ﺟﻼﻝ ﺭﺣﻤﺔ
ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺩﻟﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﺍﻛﺜﺮ ﻭﺿﻮﺣﺎ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺩﻭلة
ﻓﺎﺷﻠﺔ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯ ﻭﺟﺪﺍﺭﺓ ﻭﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻭﺭ ﺍﻻﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭو
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻟﻴﻐﺎ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ
ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺸﻴﺮ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺷﺎﻫﺪﻧﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﻼﻋﺐ
ﻭﻻﻳﺔ ﺷﺮﻕ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺑﻼﺕ ﺣﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻴﺲ ﺑﻴﻦ ﻓﺮﻳﻘﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻴﺎ
ﻭﺍﻟﺮﺯﻳﻘﺎﺕ ، ﻭﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻗﺎﻡ ﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻠﻴﻐﺎ ﺍﻟﻤﺸﻴﺮ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ
ﺑﺘﺴﻠﻴﺢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺷﺮﻕ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ﻋﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺍﻟﺮﺑﺎﻋﻲ ﻭﺍﺳﻠﺤﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻭﺧﻔﻴﻔﺔ ﻭﺗﺤﻔﻴﺰ ﻛﻞ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ
ﺑﺸﺤﻨﺎﺕ ﻋﺮﻗﻴﺔ ﻟﻠﺜﺄﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺼﻢ ، ﺣﻴﺚ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﺟﻮﺍﺀ
ﻣﺸﺤﻮﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻭﻗﺪ ﻏﺎﺏ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﻨﻜﺔ
ﺍﻻﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﻠﻌﺐ ﺍﻟﺨﺸﻦ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌﺪ
ﺗﺪﺧﻞ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺑﺎﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺘﻴﻦ ﻟﻠﺘﺄﺟﻴﺞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ
ﻭﺍﺯﻛﺎ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻴﺘﺔ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﻳﻌﻲ ﺍﻥ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻻ ﻣﺰﻳﺪﺍ ﻣﻦ ﺷﻼﻻﺕ ﺍﻟﺪم ﻭ سحق ارواح
ﺍﻻﺑﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﻌﺰﻝ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ﻣﻤﺎ يزيد من ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﺒﻦ ﻭيعمي ﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ﻟﺪﻱ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀمن الفريقين
ﻻﻳﻘﺎﻑ ﻧﺰﻳﻒ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﻣﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻲ ﻭﺣﻘﻦ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ
، ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻳﺸﺮﻑ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ﻭﻫﻮ
ﻳﻌﻠﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺜﻨﺎﻳﺔ ، ﻭﻻﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ
ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻭﻋﺎﺋﺪﺍﺕ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻼﺕ ﻻﻧﻪ
ﻳﻨﺸﻂ ﺳﻮﻕ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻧﺎﻓﺬﻩ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ
ﻟﺠﻠﺐ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﺍﻓﺘﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ
ﻟﻜﻲ ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺑﻴﻊ ﻭﺷﺮﺍﺀ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ،
ﻭﻻﻧﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺑﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻣﺎ ﺍﻥ ﺗﺴﺘﺠﻠﺐ
ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺰﺧﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ السودان حيث سوق السلاح العالمي ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ
ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﺼﻨﻊ
ﺣﺮﺑﻲ ﻻﻧﺘﺎﺝ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺰﺧﻴﺮﺓ في دارفور ﻭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ يعلم ﺟﻴﺪﺍ ﺍﻥ ﺑﻘﺎﺀﻩ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﺮﻫﻮﻥ ﺑﺘﻔﻜﻴﻚ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻋﻤﻮﻣﺎ
ﻭﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻭﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺸﺮﻭﻋﻪ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ﺍﻟﺒﻐﻴﺾ ﺑﺰﺭﻉ
ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺘﻨﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻌﺐ ﻋﻠﻲ
ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﻣﺴﺘﻐﻼ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﺸﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﻠﻴﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺠﺰ
ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ تاريخيا بالقيام ﺑﻮﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﺗﺠﺎﻩ ﻣﻮﺍﻃﻨﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺑﻔﺘﺢ ﻣﺪﺍﺭﺱ
ﻣﺆﻫﻠﺔ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ معلم و ﻣﻨﻬﺞ ﻳﺮﺑﻲ ﻭﻳﻨﺸﺊ ﺍﻻﺟﻴﺎﻝ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﻗﺒﻮﻝ
ﺍﻻﺧﺮ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻉ .
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ ﻭﻋﺒﺮ ﺗﻮﺍﻃﺆ ﻣﺼﻠﺤﻲ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻧﺘﻬﺎﺯﻱ
ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺑﺠﺪﺍﺭﺓ ﻭﻧﺠﺎﺡ ﻳﺤﺴﺪ عليها
ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻬﺶ ﺍﺻﻼ ﺑﺎﻻﻗﻠﻴﻢ ، ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺳﻒ ﻟﻪ ﺍﻥ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻳﺨﻄﻂ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻋﺒﺮ ﻣﺜﻘﻔﻲ ﻭﻣﺘﻌﻠﻤﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ
ﻭﻭﻗﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ من ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻻﻃﻔﺎﻝ و الشباب الضائع ﻭﻳﺴﺘﺮﺯﻕ ﻣﻨﻪ ﻗﺎﺭﻋﻲ ﻃﺒﻮﻝ
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﻋﺒﺪﺓ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﺎﻗﺪﻱ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ، ﺑﺎﻛﺘﻤﺎﻝ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻳﺎﺕ ﺳﻮﻑ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻲ ﻣﺎﺗﺒﻘﻲ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻌﻴﺶ ﺑﺎﻻﻗﻠﻴﻢ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺗﻮﺗﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﻼﻋﺐ ﺷﻤﺎﻝ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ
ﺑﻴﻦ ﻓﺮﻳﻘﻲ ﺍﻟﺒﺮﺗﻲ ﻭﺍﻟﺰﻳﺎﺩﻳﺔ ولكل منها سلاح كفيل بتحرير حلابيا عسكريا، ﻭﻳﻤﻜﻦ
ﺍﻥ ﻳﻘﻮﺩﺍ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺿﺎﺭﻳﺔ ﺗﻘﻀﻲ
ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﻠﻴﻢ ، ﻛﻤﺎ ﺗﺸﻬﺪ ﻣﻼﻋﺐ ﺟﻨﻮﺏ ﻭ ﻏﺮﺏ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ
ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺑﺎﻳﺪﻱ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺢ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ
ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻲ ﻣﻤﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻘﺎﺑﻼﺕ ﺳﺎﺧﻨﺔ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻭﺍﻻﻥ ﺗﻄﺒﺦ
ﻓﻲ ﻧﺎﺭ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ( ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻲ لاهالي دارفور ) ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺻﺎﻓﺮﺓ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ، ﻫﻜﺬﺍ ﻟﻼﺳﻒ
ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﺣﺮﻕ ﺍﻟﻬﺎﻣﺶ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺑﺎﻗﻠﻴﻢ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻓﻲ
ﻇﻞ ﺻﻤﺖ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺍﻻﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺣﻴﺮﺓ ﺍﺣﺰﺍﺑﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻻ ﺷﺊ ﻳﺆﻟﻢ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ، ﺍﻻﻥ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺮ بها ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺑﻤﻨﻌﻄﻒ ﺧﻄﻴﺮ ﻭﻋﻤﻼ
ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﺍﻟﺠﻴﺎﺷﺔ التي تقودنا إلى حروب ضارية ﻭﺑﻌﺪ
ﺍﻥ ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﺎﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺭﺑﻊ ﻗﺮﻥ من الزمان ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﺒﻄﺶ ﻭﺍﺳﺘﺒﺪ ﺍﻟﻔﻘﺮ
ﻭﺍﻟﻀﻴﻢ ﺑﺎﻫﺎﻟﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺍﺻﺒﺢ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ
ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻳﺴﻴﻄﺮﺍﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻻﻗﻠﻴﻢ
ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺍﺻﺒﺢ ﺍﻣﺎﻣﻨﺎ ﺗﺤﺪﻱ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﻭﺍﺧﻼﻗﻲ ﻣﺎﺛﻞ ﻭﻭﺍﺿﺢ ﻛﺸﻤﺲ
ﺍﻟﻈﻬﻴﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻳﻘﺎﻑ ﻧﺰﻳﺪ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻗﻠﻴﻢ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ
ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ .
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﺧﻀﺮ ﻭﺍﻟﻴﺎﺑﺲ ﻭﻓﻜﻜﺖ ﺍﻭﺍﺻﺮ
ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺣﻢ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻻ ﻣﺰﻳﺪﺍ
ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﺸﺘﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﻻﻗﻠﻴﻢ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﻳﺮﺟﺢ ﻛﻔﺔ
ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﻳﺤﺮﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﺑﺎﺕ
ﺑﺮﻣﻮﺕ ﻛﻨﺘﺮﻭﻝ ، ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﺑﺘﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻨﺎ ﺍﻥ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ
ﺍﻥ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﺩﻭﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻌﺎﻟﺠﺎﺕ ﺟﺬﺭﻳﺔ ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻭﺿﻊ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺗﻨﻈﻢ
ﻭﺗﻌﺎﻟﺞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻭ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ
ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﻟﺤﻘﺔ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺰﻳﻔﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺴﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻲ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻣﺘﻨﺎﻓﺮﺓ ﻭﺗﻮﺯﻉ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻼﺡ
ﺳﺮﺍ ﻭﻋﻼﻧﻴﺔ ﻓﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﻌﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺰﻻﻕ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺮﻭﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﺪ ﺧﻴﺮﺓ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ، لذلك
ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺠﻊ ﻟﻠﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﺑﺎﺕ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺬﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﻓﻖ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺍﻧﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺘﻤﺘﺮﺍﺕ
ﻣﻦ ﺣﺮﺏ شاملة حرب الكل ﺿﺪ ﺍﻟﻜﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﻤﺘﻠﻚ ﺯﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ
ﻻﻧﻘﺎﺫ ﺍﻫﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺮﻗﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﻱ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺒﻼﺩﻧﺎ ﻭﺍﺳﺘﻨﻬﺎﺽ ﺍﻟﻬﻤﻢ ﻭﺍﻟﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎ ﻓﻲ
ﻃﺮﻳﻖ ﺍﺯﺍﻟﺔ ﺟﺮﺛﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻐﻠﻐﻞ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﺩﻭﻟﺘﻨﺎ ﺑﺎﺳﻢ
ﺍﻻﺳﻼﻡ .
ﺍﺧﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺰﻛﻴﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﺗﻠﻮ ﺍﻻﺧﺮﻱ ﺑﺎﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ
ﻧﺘﻌﺎﻳﺶ ﺑﻜﻞ ﺳﻼﻡ ﻭﺣﺐ ﻭﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﻧﺮﺩﻡ ﺍﻟﻬﻮﻱ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ صنعا انظمة الفساد
والاستبداد المتعاقبة على سدة الحكم في الخرطوم والذي
ﻳﺠﻤﻌﻨﺎ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺮﻗﻨﺎ ﺣﻴﺚ ﻟﻨﺎ ﻋﻤﻖ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﺿﺎﺭﺏ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ
ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﺭﺽ ﻭﺩﻳﻦ ﻣﺸﺘﺮﻙ، ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﺯﻳﻘﺎﺕ ﺍﻥ ﻳﺘﺰﻛﺮﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭ
ﻻﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﺑﻮﻛﺎﺭﻧﻜﺎ ﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻴﺎ ﺍﻥ ﻳﺘﺰﻛﺮﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭ
ﻻﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻌﻴﻦ ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺍﻥ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻳﺘﻤﺜﻞ
ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺯﻉ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻧﻬﺎﺭﺍ ﻭﻳﺤﺮﺽ ﻓﻴﻨﺎ
ﻟﻴﻼ ﻭﻫﻮ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻲ للمهمشين ، ﻭﻣﻦ
ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﺧﺮﻱ ﻋﻠﻲ ﺣﻜﻤﺎﺀ ﻭﻋﻘﻼﺀ ﻭﻣﺜﻘﻔﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ
ﻹﻃﻔﺎﺀ ﺟﺬﻭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﺣﻴﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻧﻪ
ﺟﺮﻣﺎ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺎ ﻭ ﻭﻃﻨﻴﺎ ﺳﻮﻑ ﻳﺴﺄﻟﻨﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻨﻪ .