الخرطوم : صوت الهامش
ذكرت صحيفة “ا س س . توداي” في تقرير لها لكاتبها “بيروك مسفين ، ان الرئيس السوداني عمر البشير _الذي تولي السلطة منذ 1989 ، وفاز مرة اخري في الانتخابات الرئيسية الاخيرة وتعهد في فبراير من العام الماضي بالتخلي عن منصبه في عام 2020 ، هذا لأ يعد المرة الاولي بل قدم تعهدات مماثلة في عامي 2010 و2014.
وقال التقرير ان البشير يمكن ان يعزي تمسكه في السلطة الي قدرته علي التكيف بسرعة مع الأوضاع الجديدة ، والفوز علي المعارضة من خلال المكافات المالية والسياسية.
وتسأل التقرير هل من المقرر أن تتبع السودان مسار طويل الأمد من عدم الاستقرار بما فيها الحرب والصراع السياسي والرفض الشعبي والازمة الاقتصادية بعد انفصال الجنوب بعد حرب أهلية دامت 22 عاما واستمرار عمليات القتل الجماعي في دارفور؟ أم هل هناك أمل في إحداث تغيير ملموس من خلال توسيع دائرة الحكم؟ وكما هو عليه، فإن الوضع في السودان يجعل الأطراف الإقليمية والدولية يتصرفون بعصبية.
وقال ان البشير ،البالغ من العمر 73 عاما، في حالة صحية سيئة، ويقضي كثير من وقته في المستشفيات بدول الخليج ، ويؤكد مسؤولون قريبون منه إن حالته مستقرة ولكن ليس كما كان في السابق ، لذلك قام بتعيين حليفه بكري حسن صالح رئيسأ للوزراء والنائب الأول له ، للجهود الذي بذله باستئصال المعارضين وهذه مسألة خطيرة وتؤدي الي انقسام داخل الركائز الرئيسية للحكومة والتي هي في الاصل غير موحدة.
وكشف التقرير ان البشير يواجه أيضا تحديات أخرى، مع تفاقم الوضع الإقتصادي و انخفاض قيمة الجنيه السوداني بالاضافة الي نشوب خلافات بين القيادات البارزة في حكومته ، بما فيها حزب المؤتمر الوطني ، و بدأ كوادره الرفيعو المستوى بالتشكيك في قراراته بطرق لم يسبق لها مثيل.
وأبان التقرير ان القوة الفعلية تتركز في أيدي جهاز المخابرات والأمن الوطني والجيش وقد تمكن البشير من الحفاظ على توازن غير مستقر بين المؤسستين و أصبح جهاز الأمن الوطني الأداة الأكثر فعالية للحكومة، بعد الجيش وعلاوة على ذلك، يهيمن على الحكومة ضباط عسكريون و يشغلون مناصب دستورية ، أو يشرفون على الوزارات ومكاتب الحكم المحلي.
ومع ذلك، فإن حكومة البشير ليست على وشك الانهيار، وذلك لأن المعارضة، التي تبدي آراء سياسية متباينة على نطاق واسع، لا تزال ضعيفة، وصفوفها منقسمة واملهم في الوقت الراهن التوصل لعملية سياسية شاملة ، بينما يتمسك جهاز الأمن بالبقاء والسيطرة علي زمام الامور من خلال الأعتقال التعسفي والاختطاف ، مما يجعل احتمالات التوصل الي حل شامل والتوافق مع المعارضة علي المحك ، في الوقت الذي فشل فيها الغرب لأيجاد حلول لكل شيء، وحكومة البشير بارعون في التستر و اثبتت أنها مرنة ونجحت في التغلب على كل الصراعات الداخلية على السلطة والانتفاضات الشعبية على حد سواء، وتحالفها المربح مع الخليج يتيح لها مزيدا من الدعم.
وأضاف التقرير ان البشير يريد التحرر من الاتهامات الموجهة اليه من قبل المحكمة الجنائية الدولية ، حيث قدمت له الغرب حوافز أخرى، بما في ذلك المشاركة البناءة مع الاتحاد الأوروبي للحد من تدفق المهاجرين دون عوائق ، كما تم تخفيف العقوبات المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام.
وأوضح التقرير أن هناك حاجة إلى اجراء تغييرات جوهرية مستعجلة التي من شأنها ان تغير الهيكل الحالي للسلطة السياسية والآليات التي تمارس من خلالها ، وينبغي أيضا التصدى للمشاكل العميقة والمظالم الطويلة التي نتجت عن التمييز وإهمال القطاعات الإنمائية الرئيسية، ومن الصعب القيام بذلك في إطار حكومة وضعت منذ أكثر من 28 عاما شبكة معقدة ومفسدة من المحسوبية والقبلية وتدار على طول الطريق لتفريق الدوائر الرئيسية.