الخرطوم ــ صوت الهامش
أكد تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئوون الإنسانية، تدهور الوضع الإنساني في السودان، بشكل كبير في عام 2021، حيث اشتد العنف بين المجتمعات المحلية وازدياد عدد النازحين إلى 3,2 مليون، وأرجع سبب هذا النزوح بصورة أساسية إلى تصاعد العنف.
ويقول التقرير إن العنف في جميع أنحاء البلاد، لا سيما في دارفور، ينبع في الغالب من النزاعات بين المجتمعات المحلية على الأراضي وطرق الرعي والموارد الأخرى.
وأرجع الاشتباكات بين البدو الرحل والمزارعين ومجموعات أخرى لسنوات عديدة سيما في موسم الحصاد، وقد أدت الكوارث وفيروس كورونا، والأزمة الاقتصادية الشديدة وتفاقم عدم استباب الأمن الغذائي إلى اشتداد المنافسة على الموارد في العام 2021، وساهمت في الإرتفاع الحاد في أعمال العنف والنزاع.
كما لعبت ديناميكيات السلطة المتغيرة بعد سقوط البشير في 2019، دوراً ايضاً حيث وقعت الحكومة الانتقالية ومجموعة الجماعات المسلحة غير الحكومية إتفاقية جوبا في أكتوبر 2020، بهدف معالجة القضايا الرئيسة مثل : ”الأرض وعودة النازحين والعدالة الانتقالية وإصلاح قطاع الأمن والتمثيل السياسي.“
مؤكداً أن إتفاقية جوبا واجهة تحديات في التنفيذ، كما أن جميع الحركات المسلحة غير الحكومية لم توقع على الإتفاقية، وتشعر بعض المجتمعات بالاستبعاد، كما تغشى مجمتعات رعاة الماشية خاصة في دارفور من طردها إذا تم استعادة النظام التقليدي لملكية الأراضي بالكامل وعودة النازحين إلى أراضيهم وفقاً لنصوص إتفاقية جوبا.
منوه التقرير الذي طالعته (صوت الهامش) إلى أن رعاة الماشية، لم تخصص لهم أراضي خاصة بهم تقليديا، إذ يعتمدون على الوصول على أراضي الآخرين على طول هجرتهم.
وذكر أن التوترات الناجمة عن الخوف من فقدان السطيرة على الموارد، تصاعدات إلى اشتباكات عنيفة بين المجتمعات في جميع أنحاء دارفور، في العام 2021.
وقد أدى تأثر عدد من القرى ومواقع النزوح لا سيما في شمال وغرب دارفور، حيث يجري النزاع على الأراضي، كما تسبب إنسحاب العملية المختطلة للإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في دارفور ”يوناميد“ في حدوث فراغ أمني قلل من حماية المدنيين بمن فيهم النازحين، على حد تعبير التقرير.
مشيراً إلى حودث 422,000 حالة نزوح في دارفور خلال 2021، وتسببت الاشتباكات المسلحة في الجنينة بولاية غرب دارفور، في أكثر من 170,000 حالة نزوح في يناير، متجاوزة في ثلاثة أيام أرقام العام 2020 كله، على مستوى البلاد وكان نحو 104,000 شخص لا يزالون نازحين في المدينة حتى نهاية العام.
ويعيش الكثير منهم في ملاجئ مكتظة دون إمكانية الوصول إلى المياه أو المرافق الصحية أو الخدمات الاساسية الأخرى، كما عنف العنف الطائفي إلى نزوح 48,000 شحص، في محلية طويلة بولاية شمال دارفور، في 31 يوليو 1 واغسطس وعشرات الآلاف في أماكن أخرى من البلاد خلال العام، بما في ذلك في جنوب وغرب كردفان.
ولافت إلى أن الاستجابة الإنسانية، كانت تعاني من نقص في التمويل بكشل مغلق حتى نهاية العام، هذا جنباً على جنب مع عدم استباب الأمن المتزايد والمشهد السياسي غير المؤكد بعد سيطرة الجيش على الحكومة في 25 أكتوبر الماضي، مما يمثل عوائقا رئيسية أمام سعي النازحين لإيجاد حلول دائمة ونزوح نحو 56 في المئة، من النازحين في السودان لأكثر من عشرة سنوات يسلط الضؤ على الطبيعة المطولة لهذه الأزمة.