الخرطوم – صوت الهامش
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئوون الإنسانية ”أوتشا“، إن إرتفاع أسعار المواد الغذائية، يؤدي إلى إرتفاع غير معتاد في إنعدام الأمن الغذائي في السودان، مؤكداً إستمرار إرتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية المنتجة محليًا بشكل غير معتاد في نوفمبر الماضي، وذلك على الرغم من موسم الحصاد.
مبيناً أن 7.1 مليون شخص (16 في المائة من السكان) سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد في ديسمبر 2020، بزيادة نحو 700000 شخص مقارنة بالتقدير السابق البالغ 6.4 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي بين أكتوبر وديسمبر 2020.
وأضاف أن أسعار الذرة الرفيعة والدخن إرتفعت بنسبة 5-10 في المائة، وزاد سعر القمح المنتج محليًا بنسبة 10-20 في المائة في معظم الأسواق، وكانت هذه الزيادات في الأسعار مدفوعة بارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل واستمرار انخفاض قيمة الجنيه السوداني.
فيما ظلت أسعار الحبوب أعلى بنسبة 250-300 في المائة من الأسعار في العام الماضي و550-680 في المائة أعلى من متوسط الخمس سنوات.
وهذا العام، لا يزال انعدام الأمن منتشراً في أنحاء مختلفة من البلاد، وأرجع تقرير للمكتب ذلك إلى ظروف الاقتصاد الكلي السيئة السائدة، وحدثت زيادة شديدة في أسعار جميع السلع الغذائية وغير الغذائية، وأكثر من الضعف مقارنة بالعام السابق، بنسبة تزيد عن 500 في المائة.
فضلاً عن تدهور سريع للعملة المحلية في السوق الموازية، حيث تم تداول الجنيه السوداني عند 268 مقابل واحد دولار أمريكي في مطلع ديسمبر، وشهد الموسم الزراعي إرتفاع تكاليف المدخلات والعمالة الزراعية، مما أدى إلى إرتفاع تكاليف الإنتاج، وبالتالي انخفاضه.
وذكر التقرير الذي طالعته (صةت الهامش) أن التكلفة العالية للإنتاج والنقل، والتغيرات الاقتصادية الكلية المستمرة، ستسهم في دفع الأسعار فوق المتوسط، وسيستمر هذا في تقليل القوة الشرائية والحد من وصول الأسر الفقيرة إلى الغذاء.
ورجح أن تستمر معظم الأسر في استخدام استراتيجيات مختلفة للتكيف، بما في ذلك تقليل عدد وجباتهم أو استهلاك طعام أقل جودة، وستظل أسعار الذرة الرفيعة والدخن أعلى بنسبة 207 في المائة و 228 في المائة على التوالي.
وتوقع التقرير، أن يؤدي قرار الحكومة برفع دعم الوقود الذي أدى بالفعل إلى زيادة تكاليف النقل، إلى زيادة تكلفة الحصاد، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى زيادة أسعار السلع المحصودة.
وأعرب عن مخاوفه بشان الأمن الغذائي في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية ”شمال“ في جنوب كردفان والنيل الأزرق، حيث كان ما لا يقل عن 43 في المائة من السكان في مناطق يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال شهري أغسطس وأكتوبر الماضيين.