اكرام الناس. مارتن لوثر كنج ونيلسون منديلا
نقلوا العالم نقلة نوعية فى تاريخيه الحديث الى اعلى درجات الرقى والتحضر, حيث انهم هم الذين رسخوا القيم والمبادى والحرية والكرامة والديمقراطية وحقوق الانسان الاساسية والحقوق المدينة. درعاً للظلم والاضطهاد والعبودية والعنصرية والقتل والنفى القسرى مارتن ونليسون منظمومة سياسية اجتماعية عالمية قادة الشعوب المقهورة والمحرومة والمعوزة الى التحرر والتخلص من رجس الامبرايالية العالمية والانظمة الفاشية والاستعبادية سلبت الشعوب حقوقها و اقعدتها قسراً فى المقاعد الخلفية للمجتمع دون المشاركة السياسية والاجتماعية والثقافية. مارتن لوثر كنج الذى وقف فى وجه الاستبداد والطغيان والجبروت مدافعا عن حقوقه وحقوق اهله فى الولايات المتحدة الاميركية فى القرن الماضى حيث قدم روحه رخيصة من اجل الحرية والكرامة والعدل. كل ذلك نابع من قيم وجدانية ورحية من التكافل والمشاركة. منديلا ومارتن هم الاصالة وهم الابطال ايضا لقد سطروا تاريخيهم من احرف من نور لكى يمشون به الباحثين عن الحرية والكرامة والمساواة والعدالة. لان الرجال خرجوا من ارحام امهاتهم احراراً .
التى تؤكد تساويهم فى الحقوق والواجبات جميعا دون تمييز, ايضا تساويهم فى ادارة السلطة بحق المواطنة دون تمييز لعنصر فوق عنصر او لجهة دون اخرى. والواقع السودانى يقول منذ الحكومة الوطنية الاولى بعد الاستقلال حكومة الاحزاب الوطنية التقليدية السياسية ظهرت بكل وضوح الفوارق ما بين الشعارات المرفوعة والواقع الذى بدأ يتبلور بعد ان اطل بالظلم والدكتاتورية. لان الاحزاب السياسية التقليدية استغلت ثقة القواعد التى اولتهم اياها ودفنت قدرات بقية ابناء الوطن ابقت على قدرات ابناء الشمال والوسط السياسية والجهوية. حيث تمحور صوتها فى قطبين طائفتين, واصبحت كل قيادة من قيادات الاحزاب الاستقطاب من اجل الاستفادة من هذه القوة الجديدة وابقاء السلطة والسيادة عندها حين بلوغها سدتها. لان الاحزاب وضعت لذلك حجر الاساس. وطرحت معالم سياساتها التى تعامل الحكومات المتعاقبة مع منطاق الهامش. فسارت على نهجها كل الحكومات المدنية والانظمة العسكرية. فلذلك فشلت فى تحقيق العدالة فى تقسيم السلطة او اعطاءها صفة الوجودية فى جميع اركان الوطن.
مارتن ومنديلا رفضا ذلك الواقع الذى يرفض ترابط العقد الاجتماعى لاى مجتمع لاجل حفظ وحدته وكيانة وتماسكة. لانه سيؤدى الى اثار سلبية على كل محاوره مع التفاوت فى الحدة فى الاثار الاجتماعية من مجتمع الى مجتمع اخرى, لانها اثار مضادة نتيجة للاختلال ميزان العدالة والمساواة والحقوق والواجبات والمواطنة وفقدان الحقوق السياسية والمدنية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية. وهذا استهداف للاقليات او المجموعات العرقية قد تكون الاسباب دينية او عرقية وعقيدية ومعتقدات واللون. فالحرية والعدل مهمان لان الحرية تحقق قوة الراى فى كل شى مهمة بها تحقق الشفافية والكمالية والقدوة الحسنة. فاما العدل اساس الحياة. فلذلك سدد كل من منديلا ولوثر كنج الفاتورة الغالية من اجلها. لان العدل شى عظيم ومقدس حيث يتم من خلاله توزيع كل شى عن طريق العدل والسلطة والتنمية لكى يتناسب مع حقوق المواطنة. ان تمييز العنصر فوق العنصر فى غياب الجعليين والشياقية والمساليت عن الخندق مع النوبة لم تؤكد مساواة الجميع فى حقوق المواطنة التى هى جوهر الماساواة فى الحقوق والواجبات بين المواطنين التى يؤدنها بالتساوى فى عملية التحرير الذى ينادوا به.
