محمود جودات
امتحان لشعب إقليم جبال النوبة داخل مدرسة التاريح في فصل النضال يكتبون دروسهم في مادة الرياضيات حساب المثلثات اضلاعه مجهولة القيم يرمز لأضلاعها ب الف ، با، جيم ، لم تحدد اطوالها إلا بالقياس المسطرة التي لم تتوفر لدي التلاميذ في الفصل وهذا سبب ارباك كبيرا بين التلاميذ مفترض على التلاميذ ان يقدروا اطوال اضلاع المثلث حسب فهمهم لمجريت الاحداث على ارض الواقع والوقت يمضي بسرعة لم يتبقى إلا قليلا وإذا لم يستطع التلاميذ حل الامتحان لعدم وجود مسطرة لقياس اطوال الاضلاع سيكون الرسوب بالجملة وترد في المسامع عبارة لم ينجح أحد وليس هناك امتحان إعادة . دعونا نتحدث عن المثلث الاول وأضلاعه الثلاثة وهي (الف، با ، جيم ) ناخذ الضلع الف وهو يمثل مجموعتان.. المحموعة الاولى : هم ابناء النوبة أعضاء في حزب المؤتمر الوطني ويعملون في حكومة المؤتمر الوطني كقيادات منهم وزاراء ودستوريين وضباط في القوات النظامية فبعضهم في النظام منذ أن استولى على السلطة بالخيانة العسكرية للقضاء على الديمقراطية في 30 يونيو 1989م وفيما بعد التحق بهم مجموعة من ابناء النوبة الذين اختلفوا مع اخوانهم في مسيرة النضال في التكوينات الحزبية السياسية أو المنشقين من الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان هولاء اختاروا مكانهم واصبحوا جزء من النظام الحاكم لقناعتهم بذلك وليس لهم هم غير تنفيذ الاوامر وطاعة ولي الامر التزاما بمبادي الحزب ولأنه لا خيار لهم غير ذلك فهم بذلك يتمتعون بامتيازات كثيرة يحصلوا على تسهيلات واموال وقصور ومزارع باشجار فاكهة وثمار دانية قطوفها وكل سبل الرفاهية هذه المجموعة تعمل بسياسة المنفعة ومواربة الباب قيقوم اعضائها بصورة أو بأخرى على تجنيد ابناء النوبة من العناصر الساقطة او المترددة وادخالهم في فلك نظام المؤتمر الوطني ليتم هضمهم ضمن العديد من الافراد والقيادات والاحزاب التي تم هضمها في معدة المؤتمر الوطني . والمجموعة الثانية : هي تعمل مع الحكومة وهي مكونة من الاجسام التي خلقها النظام بما يعرف باصحاب المصلحة الاحزاب السياسية المنحلة أو المنقسمة والادارات الاهلية العمد والشيوخ والامراء يستخدمهم النظام كآليات يوفر لهم الادوات ويقوم بتوجيههم حيث يؤدي هولاء دورهم وتقديم الطاعة والولاء للنظام وتنفيذ المهام المطلوبة منها في سبيل العيش على الفتات التي يليقها النظام عليهم وهم كثر يعيشون في حالة تردد وضياع وتشويش فكري فهم اخطر العناصر على شعب اقليم جبال النوبة لأنهم غير معروفين التوجه فالحكومة تجد في هولاء خير معين لها في ضرب اخوانهم بهم فتقوم الحكومة بتوظيف العاملين فيها لأستخدام المتعاملين معها فيقوم هولاء بتحريك العناصر الخطرة كذراع هبش وضرب ضد أهلهم بعد ان يتم تجييشهم واستخدامهم في الاجهزة الأمنية والمليشيات وخلافه للمشاركة في تنفيذ برنامج النظام لقتل اهلهم في جبال النوبة بشتى الوسائل وبما يوفره لهم نظام الخرطوم من تدريب عسكري واعتاد فيذهبون إلى ارضهم لمواجهة اخوانهم في الجانب الاخر ويشاهدون انتهاكات النظام لأعراض اهلهم بشتى الطرق بل يشاركون بايديهم في ذلك الجرم العظيم الذي شهد له العالم اجمع انه حرب ابادة ضد اهله النوبة إلا هو كانه لا يرى ولا يسمع دعك ان يتكلم هولاء لا رجاء منهم لأنهم لقد لوثوا ايديهم بدماء اهلهم . الضلع الثاني من المثلث وهو با، يمثل مجموعة من أبناء النوبة المضوين في عضوية الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان وهذه المجموعة تنقسم إلى فصلين.. الفصل الاول : فيه مجموعة من المثقفين المتعلمين وهم جزئين ايضا منهم الجزء الاول هو من المنضوين في عضوية الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان ويعملون داخل تنظيم الحركة الشعبية وهولاء يمسكون العمل المدني في النضال ويقودون دولاب الحراك السياسي من داخل اروقة الحركة الشعبية هذا الجزء يهتم فقط بتنفيذ اوامر قيادات الحركة الشعبية مهما كان مصبها سلبا اوايجابا التزاما بالنهج العسكري في تنفيذ الاوامر. الجزء الثاني مجموعة من المنضوين في عضوية الحركة الشعبية تعاطفا معها لإيمانهم بمبادي الحركة وبالقضايا العادلة التي تطرحها وتنادي بها ويلتزم هولاء بدعمها بقدر المستطاع بإعتبارها تمثل التيار الرئيس لنضال شعب إقليم جبال النوبة وهذا الجزء يهتم بقضية شعب جبال النوبة لذلك يجنح إلى نقد الحركة الشعبية كلما رأ ان هناك انحرافا في مسيرة النضال وأن ما يجري لا يحقق طموحات شعب إقليم جبال النوبة هولاء جميعهم يمثلون القوة الرقابية والمتابعة اللصيقة لما يجري في مسيرة نضال ظاهريا ألا انهم جيمعا غير متفقين على نهج موحد في التعاطي مع قضية النضال يختلقون الخصومة فيما بينهم وهي خصومة لا تخفي وراءها ودا او رجعا إلا نادرا فهم لا يجيدون خصلة تقسيم الادوار مثل تلك التي يمارسها الشماليين في السياسة ، على الرغم من تواجد النوبة الكثيف في جميع المواقع داخل المدن السودانية ولكنهم بذلك التشتت يكتسبون صفة الاخوة الأعداء وتكثر في نقاشاتهم المناكفات والتهم فيما بينهم وكل منهم يتخندق في موقعه تقتله الامانة والاخلاص لوليه حتى ولو كان الولي ظالم لأهله ، فأن جماهير شعب جبال النوبة بكافة مكوناته يتطلعون لهولاء ويحدوهم الأمل بان يتوحدوا على كلمة سواء حتى يتحقق لهم السلم والامن . الفصل الثاني : مصطلح العرمانية ، منذ اندلاع الحرب الثانية في جبال النوبة في 6 يونيو 2011م حمل ابناء النوبة السلاح للدفاع عن اهلهم وارضهم مجبرين على ذلك بعد ان قام نظام المؤتمر الوطني باستهدافهم ومع مرور الزمن وابناء النوبة يستميتون في لدفاع عن مطالبهم العادلة لقد ساقت الأحداث السياسية بان يتم تسميم نضال شعب جبال النوبة من قبل ايادي خفية داخل التنظيم الهرمي في عمودها الفقري ( الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان ) وضعته في حالة اختناق ونشئت بذلك لهذا الاختناق مجموعة منقسمة على نفسها لها رئيان . راي المجموعة الأولى : تنادي التمسك بمشروع السودان الجديد وفقا لشعار الحركة الشعبية الذي رفعه الزعيم الراحل دكتور جون قرنق وهذه المجموعة يقودها السيد الامين العام ياسر سعيد عرمان لذلك اطلق على هذه الجموعة لقب العارمانيين انتسابا له وتعتقد هذه المجموعة ان مشكلة إقليم جبال النوبة تحل عبر مشروع الحل الشامل لتحقيق مشروع السودان الجديد متجاوزة كل المشاكل الانية التي يعاني منها شعب جبال النوبة وهذه الفرضية لا تخدم شعب جبال النوبة بل تعمل في زيادة معاناته واطالت امد الحرب من المؤكد أن ياسر عرمان والتابعين له لا يملكون عصاة موسى للتغلب على سحرة فرعون وجنوده الذين استحكموا الدولة وان التمسك بمشروع السودان الجديد لن يحقق طموحات شعب جبال النوبة في السلام والاستقرار لأن المعطيات على ارض الواقع لا تعطي مؤشرا بامكانية تحقيق هذا المشروع ( السودان الجديد ) الذي يعتبر الآن صعب التحقيق ان لم يكن مستحيلا لأنه كان مرتبط بشعار اسقاط النظام وهذا الشعار لقد اسقطته قيادة الحركة الشعبية ولم يعد تنادي به منذ توقيعها على مشروع خارطة الطريق إذن لا معنى للتمسك به. وكذلك من المشهد السياسي لقد استطاع النظام توظيف آلياته المتمثلة في المعارضة الصورية لجهات السياسية واستخدامها في خلق مبادرات من الفجر الجديد لنداء السودان إنتهاءً بالحوار الوطني وغيرها لقد عملت هذه الآليات على تفكيك منظومة المعارضة الجادة التي كانت تخاطب وجدان الشعب السوداني وتعمل على تفعيل الثورة لتحقيق اسقاط النظام وولقد استطاعت هذه الاليات الخبيثة تفكيك الجبهة الثورية ولقد اصبحت الحركة الشعبية وبعض الحركات المسلحة في دارفور متفرقين بعد ان كانت جبهة ثورة واحدة ترهب النظام في الخرطوم وبهذه الوضعية يكون مشروع السودان الجديد الذي يتبناه العرمانيين لقد قبرنهايا مع مفكره مئات المرات . هذه المجموعة (العرمانيين ) من ابناء جبال النوبة نصبت نفسها مسئولة عن السودان كله وترفض التحدث عن قضايا شعب جبال النوبة منفردا مدعية أن الحركة الشعبية حركة قومية في حين أن ابناء النوبة في الجيش الشعبي حملوا السلاح من جبال النوبة بل وتعارض هذه المجموعة كل من يتحدث عن قضايا النوبة من خلال الحركة الشعبية او ينتقدها في طريقة تناول قضايا شعب جبال النوبة ، لقد تسبب هولاء في ازامات كثيرة لشعب جبال النوبة وسيتحملوا هم نتائجها السالبة ولا نستطيع ان نصف تطويل الحرب المرتبط بالاخفاقات المتلازمة في المفاوضات لمدة 15 جولة فشلا انما يمكن ان يمثل نجاح للجانب الذي ترمي إليه افكارهم التي عملت على زيادة معاناة شعب جبال طيلة الست سنوات وكانما النهج المتبع قصد به مساعدة النظام في الخرطوم في برنامج الإبادة والتهجير لشعب جبال النوبة. هذه المجموعة جعلت شعب جبال النوبة يشعر بالتهميش المزدوج ويشعر بان ثورته لقد سرقت وتم احتواء ابنائه المقاتلين في الجيش الشعبي وتسخيرهم لخدمة اجندة اخرى لا علاقة لها بقضايا النوبة التي حملوا السلاح من اجلها نخلص القول على أن هذه المجموعة من العرمانيين ملزمة يمراجعة موقفها حيال التمسك بمشروع السودان الجديد في الوقت الذي اصبح فيه الامين العم نفسه لا يتحدث عنه صراحة وعلى ابناء اقليم جبال النوبة العمل لصالح بلدهم واهلهم كما عمل ويعمل عرمان طيلة هذه المدة لصالح اهله واجندته فلا داعي للانكسار والتبعية والانقياد الاعمى إلا أن يكون الخضوع للعبودية والمذلة وهذه المجموعة متقاربة مع المجموعة الثانية في الضلع الف . رأي المجموعة الثانية : هي المجموعة التي تنادي باحقية شعب اقليم جبال النوبة الاستفادة من قوة الحركة الشعبية والجيش الشعبي كمظومة ثورية انطلقت من الاقليم في تناول قضايا شعب جبال النوبة كاولوية لأنهم يروا ان اهمية النضال والدوافع التي قادت المسلحين من ابناء الاقليم للتواجد في ميادين المعارك منذ عام 1983 م كانت هي قضايا شعب اقليم جبال النوبة المحور الاساسي في رفع المظالم التاريخية وتحقيق المطالب المشروعة وتنادي هذه المجموعة بضورورة فصل قضايا اقليم جبال النوبة عن القضية القومية للسودان بتقديرها يمكن أن تعالج في الإطار الاقليمي وفقا للمسلمات المنبية على خصوصية الاقليم ووضوح القضايا المطلبية ، وباعتبار ان القضية القومية تتطلب توافر جو ملائم لذلك ويتفرض أن يشارك فيها كل السودانيين على حدا سواء عسكريا أولا ثم سياسيا حتى