نحن لمن نقول في مشكلة حقيقة من بعض ناس الشمال النيلي ليست ذلك من فراغ او عبث ، كل مشاكل السودان دخلت عبر هذه البوابة تاريخيآ ، و تقريبآ كل الذين حكموا السودان ايضا من هذه المنطقة مع العلم بحساب السكان هم لا يمثلون و لا ١٠٪ في مجموع الشعب السوداني…
كتبت اليوم كيف يستقبل اهلنا الجموعية الجنجويد و يعملوا لهم افطارات رمضانية جماعية و علي اشهادنا ، و قلنا وقتها هل الجموعية يتفقوا مع كل الجرائم التي مارسها الجنجويد في دارفور ؟
و قبل ان يجف حبرنا ، يأتينا الصور من الشمالية نفس المشاهد ” بعضنا يقيم موائد الافطار لحميدتي و مليشياته ” الأنكئ و الأمر كان استقبالآ شعبيآ ليست قصرآ ( بكسر القاف ) لحكومة الخرطوم ..
هنا ايضآ اسئل نفس السؤال و بنفس البرأءة هل اهلنا في الشمالية مع جرائم الجنجويد في دارفور و جبال النوبة و النيل الازرق ؟ هل تؤيدون قتل الالاف من الابرياء في تلك المناطق ؟ اذآ ماذا نفهم من هذه الاستقبال و الإحتفاء بحميدتي المجرم و مليشياته في ولاية الشمالية ؟
نذكر و الذكري ربما تنفعكم …
طوال مراحل الابادة و التطهير العرقي في دارفور ، لم و لن نسمع بمسيرة واحدة خرجت من اقليم الشمالية او اي وقفة احتجاجية ولا واحدة !!! ؟ ولا اي صوت ادانة خرجت تندد بجرائم مليشيات عمر البشير في دارفور من اهلنا في حاضرة ولاية الشمالية ؟
للتذكير هنا ، شخصيا شاهدت من علي التلفاز و ما جاءني من الإعلام المحلي ، مسيرات تندد مثلا بجرائم اسرائيل في حق الفلسطينين ( كقضية انسانية نرفض الارهاب الاسرائيلي ) ، و شاهدنا كيف تخرج المسيرات نصرة للشعب العراقي ..
و كي لا ننسي و نحن لا ننسي للتاريخ عند استشهاد القائدخليل ابراهيم خرجت مسيرات لبعضكم سميتوها وقتها دعمآ للجيش السوداني و شي من هذا القبيل و كنتم في قمة الفرح و الانشراح و الانبساط لمقتل رجل طالما آمن بحقوق اهله في الهامش و الوطن ككل ، ربما كان في مقيلتكم المريضة علي عبداللطيف اخر او د/ جون قرن دمبيور اخر ، يموت و يستمر هيمنتكم و يموت و ينكسر ارادة من هم يقاومون الوضع المخل و الغير المتزن للسودان منذ خروج المستعمر الاجنبي و تسليم مفاتيح البلاد للمستعمر المحلي ، ربما مكافأة لهم لقذارة ما او تؤاطو ما حدثت في مكان ما في بلد اسمه السودان …
و قصص اخري من شاكلة اخراج تراخيض للعمل للاخوتكم ، مع العلم هذه اول حالة داخل الوطن و مع العلم ابناء الشمالية يمارسون نشاطاتهم التجارية في كل اقاليم السودان كمواطنين و هذه حقهم ، لكن لماذا التمييز ؟
و ايضا كيف واجه طلاب دارفور العنف في جامعات الشمالية ، و نحن نشاهد بكل ألم طلابنا شردوا في شوارعها ، من داخلياتهم و كيف لا يجدون حتي وسيلة تقلهم الي اهاليهم بعض ان لم يجدوا مترآ من الارض يضعون فيهم رؤسهم في وطنهم …. للاسف اجانب في وطنهم … ربما علي بعد امتار منهم في وقتها الاجنبي المصري و السوري مرحب به و لا يلقي الا الابتسامة و السلام …
طلاب دارفور في الشمالية كانوا اجانب في وطنهم …. يالعارنا ..
