د.بخيت أوبي
من المحزن ان ابناء الوطن لا يدركون معانيه ومضامينة الا بمنظور المصالح الحالية والاقصاء المتعمد لقطاع غالب ومقهور ومهمش يشكل اغلبية سكان السودان، عانوا ما عانوا من ويلات الحرب والتشريد والاقصاء المتعمد والتمييز الهيكلي المؤسسي على مدى ما يقرب قرن من الزمان، فالتصورات والقناعات والاستعلاء المطلق يجعل الانسجام وبناء الدولة على اسس وركائز جديدة صعب المنال في الامد القريب.
المتمحص للاتفاق السياسي يلاحظ الاتي:
1- غياب العدالة الجنائية للجرائم المغترفة قبل ثورة ديسمبر.و التغافل عن المظالم التاريخية دون تحديد قنوات التعامل معها .
2- قضايا هيكلة مؤسسات الدولة كلها عسكرية ومدنية علي اسس تحترم التنوع بواسطة هيئة مستقلة يتم تكوينها من الاطراف محل النزاع في السودان.
3- تمثيل الهامش في جميع مراحل التفاوض ابتداءا وانتهاءا الى الحل الشامل.
4- التحدث عن نسب المشاركة في المواقع واغفال اسس اصلاح مؤسسات الدولة.
5- الافتراض الخاطئ بمعرفة والاحاطة بمشاكل الهامش السوداني دون اشراكهم في تحديد مصيرهم، وتكرار سيناريو استقلال السودان المظهري الاسمي.
6- اغفال او التغافل عن قضايا محاربة الارهاب والسياسة الدخلية والخارجية حيالها، ومبدأ فصل الدين عن الدولة والحرية الدينية.
7- عدم الاشارة الي اتفاقات السلام السابقة واستحقاقاتها.
8- ركاكة الورقة وعمومياتها وغموضها في كثير من النقاط، كأنما اعد علي عجل.
هذه بعض الاشارات السريعة ويمكن للباحث ان يجد الكثير من الاختلالات.