الخاص المستقل بشأن أعمال العنف التي وقعت في جوبا في شهر يوليو وعمل بعثة الأمم المتحدة بجنوب السودان بهذا الشأن، بما في ذلك استجابتها لأعمال العنف الجنسي في وحول مناطق حماية المدنيين ومخيم تيرين.
.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن التحقيق الخاص وجد أيضا أن تدابير القيادة والتحكم كانت غير كافية.
وقال “هذه العوامل ساهمت في فشل بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في الاستجابة لهجوم جنود الحكومة على مخيم تيرين في الحادي عشر من يوليو، وحماية المدنيين المعرضين للتهديد.
ولفت المتحدث بأن التحقيق الخاص لم يتمكن من التحقق من ادعاءات فشل حفظة السلام في الاستجابة لأعمال العنف الجنسي المرتكبة أمامهم مباشرة في السابع عشر والثامن عشر من يوليو.”
وذكر التحقيق أن بعثة الأمم المتحدة واجهت مجموعة من الظروف بالغة الصعوبة، وعلقت في الخطوط الأمامية لصراع عنيف.
وخلال ثلاثة أيام من القتال، وفقا لبعض التقديرات المتحفظة، قتل ثلاثة وسبعون شخصا على الأقل من بينهم أكثر من عشرين مشردا داخليا في مواقع حماية المدنيين.
كما قتل جنديان من قوات حفظ السلام، وأصيب آخرون. وتعرض مئة واثنان وثمانون مبنى في مجمع الأمم المتحدة لإطلاق النيران وقذائف الهاون والقذائف الصاروخية.
وفي المؤتمر الصحفي اليومي قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة:
“يشعر الأمين العام بالأسى العميق إزاء تلك النتائج، ويجدد الإعراب عن غضبه بشأن أعمال العنف المرتكبة في جوبا في شهر يوليو، والاستمرار في خيانة الكثيرين من قادة جنوب السودان للشعب.
ويقر الأمين العام بأن بعثة الأمم المتحدة أنقذت مئات آلاف الأرواح خلال الأعوام الثلاثة الماضية بما في ذلك في مواقع حماية المدنيين التابعة لها، ويشيد بأفراد البعثة لتفانيهم.
ولكنه يشعر بالقلق إزاء القصور الخطير، الذي حدده التحقيق الخاص، والذي بدا واضحا في فشل البعثة في التطبيق الكامل لولايتها المتمثلة في حماية المدنيين وموظفي الأمم المتحدة أثناء القتال.”
وقال دوجاريك إن الأمين العام درس التوصيات التي قدمها التحقيق، ويعتزم تطبيقها. وأضاف المتحدث أن أمين عام الأمم المتحدة سيضمن اتخاذ جميع الخطوات الضرورية لتمكين البعثة من حماية المدنيين بشكل أكثر فعالية، من خلال أمور منها المساءلة الأكبر لقيادة البعثة المدنية والعسكرية.
وقدم الأمين العام ملخصا عن تقرير الجنرال كاميريت إلى مجلس الأمن الدولي.
وكان الأمين العام قد أعلن في شهر أغسطس تكليف الهولندي باتريك كاميريت برئاسة التحقيق الخاص المستقل في أعمال العنف التي وقعت في عاصمة جنوب السودان جوبا في يوليو 2016، واستجابة الأمم المتحدة لتلك الأعمال.