عثمان محمد حسن
الثورة تمضي بأسلوب متوازن حتى سقوط النظام.. و نفس الثوار طويل، حسب ما تقول الشواهد المتراكمة يوماً في إثر سابقه.. و البشير يتعنت و يعاند باذلا أقصى ما في ترسانته من أسلحة دمار مادية و نفسية.. و صدى (تسقط بس) يحطم نفسياته، فلا يستطيع الاستقرار فوق كرسيه المسروق.. و كل يوم هو في حال أسوأ من اليوم السابق..
* إن جملة (تسقط بس) هذه تعني سقوط الكثير من مثبطات الهمم و قاتلات تطلعات الشباب لتحقيق الذات و الارتقاء بالمجتمع السوداني إلى بيئة صديقة متصالحة مع الوجود السوي.. بيئة عادلة في إتاحة الفرص لكل من يستحقونها متى استحقوها!
* مخيفة هي جملة (تسقط بس..!) فقد أصبح الانتماء إلى المؤتمر الوطني عارا و شنارا يبعد الكثيرين من أعضائه عن دائرة التباهي بالانتماء إليه في المناسبات.. و تجاوز الأدب في المؤسسات و الأحياء..
* أشياء كثيرة سوف تسقط.. و مفاهيم عقيمة عديدة سوف تتلاشى.. و كثيرون سوف يقفون على الرصيف فاغري الأفواه.. و الثورة تأخذ مكانها الميمون في تاريخ السودان ..
* إنهالت المبادرات على المشهد الثوري و كلها تجمع على تنحي البشير.. و كلها تؤيد قيام حكومة انتقالية.. لكن هل يعني تنحي البشير سقوط دولة المؤتمر الوطني التسلطية.. و قيام دولة سودان جديد هكذا، و (بالساهل)؟
* عند قراءة المبادرات، بتدقيق و حصافة، نجد أن هناك من يحاولون مسك مقود قيادة الثورة لتوجيهها إلى حيث تهبط هبوطا ناعماً.. و هناك من يريد إبطاءها حتى يفقد زخم الثورة بريقه و يغادر الثوار الشوارع و تموت فعاليات الثورة كي يستمر النظام في السلطة بشكل جديد..
* و للحقيقة و التاريخ، فإن المبادرات لا تخلو من شخصيات معروفة بحسن طويتها و صدق توجهها نحو إستقرار السودان و رفاهية شعبه..
** إننا في مرحلة مفصلية تقتضي الحذر و تتطلب من ( الشيوخ) إسداء النصح و المشورة للشباب و (الكهول).. و ترك اتخاذ القرار لهاتين الفئتين للمضي بالسودان قدماً إلى المراقي التي يستهدفون..
* ف”لقد هرمنا!”.. و كفى!
* و على جيلنا، الجيل السبعيني فما فوق، أن يترك اتخاذ القرارات ذات الصلة بالمستقبل لمن هم أصحاب المستقبل الحقيقيين كونه مستقبلهم أكثر من كونه مستقبلنا من حيث امتداداته في عمق الزمن الآتي و ليس في عمق الزمن الماضي..
* و حين يقول الشباب أن لا مساومة مع النظام، فعلى الشيوخ ألا يجرجروه إلى مساومات لن تفضي إلا إلى استمرار النظام بوجه جديد تكسوه جراحات تجميل و مساحيق New look!
* فاطرحوا مبادراتكم جانبا أيها الشيوخ، و دعوا الشباب يمضون في صناعة مستقبلهم دون تدخل منكم، اللهم إلا إذا ارتأوا أخذ المشورة منكم في منعطف ما..