فليب عباس غبوش ومحمود حسيب وعطية عطرون منذ الستنيات تحت مظلة اتحاد جبال النوبة 1962 حاولوا بشدة نقل المجتمع السودانى الذى عانا من النقل والاستهلاكى للفكر, الى مرحلة الاجتهاد الذى ياتى بفكر تاهيلى ينبعث من التراث الذى يحمل الشفافية الوطنية من قيم وجدانية روحية من التكافل, ليس عدم الثقة والتنافر فى الرؤى الفكرية, ان يكون بمفهوم تعازرى روحانى الذى يعكس خصوصبة مكمون التراث المتراكم فى جنوب وادى النيل الغزير الغنى. الصيغ الفكرية والسياسية فى اعادة وتاهيل نظام الحكم فى السودان وبناء دولة القانون وتحقيق الديمقراطية والكرامة والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية. فقد كان اتحاد جبال النوبة الالة الضاغطة لتحقيق تلك القيم و المكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب جبال النوبة وبقية السودان. ولكن المشكلة التى واجهت اتحاد جبال النوبة فى تلك المرحلة من مراحل التاريخ هو عدم الثقة والتنافر الشديد فى الرؤى الفكرية بين اتحاد جبال النوبة والاحزاب السياسية التقليدية التى لاتريد الاصلاح السياسى والاجتماعى والتدوال السلمى للسلطة. لان الوتيرة الحزبية الاناني الغير تعازرى وتكافلى هو الذى حال دون تحقيق اهداف اتحاد جبال النوبة. ولكن بالاحرى اتهموا قادة اتحاد جبال النوبة بالعمالة للامبريالية الصهيونية الاستعمارية هذا مجرد موقف عنصرى. لان قادة اتحاد جبال النوبة رموز وطنية لا ادنى شك فى ذلك.
فها هم الجنوبيين الذين منحوا ياسر عرمان الثقة والقوة والسلطة, لانه هو احد ابناء جون قرنق المدللين داخل الحركة الشعبية فى تلك المرحلة, رغم انه لم يحضر اهله الجعليين الى الحركة الشعبية كما فعل يوسف كوة مكى الذى لم يكن فى موضع الثقة من جانب الجنوبيين رغم الاغلبية الساحقة للشعب جبال النوبة داخل الحركة الشعبية. بل عمودها الفقرى.لان الجنوبيين ذاكرتهم حقا ضعيفة لانهم سرعين النسيان, ياسر عرمان احد احفاد تاجر الرق الملعون الزبير باشا الذى باع الجنوبيين بكميات هائلة الى اسياده الالبان حكام مصر على راسهم محمد على باشا كيف نسوا الجنوبيين كل ذلك ويمنحه اى ياسر عرمان كل الصلاحيات ويكون فى موضع الثقة.ياسر عرمان معروف بالخساسة والخباثة ودس الدسائس وحياكة المؤمرات. لقد تامر ضد النوبة فى مواقع شتى 1992 وعام 1995 فى اسمراء لقد حرض جون قرنق ضد النوبة بان لايمنح النوبة اى صلاحيات او سلطات او اى حقوق. فقد كان حجر عثرة بالنسبة للشعب النوبة. فاذا نظرنا الى القادة الثلاثة ياسر عرمان وعبد العزيز الحلو ومالك اقار لم يتم انتخابهم. بيد ان رفض مالك اقار تسليم القيادة الى جبريل ابراهيم اطلت من خلالها الدكتاتورية والتسلط. لقد غلبوا الصورة راساً على عقب واسقطوا الرأية التى يريدون جمع اهل السودان تحتها. فاين هى العدالة والمساواة والتدوال السلمى للسلطة التى تنادوا بها؟ فاين الديمقراطية والشفافية التى تنادوا بها؟
فها هو ياسر عرمان الذى تامر ضد شعب جبال النوبة الاغلبية العظمى كما فى الحرب الاولى تحت قيادة جون قرنق, فلذا نرجو ان نصل كنوبة الى رؤية حقيقية لها من الشفافية ما يمكنا من اقامة منظمومة سياسية اجتماعية تقود شعب جبال النوبة الى التحرر والخلاص من حرب الوكالة التى ابادت اطفال شعب جبال النوبة لابد من وقفها. لذا ننوه على ان عهد ياسر عرمان وعبد العزيز الحلو ومالك اقار وعهد سيطرتهم وهيمنتهم على شعب جبال النوبة قد وليا ليحل انباء النوبة منسوبى الحركة الشعبية محل لوردات الحرب وليكون امر جبال النوبة بايديهم. لماذا لم يتسلم احد ابناء النوبة رئاسة الجبهة الثورية ؟ لماذا لم يتسلم احد ابناء النوبة امانة الحركة الشعبية ؟ كلها اسئلة يريد شعب جبال النوبة الاجابة عليها او بالاحرى منسوبى الحركة الشعبية لديهم الاجابة. لان الوضع الحالى القائم فى جبال النوبة المتعدد المناحى والتاثيرات والتجليات يجب تحطيمه وتفتيته, حتى نعيد سيرة جبال النوبة الاولى بوضع جديد يشع منه الحرية والكرامة والديمقراطية الاصيلة. لن لم يصمت احداً من بعد اليوم, حتى القادة الميدانين لقد ان الاوان بالحراك. لان كل شى واضح كالشمس لا يعمد الى الخيال. لابد من ابعاد ياسر عرمان وعبد العزيز الحلو من جبال النوبة فوراًً بشتى الوسائل المتاحة.
