بسم الله الرحمن الرحيم
عندما أعلن النظام السواني المأفون الحرب على الجيش الشعبي في خريف 2011 ووجد النظام نفسه في ورطة عظيمة مع الضربات الموجعة لقواته من قبل أبطال الجيش الشعبي ، استجدى مفاوضة الحركة الشعبية ولم يتردد الرفاق بالموافقة على طلبه بالدخول معه في المفاوضات السياسية التي بدأت في صيف عام 2011 بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا ، ولم نتردد نحن من جانبنا في دعم أي حل سياسي طالما هذا الحل مرهون بتحقيق ثوابت الحركة الشعبية لتحرير السودان وفكر السودان الجديد. لكننا في الوقت ذاته قلنا ان على وفد الحركة التفاوضي بتعليق مشاركته إذا اتضح أنها “عبثية” أو حتى الانسحاب منها في حال اتخذها النظام الحاكم في الخرطوم مناسبة للهروب إلى الأمام.
نصحنا الوفد التفاوضي للحركة في عدة مقالات نشرناها على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الإلكترونية بالتمسك بمواقف حازمة وحاسمة اتجاه ما يطرح من أنصاف الحلول والتزام أقصى معايير الانضباط والتنسيق بين الأعضاء في المواقف والقرارات والتصريحات الصحفية وتحري عدم تضاربها. كما حذرنا من تضييع حقوق شعب المنطقتين ومن إعادة تعويم النظام المجرم. وفي حال تماطل النظام وراوغ ، قلنا لهم انسحبوا فورا وسيكون جماهير الحركة الشعبية مقدراً ومتفهماً لهذا الموقف. لكن الوفد التفاوضي وبالرغم من عبثية المفاوضات ، لم ينسحب ، بلتاجر بكل شيء لتمرير المفاوضات وتحت مسميات عدة: لقاءات مباشرة ، لقاءات ثنائية ، مفاوضات غير مباشرة، مفاوضات تقريبية، مفاوضات غير رسمية ، وغيرها من المسميات.
المفاوضات الطويلة التي لم تنتهي بعد وقد لا تنتهي أبداً لغباء وفد الحركة الشعبية ، ركزت على الجيش الشعبي وعن ضرورة تكوين جيش وطني واحد مزعوم ، وهذا التركيز عن الجيش الشعبي إنما الهدف منه هو تجريد أفراده من أسلحتهم التي هي مأكلهم ومشربهم وهواءهم الأكسجينية. هؤلاء الأبطال الذينأقضوا مضاجع أهل النظام وحلفائهم من الطظجويد وبالرغم من نحول أبدانهم وضآلة أجسامهم ..إلآ أن روحهم أكبر من سدنة الحكم.
لم يستطع نظام الخزي والعار والبطش والهوان ولخمس سنوات هزيمة ابطال الجيش الشعبي في المنطقتين ، وعليه لجأ إلى اسلوب التدليس والخداع والغش بطرحه فكرة جيش وطني واحد كوسيلة وحيدة لتجريد الجيش الشعبي من سلاحه. وللأسف الشديد وقع الامين العام المكلف ورئيس الوفد التفاوضي للحركة الشعبية ضحية هذه الفكرة وكررها بغباء في عدة مناسبات.
النظام لم ولن يرضى بإستيعاب أفراد الجيش الشعبي في جيشه تحت أي ظرف من الظروف لأنه يرى في الجيش الشعبي خطرا على وجوده في السلطة ..كما أن الجيش الشعبي نفسه لا يرى في جيش عمر البشير سوى مرتزقة ومليشيات تقاتل فقط من أجل المال والقوة ولا يريد أن يكون جزءاً منها اا…الكلام دا ما جديد ورفاقنا البيفاوضو النظام في اديس ابابا عارفينو كويس وكويس جدا ، لكنهم على كل حال دفنوا رؤوسهم في الرمال ومضوا في رحلتهم التفاوضية العبثية الطويلة التي لا نعرف متى تنتهي.
الحجج التي ساقها الرفاق للإستمرار في المفاوضات العبثية مع نظام الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ، كلها واهية ووهمية. احدى هذه الحجج الغبية هي الضغوطات التي تمارسها عليهم الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي والسيد ثامبو إمبيكي زاتووووووووا ، دون أن يحددوا ويكشفوا لجماهير الحركة عن طبيعة تلك الضغوطات المزعومة لأن الحركة الشعبية أصلاً لا تتلقى أية مساعدات دولية أو اقليمية أو من منظمة الأمم المتحدة حتى تمارس عليها ضغوطات دولية وخارجية.