لا ننسي ايضا ان انسان دارفور طوال رحلته المريرة كل العالم و الضمير الانساني الحي وقف معه و سانده و مده بالقليل من القمح و الماء و الكساء ، لكي يحفظ لنا ما تبقي من الحياة و ليستمر نسلنا في الحياة كي لا ننغرض كالدينوصورات و الهنود الحمر كما نويتم و خططم و نفذتم بكل دناءة …
عندما يستقطع التلميذ في نيويورك او بوينس ايرس من مصروفه اليومي و يرسله دعمآ لاطفال دارفور لشعورهم و احساسهم بإنسانيتهم اولآ قبل كل شي و لأنهم كبقية العالم شاهدو تلك الصور التي خرجت من قري دارفور و وديانها و مدنها صور لأطفال تقطعت اوصالهم و اطرافهم و لأم قطعت ( بضم القاف ) صدييها بعد مقتلها ، و اسر بكاملها احرقت في بيوتهم و الجنجويد يرقصون و يهللون و يكبرون بإسم الله و يغنون لنجاح خططهم و طائرات الانتنوف و الميج تحلق في سماء دارفور الصافية لترمي المزيد و المزيد من البراميل الحارقة المتفجرة و الدانات و الصواريخ في ما تبقي من الاحياء من البشر و الحيوان معآ ، و يا للعار !! كان و لا زالت كل قبطان طائرات الموت تلك من ابناء ولاية الشمالية ، نعم الاتفاق كان واضحآ من يومها بالنسبة لنا ” انتم تحرقون من الارض و لنا نحن من الجو و السماء ” ، تلك الصور روعت القلوب صغارآ و كبارآ و من كل الاديان و الالوان من حول العالم ، لكنها و يا للعار !!!!! و يا للعار !!!! لن و لم تحرك فيكم السودانوية و لا الانسانية و لا حتي روح الدين فيكم ، ألم يأمر الدين بأن امة الاسلام جسد واحد ؟ و لا انتم عندكم الجسد هو اللون و اللسان و العرق و الجغرافيا ؟؟؟؟
كان وقتها لو ارسلتم للضحايا و لو جوال تمر او قمح او ولو حتي قطعة واحدة من القماش لعلها تساعد امرأة واحدة من ستر نفسها او تقيها من البرد بعد فاجئتها او تقيها جوعة يوم واحد ، لكن ويا لفجائتكم و لخزالنكم و لغياب انسانيتكم و وطنيتكم و نخوتكم !!! نسيتم او تناسيتم عمدآ وتوجهتم بوجهتكم نحو الشرق البعيد جدآ و تناسيتم عمدآ غربكم القريب، دعمتم اخوتكم في العرق و الدين كما زعمتم ضحايا الارهاب الاسرائيلي في غزة بدمكم و مالكم و وقتها نحن الأحوج و الاقرب لتلك الدم والمال من اهالي غزة ، لكن العرق دساس عندكم اليس كذالك ؟ ..
يا ليتم توقفتم هنا ، توارئ و تصدي اعلاميكم و مثقفيكم لحملات تشويه متعمدة و مخططة لقتلنا مرتين الاولي بسلاح الجنجويد و الثانية بإنكاركم للجريمة ، و قلتم ان تلك القمح و ملابس الشتاء و الخيم التي اتت من العالم الانساني لتنقذ ما تبقي من انسان دارفور ، و صفتومها وقتها بالصهيونية و اليهودية و الكفر و العمالة و الارتزاق للغرب كأننا لم نكسي الكعبة يومآ او كنا في زمن الحرب العالمية مع معسكر الكفر …
ألم نطعم الحجاج في ارض الحرمين ؟
ألم نكسي الكعبة يومآ ؟
ألم يقاتل المجاهد الشهيد علي دينار بجيشه مع العثمانية المسلمة في وقت بعض اخوتنا السودانين المسلمين يحاربون في صف الصليب الانجليزي ؟ من هو الزبير باشا رحمة ؟
كيف كانت قرأتكم للتاريخ ؟
لا افهمكم ؟
ارجعكم للوراء قليلآ ، من حرض عرب دارفور علي حمل السلاح ضد اخوتهم ؟ كنا نعيش طوال السنين في سلام و امان بيننا ، شخصيآ عشت طفولتي و درست و سرحت الغنم و لعبت الكرة مع اهلي من عرب دارفور في ولاية غرب دارفور ، كان وقتها لا غبن و لا عداوة بيننا و كنا اخوة بمعني الكلمة و كنا اصدقاء بمعني كلمة الصداقة ..