ياسر عرمان لجأ الى اسلوب المناورة لتاثير على قلوب وعقول شعب جبال النوبة والجنوبيين واخرين باستعماله لأسماء الاشخاص التاريخين الكرام امثال مارتن لوثر ومنديلا ويوسف كوة وجون قرنق ومالكوم اكس هذا اسلوب رخيص لايمكن ان يكسب من خلاله عواطف وتضامن وعقول الذين يعرفون مكره ومكائده ودسائسه. الا الذين اغسل امخاخهم مسبقا من منسوبى الحركة الشعبية. فهذا لم يجلب له وللحركة الشعبية تضامن وتعاطف او لربما يريد ان يغطى على العار الذى لا زال تداعياته على كافة المحاور. يتحدثون عن حكم القانون والمواطنة كاساس للواجبات والحقوق والتدوال السلمى للسلطة والحقوق السياسية والمدنية. فاذا بهم يفشلوا فى اول امتحان. فلماذا لم يتعلموا اسس الديمقراطية والشفافية والتداول السلمى للسلطة ومفهوم الديمقراطية فى اطارها الواسع من جنوب افريقية التى زارها ياسر عرمان وعبد العزيز الحلو وماللك اقار معقل الديمقراطية الحقة فى العالم كله.
فلماذا لم ياخذوا العبرة والموعظة الحسنة من تامبو مابيكى رئيس جنوب افريقية السابق ورئيس الالة الافريقية الرفيعة الحالية, الذى تنحى عن السلطة فى ليلة وضحاها. لانه اعترض على ترشيح جاكوب ابوزوما الرئيس الحالى للجنوب افريقية, فلذا قرر المجلس الوطنى الافريقى الحاكم بعد اجتماعه الذى استغراق ساعتين فقط بان يتنحى الرئيس تامبو مابيكى فوراً عن منصبه كرئيساً للجنوب ويحل مكانه رئيس الحزب لحين اجراء انتخابات رئاسية جديدة. لان الذى قام به تامبو مابيكى يتعارض مع قيم ومبادى واهداف حزب المجلس الوطنى الافريقى الذى اسس من اجله. ففى اليوم الثانى من اصدار القرار اصبح الرئيس مابيكى من مواطن الاول كرئيس للدولة الى مواطن عادى.
هكذا الديمقراطية الحقة التى بنوا اركانها ودعائمها هولاء الرجال الكرام و العظماء على راسهم نيلسون منديلا. لقد اندهش العالم باسره بالاخص الغرب من هذه الديقراطية والشفافية والتدوال السلمى للسلطة, انه لشيئاً جديد لاسابقة له حتى فى ديمقراطية الغرب. فى الواقع لن يكن من المستغرب, لان الديمقراطية اسسها الرجل الاسود وليس الرجل الابيض. ولدت الديمقراطية فى بلاد النوبة سودان اليوم قبل اربعة الف سنة من ميلاد المسيح عيسى عليه السلام, ثم نقلها هيرتوس الاغريقى الاصل الملقب بأبو التاريخ من بلاد النوبة الى بلاده اليونان ثم انتشرت تدريجياً وعمت الغرب بعد اربعة الف ومئتان وخمسون سنة منذ ولدتها فى بلاد النوبة. نيلسون منديلا واخوانه رموز السلام و الحرية والكرامة والعدل والديمقراطية فى العالم. فاين ياسر عرمان وعبد العزيز الحلو ومالك اقار الذين يريدون كراسى الحكم من الديمقراطية الحقة والتدوال السلمى للسلطة والقيادة. لا ندرى من اين سيجد ياسر عرمان التحالف والتلاحم والاستقبال الذى يريده من الشعب السودانى الذى رفض مسبقاً وثائقهم الفجر واخيراً وثيقة باريس.
الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين.
اختصاصى فى حقوق الانسان والقانون الاوروبى