تتساوى الالام والمعاناة بين المناضلين ولكن ليست على حساب شعب اقليم جبال النوة في ان يهدر دمه ويعاني سكانه بكافة مكوناتهم اوجاع الحرب في الموت والجوع والمرض ويستفيد من ذلك من يكسنون القصور ويتستمعون بنعم الحياة في الخرطوم ومدن السودان العامرة يعتبر ذلك ظلم اعظم يحققه المظلوم على نفسه إذا وافق المقاتلين من ابناء الاقليم على ذلك وهو بالكاد عقلية استعبادية لم تزل كامنة تستعذب الانقياد الاعمى ولا مقارنة بين سكان الكراكير في جبال النوبة وسكان الغابات في النيل الازق ودارفور مع سكان القصور والعمارات في الخرطوم ولا مقارنة بين من يناضلون من أجل الحصول على خدمة ضرورية لحياتهم من تعليم وعلاج وبنية تحتية وحياة كريمة مع من ينازعون نظام الحكم في الخرطوم من اجل السلطة والحصول على مناصب سيادية.. هذه المجموعة الثانية تطالب بضوروة مرعاة مصالح شعب اقليم جبال النوبة اولا ثم الاتجاه إلى غير ذلك بعد تأمين حقوقهم ومطالبهم المشروعة وفي تقديرنا لم يعد مشروع السودان الجديد قائما خصوصا بعد اكتشاف المؤامرة الكبرى التي تحاك ضد النوبة ومناطق الهامش الافريقي على المستوى الدولي المتمثل في مجموعة الدول العربية قطر والسعودية وبقية دول الخليج التي تدعم نظام البشير في مشروعه العروبي الاسلامي ، والدول الكبرى التي لها مصالح في بقاء النظام السلطة بقيادة البشير وتدافع عنه ليبقى على سدة الحكم حتى ولو مات الشعب السوداني كله . فأن حل مشكلة اقليم جبال النوبة منفصلة في تثبيت الحقوق وتقنينها هي واحدة من اهم الحلول لمشكلة السودان لأنها سوف تدعم السلام والاستقرار وقد يقول البعض ان انظمة الحكم في المركز لا توفي بالعهود ولكننا نقول سوف يصطحب المفاوضون جميع التجارب السابقة لسد الذرائع والثغرات التي يمكن ان بنفذ من خلالها انفاس ابليس وسوف يتم وضع الخيارات التي تصون وتحمي اي اتفاق يتم بين طرفي النزاع ووضع الاحكام المجنية من العودة إلى الاقتتال بضمانات دولية موثقة في الامم المتحدة ووفقاً لمطالب الاغلبية من جماهير شعب اقليم جبال النوبة والخيارات المفروضة الأن هي حق تقرير المصير أو الحكم الذاتي بصلاحيات واسعة ولا تراجع عنها إلا إذا رحل نظام المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم ويتم تفكيك كل مؤسساته لتحرير الوطن من الاحتلال ثم الشروع في بناء الوطن من جديد فيكن السودان الجديد. الضلع الثالث : جيم وهو القاعدة التي قامت عليه الضعلين السابقين الذي يشكل القاعد العريضة لجماهير شعب إقليم جبال النوبة ، الكلام في هذا الضلع يطول لأنه الاساس الذي قامت من أجله الحرب من العام 1983م وقبل ذلك وهو يمثل عزيمة شعب لن تلين وقوة إرادة لن تنكسر وهو الشعب الوحيد الذي ظل يقاوم الظلم وتسلط المركز على الهامش عبر الحكومات المتعاقبة في الخرطوم ولقد قاد اكثر من 24 ثورة تحررية على ارض وجوده بمعانيها المختلفة وهذه المجموعة تنقسم إلى ثلاثة فئات .. الفئة الاولى : هم المهمشين داخل المجتمع السوداني من ضحايا الحرب على شكل اطفال شوارع من اطفال ابناء النوبة بعضهم من ابناء المناضلين الذين استشهدوا في المعارك من اجل الدفاع عن حقوقهم وارضهم وعرضهم وحريتهم ويعيش هولاء مشردين من بلداتهم في اطراف العاصمة والمدن الشمالية مفصولين عن الحياة الاجتماعية السوية محرومين من التعليم والعلاج ومن ابسط حقوقهم الادمية لأنهم نوبة وغير مرغوب فيهم فليموتوا مثل الكلاب الضالة في الاقبية وتحت الجسور ويوصم امهاتهم بالعار وينكل بهن على يد سلطان جائر لم يجدوا لصده عنهم وسيلة هولاء يمثلون جريمة وطنية عظمى يتحملها كل المجتمع السوداني بما فيها من عار وتاريخ مشين لمجتمع صمت ولم ينطق بكلمة حق لنصرة مظلوم حتى ولو من اجل رحمة طفل برئي . هذه الفئة تحتاج من ابناء شعب جبال النوبة ان يوليها الاهتمام ويراعها بقدر المستطاع لأنها بحق ضحايا الحرب والنظام الذي منع عنهم اي نوع من المساعدات بل ويعمل على المزيد لتدميرهم في اقحام البالغين منهم في الحرب واستغلالهم ببشاعة في تنفيذ مأربه نعتقد هذه الفئة مسئولية ابناء شعب اقليم جبال النوبة كأفراد ومنظمات مجتمع مدني والخييرين من آهل السودان في اي مكان لرعايتها وحمايتها من الاستغلال السلبي تحت منظمات يخلقها اتباع النظام لذلك الغرض اهمها الحرب واستغلالهم ضد اهلهم . الفئة الثانية : هي مجموعة من ابناء النوبة المتواجدين فيما يسمى بالارضي المحررة التي تقع تحت سيطرة الحركة الشعبية ويعيش هولاء تحت امارة تعرف بحكومة الاقليم فيها حاكم للإقليم يديرها بقوانين وفيها وزراء يمثلون جميع الوزارات على مستوى دولة وهي حكومة ظل داخل الاقليم فيها جميع الادارات المدنية و يحظى المواطنون في تلك المناطق بجزء من الرعاية المنتظمة ولكنها غير كافية نظرا لمحدودية مقدرة الحركة الشعبية في توفير المتطلبات ويعتمد المواطنين في تلك المناطق على انفسهم لتوفير قوتهم بنسبة عالية في حالة توافر الامطار حيث تكون الزراعة هي مكسبهم في الحياة ولقد ظلت حكومة المؤتمر الوطني تمنع عنهم لاغاثة طيلة فترة الحرب ، بالاضافة إلى قيامها بقصفهم بالبراميل الحارقة بواسطة الطائرات الحربية التابعة للجيش السودان واضافة إلى هذه المعاناة لقد اصبح هولاء مواطنين مبتورين عن الوطن الكبير ومعزولين تماما عن بقية اهلهم في المدن الكبرى في الاقليم لأنهم محاصرين في مناطق متقطعة لها حدود جغرافية لا يجوز للمقيم داخلها الخروج منها ألى اي جهة إلا بإذن اوتصريح من المسئول عن القطاع وتلك المناطق لا يسمح دخولها حتى لأبناء المنطقة من نفس القبائل المقيمة فيها وهذه حالة يؤسف لها سيكون لنا تحليل موسع عن هذه الفئة من ناحية انسانية . لفئة الثالثة : هي مجموعة من ابناء النوبة المنتشرين في معسكرات ايواءاللاجئين خارج السودان في كينيا وجنوب السودان ويوغندا بأعداد كبيرة متفاوتة هولا يعانوا مرارة الحياة عذاب الغربة والشتات والخوف من المجهول وهم يحظون ببعض الرعاية من بعض المنظمات غير الحكومية بقدر محدود والكلام عن تلك المعسكرات يحتاج لفرد مقال كامل يفند ما يدور فيها من تجاوزات في إدارتها من حيث المتطلبات الاساسية والحياة الاجتماعية ومن هنا نختم المثلث بأضلاعه الثلاثة التي تطلب من أبناء النوبة والضمير الانساني وقفة تامل في حجم الكارثة التي يعيشها حزء اصيل من الشعب السودان نتيجة لعداوة نظام حكم عنصري وهو نظام الدكتاتور المشيرعمر البشير واعوانه . الخلاصة : بناءً على هذا المثلث ومحتويات اضلاعه وبالتاكيد لم استطع تغطية كل جوانبه بما يكفي ولكن قصدت تسليط الضؤ على جزئية من معاناة هذا الشعب وتحمله هذا الكم الهائل من العذاب ومن اعداء كثر حتى من بني جلدته فعلى ابناء النوبة والاقليم تحمل مسئولية اهلهم في التهميش الداخلي والملاجي عليهم التخلي عن الخلافات الجانبية والمواجهات فيما بينهم بعنتريات والاتجاه إلى مائدة مستديرة بثقة لمناقشة قضاياهم .