أديس أبابا – صوت الهامش
أعلنت جمهورية “أثيوبيا” أنها ستطلق في شهر سبتمبر من العام القادم 2019 أول قمر صناعي للمرصد الأرضي، بمساعدة “الصين”.
واجتمع مسؤولون من وكالات الفضاء التابعة للحكومتين في شهري أغسطس و نوفمبر بـ (الأمهرية) لدفع المحادثات بشأن نقل التكنولوجيا والتوقيع على اتفاقات تعاون بشأن الأنشطة الفضائية.
وقال رئيس معهد علوم وتكنولوجيا الفضاء الاثيوبي في جامعة اديس ابابا “سولومون بيلي تيسيما” لصحيفة “ايست افريكان”: “ان الصين ستساهم بدفع وتبني المشروع بتكلفة تقدر بثمانية ملايين دولار، كما ستدفع ستة ملايين دولار من سعر الكبسولة”.
و سيتم إطلاق القمر الصناعي من الصين، إلا أن مركز القيادة والتحكم الخاص به سيكون مقره في “إثيوبيا” ، حيث وبمجرد إطلاقه، تقول “أديس أبابا” إنها سوف تستخدمه لجمع البيانات عن التغيرات في المناخ والظواهر المرتبطة بالطقس.
ويمثل الإعلان الأخير تطوراً ملحوظاً بالنسبة لطموحات الفضاء في “إثيوبيا” التي بدأت تتسارع في السنوات القليلة الماضية، ففي عام 2016 ، أنشأت الحكومة معهد (ESSTI ) كطريقة للاستفادة الكاملة من تقنيات الفضاء لأغراض التنمية، في يناير من العام 2017 ، أعلنت وزارة العلوم والتكنولوجيا أنها ستطلق قمرًا صناعيًا في مدار في غضون ثلاث إلى خمس سنوات لتحسين قدراتها على مراقبة الطقس.
جاء ذلك بعد إطلاق مرصد فلكي بتمويل خاص بملايين الدولارات في تلال “إنتوتو” المطلة على “أديس أبابا” ، وهي محطة فريدة من نوعها من شأنها أن تسمح “لإثيوبيا” بمراقبة سماء نصف الكرة الشمالي والجنوبي، وخلال الشهر الجاري، أعلن (ESSTI )عن خطط لبناء مركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية بـ (الأمهرية).
ومع صغر حجم السواتل و إنخفاض أسعارها، يعلن عدد متزايد من الدول الأفريقية عن خططها للنظر إلى السماء، حيث شاركت دول مثل “كينيا” و “مصر” و “نيجيريا” و “جنوب إفريقيا” و “المغرب” في إطلاق أو إطلاق برامجها الخاصة لتزويد طموحاتها العلمية والتكنولوجية والعسكرية بالطاقة.
كما أدخل الاتحاد الأفريقي سياسة فضائية أفريقية تدعو إلى تطوير برنامج قاري للفضاء الخارجي واعتماد إطار لاستخدام الاتصالات الساتليتية من أجل التقدم الاقتصادي.
وبينما تنتشر الانتقادات حول الاستخدام غير العادي للموارد في مواجهة المخاوف اليومية الأكثر إلحاحًا، من المتوقع أن يتضاعف الطلب على السعة الفضائية في السنوات الخمس القادمة في أفريقيا و جنوب الصحراء الكبرى.
وتجدر الإشارة إلى أن “الصين” التي عمقت مكانها في أفريقيا في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية، تطرق الآن أبواب الدخول في هذا القطاع، حيث أن فتح مجال الأعمال الفضائية، وتوفير خدمات رسم الخرائط الفضائية، هو جزء من مبادرة “الحزام والطريق” في جميع أنحاء العالم في “بكين” ، حيث تقوم شركات الفضاء الصينية التي تديرها الدولة والخاصة ببيع الأقمار الصناعية المصنوعة في الصين في الخارج.
و قد منحت “الصين” في يناير الماضي مبلغ 550 مليون دولار لـ نيجيريا” بغرض شراء قمرين صناعيين من صانعين صينيين، من المقرر إطلاقهما في العامين المقبلين.
ومع ذلك، فإن التحويلات التكنولوجية الصينية إلى أفريقيا تخضع بشكل متزايد للفحص، حيث يحذر الخبراء من أن هذه الأنظمة الرقمية يمكن استخدامها في عمليات الاستخبارات في “بكين” والمراقبة الإلكترونية و أغراض التجسس، بينما تقول “أديس أبابا” أنها ستستخدم القمر الصناعي لمراقبة المحاصيل والطقس.
وعلى الرغم من أن “إثيوبيا” تنفتح وتجري إصلاحات عدة في ظل رئيس الوزراء الجديد “أبي أحمد” فإن ذلك لا يعني أنها لن تستخدم القمر الصناعي لتعزيز قوتها العسكرية ومراقبتها.