حسين بشير هرون
في جريمة مروّعة يندى لها الجبين تعرضت طفله لم تبلغ الثامنة من عمرها لجريمة اغتصاب مروّعة على يد أحد جنجويد العصابة الحاكمة بولاية شمال دارفور.
طفلة لم تكمل عمرها السابع الآن طريحة الفراش في مستشفى بشمال دارفور إثر اغتصابها من أحد الجنجويد عبر فتحة الشرج لدرجة انها لا يمكن التفرقة مابين فتحة الشرج ومجرى البول وفرج الصغيرة .
هذه الطفلة الصغيرة البريئة بكاؤها المفجع يمكن سماعه من داخل وحدة العناية المركزة بالمستشفى الطفلة مصابة بجروح مروعة بأعضائها الداخلية
سؤال يبادر في ذهني”ماذا نحن فاعلون؟ كيف يمكن أن تنام السودان في وقت اغتصبت فيه طفلة لم تبلغ الثامنة من عمرها بصورة وحشية ؟ هل أصبحنا بلا أحاسيس أم أننا قبلنا بكل بساطة الأمر قدراً لنا؟”
ان جريمة الاغتصاب بالسودان باتت عادية جدا لأن مرتكبيها هم حماة القانون ذاتهم” أجهزة شرطية وأمنية ووزراء ومليشياتهم” كما باتت عندهم الاغتصاب ك سلاح لقهر الشعوب المغضوب عليهم .
وجريمة الاغتصاب النكراء في الخوخة بمحافظة الحديدة من قبل مرتزق سوداني يتبع لقوات التحالف والاحتلال واثارتها الغضب الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي إلى النفير العام والخروج في وقفات حاشدة تأكيداً للنفير العام والأخذ بالثأر للعرض والشرف خير دليل وليست ببعيدة.
والحرب السودانية التي تتوالى فصولها تباعاً تُخفي في ثناياها من المآسي والأهوال ما لا يستطيع عقل بشري أن يتصوره وآخر تلك المآسي ما تناولته تقارير الاتحاد الأفريقى “حادثة تابت” والتي تضمن شهادات نساء سودانيات يروين كيف تمت اغتصابهنّ و استخدام النظام السوداني للاغتصاب كسلاح حرب في تابت ومناطق أخرى بدارفور وجبال النوبة وكردفان وداخل زنازين النظام جريمة لن ولم تغتفر.
جرائم النظام وصرخات ضحاياها” الصرخة المكبوتة” حيث وردت شهادات يندى لها الجبين عن استخدام “سلاح دمار المرأة والمجتمع” بغية “وأد الثورة المسلحة” والمناضلات في زنازين العصابة ووفق ما ورد من تقارير وشهادات الضحايا فإن حوالي %50 من النساء اللاتي اعتقلن تعرضن للاغتصاب.
حادثة اغتصاب الطفلة رغم فزاعتها الا وأنها ليست الأولى ولا الأخيرة وشهادات مفزعة على غرار ما حصل خلال الحروب في جنوب السودان السابقة وفي نزاعات أخرى خصوصاً في دارفور تتحول أجساد النساء في السودان الى سلاح تستخدمه قوات البشير المتمثلة في مليشياتها وأجهزتها الأمنية بشكل واسع كما جاء في التحقيقات والتقارير الأممية والتقارير التي نشرتها اعلام حركة تحرير السودان”بقيادة مناوي”.
موت الروح قبل الجسد
أما الضحية”م ع “التي تمت اغتصابها بشرق جبل مرة تروي أن بناتها الأربع تعرضن للاغتصاب أمام عينيها في مزرعتهم بعد أن هجم عليهم “المليشيات”كما قتل زوجها وأولادها الشبان باستثناء ابنتيها المغتصبتان.
وتقول الضحية” س م “وهي تجهش بالبكاء : “لقد استخدموا أجساد النساء ساحة للقتال وأريد أن نتمكن من أن نقول جميعًا بصوتٍ عالٍ: يجب ألا يتكرر هذا الأمر بعد اليوم.
وشهادتها هي الأقسي حيث تقول هنالك”ثلاثة مليشيات ضخام يمتطون خيلا ً عندما هجموا على قريتنا أحدهم قال للثاني “أتريد أن تبدأ أنت أم أبدأ أنا” عندها انتابني الرعب الشديد ماذا يعني أن تبدأ أنت أو أبدأ أنا؟ وخياطة مهبلها بعد اغتصابها متوعدين إياها باغتصابها مجددا في المرة القادمة بعد أن يبرئ جرحها ويلتئم.
وذروة الظلم إن “هؤلاء النساء مذنبات في نظر المجتمع لأنهن ضحايا وهذا ذروة الظلم الاغتصاب هو الفخ المطلق والجريمة الكاملة لان النساء لا يتمكن من كشف ما تعرضن له خوفا من العار من مجتمع ينظر للضحية بنظرة عار وفاقدة شرفها”كأنها فعلت ذلك بطوع إرادتها”.
تحقيقات تدعمه الأمم المتحدة وتقارير الحركات المسلحة “قوات النظام وفصائل الجنجويد المرتبطة بها باستخدام الاغتصاب والعنف الجنسي ضد المدنيين على شكل “واسع ومنهجي” في فظائع ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
وفيما كانت النساء أكثر الضحايا تعرضا للاغتصاب إلا وأن في عهد هذه العصابة تم توثيق حوادث عنف جنسي ضد الرجال والأطفال فتياناً وفتيات حتى الشبان لم يسلموا من الاغتصاب في عهدهم!!!!
ان “الاغتصابات وصور العنف الجنسي المرتكبة على يد القوات الحكومية والمجموعات المرتبطة بها أثناء حربها ضد الهامش والناشطات اللائي تم اعتقالهن وأثناء الاعتقال مثلت جزءا من اعتداء واسع ومنهجي موجه ضد الهامش السوداني ويرقى إلى جرائم ضد الإنسانية”.