الجولة الرقم 15 والتي انتهت في يونيو من العام 2016 دون نتائج كالعادة ، قدمت فيها الحركة الشعبية تنازلت مؤلمة وموجعة ، إلآ أن النظام قال لها : هذه التنازلات غير كافية ، ليخرج الأمين العام المكلف للحركة الشعبية ياسر عرمان بتصريحات مضحكة يقول فيها : إذا قفل البشير باب الحوار الوطني ، لم نكن جزءا من أي عملية سياسية مستقبلية دون اتخاذ خطوات جدية تقنع الجماهير.
اليوم ، عزيزي القارئ تحقق ما كنا نحذر منه ، وهو ان السفاح السوداني ولعدم جدية وفد الحركة المفاوض قد شعر بالقوة وبالعظمة والإستبداد الفاجر ، ليخرج على الناس علنا ويقول لا لأي تسوية مع الحركة الشعبية.
<<<<(((((وقد قال عمر البشير، إن أي تسوية مع الحركة الشعبية ـ شمال، المتمردة بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق لن تشمل استيعاب قواتها في الجيش والأمن والشرطة، واعتبر جيشها يدين بالولاء لدولة معادية هي جنوب السودان.
وتعهد البشير الذي كان يتحدث أمام قوات الاستخبارات التابعة للجيش، يوم الأحد 13 نوفمبر 2016، بتأمين جنوب كردفان والنيل الأزرق الصيف القادم “سلما أو حربا”، قائلا “نريد أن نؤمن السودان ونستلم كل حدودنا وما يكون فيها خارج”.
وأكد البشير في تسجيل صوتي لخطابه، أن الحركة الشعبية فوتت الفرصة، “لأنه زمان كنا نعمل اتفاقية جزء منها ترتيبات أمنية وجزء منها استيعاب في الجيش والشرطة والأمن، لكن اعتبارا من اليوم تاني مافي استيعاب لأي خارج”.
وأشار إلى أن قوات الحركة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الأزرق تتبع للجيش الشعبي في دولة جنوب السودان.
وتابع “كان يفترض يعطوهم حقوقم هناك ويسلموا أسلحتهم ويأتونا بأيديهم، لكن لم يفعلوا حتى نتفاوض معهم”، وذلك في إشارة إلى اتفاق الترتيبات الأمنية ضمن اتفاق نيفاشا 2005 بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق.
وقال الرئيس السوداني إن جيش الحركة الشعبية في المنطقتين بدأ الآن حملة تجنيد لأنه يتوقع حدوث تسوية واستيعاب لقواته في الأجهزة النظامية، وزاد “نحن نقول، بالذات في جنوب كردفان والنيل الأزرق مافي أي استيعاب لأي خارج لأنهم تابعين لجيش دولة لديها استهداف وعداء للبلد ورافضة تنفيذ الاتفاقيات.. ما ممكن نقبل عساكر دولة أخرى بالسودان.
ودلل على تبعية قوات الحركة الشعبية ـ شمال، لجيش جنوب السودان، بعدم تغيير اسم “قطاع الشمال” حتى الآن، قائلا “هذا يعني أنهم جزء من كل ويفترض يكون اسمها قطاع الجنوب.. هم الآن موجودين بجنوب السودان الجديد في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق”.))))>>>
والسؤال المهم الذي يجب على رفاقنا الذين يعتقدون انهم دائما على الصواب ولا يخطئون! وهم على استعداد للمراء والأخذ دون عطاء في الباطل أكثر من الحق لإثبات ان غيرهم هم دائما المخطئون، وإن آراءهم دائما صحيحة، وظنهم في الناس لا يجانب الصواب، وأحكامهم عين الحق، ويعتقدون ان كلامهم لا يأتيه الباطل من خلفه ولا من بين يديه …الإجابة عليه هو.. ماذا هم فاعلون بعد تصريحات الطاغية عن الجيش الشعبي!!؟ …هل سيعلنونها حرباً شعواء على السفاح ونظامه ، أم سيساهمون في بعثرة ما تبقى من نقط الوضوح على حروف الحقيقةوينسجون حكايات حول بطولة مفبركة فيتحركون وفق إيقاع الظروف الحرجة التي تنبثق منها مفاجآت حبلى بالمفاجآت المضحكة!!؟.
والسلام عليكم..