من اين اتي السلاح و المال لهؤلاء المغرر بهم ، و لماذا تحريضهم ، و لأي غاية ؟
لعل الوقت مناسب لاعادة التفكير و الاعتراف بما حدث لأن السيف خرج من مغمده و اصاب البرئ و حرق الارض ، ربما الإنكار لا يفيدكم ، لدينا تجارب انسانية ماثلة امامنا في افريقيا رواندا _سيراليون_زنجبار _التجربة الاعظم جنوب افريقيا ، في هذه التجارب افادة لكم كي تكونوا امام المسئولية للإجيال القادمة في وطن يسعنا كلنا ، و أؤمن بأن الثورة لا تقف هنا و من بالأمس كان مغشوشآ و موهومآ و مطلسآ اصبح اليوم واعيآ و مدركآ للأشياء و كما يقولون الدم و العنف والتمادي فيهما اكثر الطرق السريعة لكشف زيف الوجوه ، للشعوب المضطهدة و المنكوبة ..
نحن لا نقبل هذه العلنية في دعم الشعبي لمليشيات الجنجويد ، يهيننا و يخلق الغبن و الغضب في نفوس الضحايا و هي عمل مستفز و دنئ و غير وطني و لا انساني و لا يمت للدين صلة من اي كان ، ناهيك ولاية الشمالية او الجموعية في امدرمان ، و التاريخ لا يرحم و التاريخ بذكاءه يسجل كل المواقف ، لا تستفزوا الارامل و اليتامي في دارفور ، لا تهينوا و تزلوا النازحين و اللاجئين بصوركم مع حميدتي و مليشياته و انتم تبتسمون يا لغبثكم !!!
عمر البشير يزول هو و يزول نظامه ، التاريخ يعلمنا “الدكتاتوريات تذهب و تبقي الشعوب ” ، لا تراهنوا علي خيول خاسرة ، فنحن الشعب و ان طال الدهر لنا اليد العليا لقهر الظلم ، لا يستقيم ان يشارك جزء مننا الوحش في وحشيته و المجرم في جرمه و الخائن في خيانته و الغير الوطني في اللاوطنيته …
نخاطب فيكم نخوتكم و انسانيتكم و وطنيتكم و دينكم ان تبقي منها شئ فكل الاديان و كل الرسالات أمرت بمناصرة الحق و حرمة دم الانسان ، نخاطبكم ان تعيدوا النظر في سودانيتكم و انسانيتكم ، كونوا مع الضحايا ألفظوا ابناءكم الضالون ، فالإبن الضال لا يجلب لكم الا الخراب و للإبناءكم و لعيشكم و يشوه سمعتكم و سيرتكم امام البشر و الوطن لا تدعموا البشير و زمرته لإعتبارات العنصرية و التحيز الجغرافي و المصلحة و الخدمات الآنية ، فإنها تزول و الجغرافيا قد تنقص و العنصرية لا يقف في وجه تطور الانسانية و وعي المجتمعات البشرية بالحقوق و المواطنة المتساوية ..
لا تقل ” انا و اخي علي ابن عمي ، انا و ابن عمي علي الغريب ” ففي الوطن كلنا ابن عم و لا غريب بيننا ، هكذا تطورت الامم و الشعوب و لكم تجارب المانيا و ايطاليا و افريقيا و الهند و لكم في اسرائيل اقرب مثال …
و دمتم و دامت دارفور شامخآ ابيآ ، ودمتم و دامت السودان شامخآ ، و دمتم و دامت افريقيا قوية متحدة ، ودمتم و دامت الانسانية اعلي قيمنا .
تامتي هنو مرة
Tamte.hano@gmail.com