بقلم /معتصم كداكي .. تل ابيب 16/مايو
لقد تابعنا ببالغ الحزن والاسي وايادي مكبلة وافواه مكمومة الجريمة البشعة والمجزرة التي حدثت في جبال هيبان بإقليم جنوب كردفان جبال النوبة فى السودان الحبيبة . حيث استهدفت طيران نظام الخرطوم بطريقة منظمة وممنهجة اطفال صغار كانوا يختبئون في كهف من دوي انفجارات قنابل الانتنوف والبراميل المفجرة فتجمعوا جميعاً في كهف واحد اظنهم كانوا في اداء لعبة ما قبل وصول الطائرات . تجمعوا للاختباء وﻻ يعلمون انهم تجمعوا للهﻻك والمصير المحتم الذي فرضه عليهم حكومة متخصصة في اغتيال الحلم في مهده حيث ظلت هذه النظام تبيد شعبها منذ عشرات السنين قارب الثﻻث عقود .
اغتالوا الأطفال ليس بالخطأ او بعفوية فقد كانوا يقصدون ذلك فبعد عن عجزوا تمام عن اسقاط متفجراتهم في حاميات الثوار المحصنة وانكسار متحركاتهم وصناديق المشاه العسكرية في جبال النوبة . فكروا في القضاء علي جزور الثورة واستهداف الأطفال حتي ﻻ يتم تعاقب الأجيال الثورية القادمة في حرب اصبح حتمية من اجل وجود الإنسان المستهدف في تلك البقاع قتلوهم ﻻرسال رسالة لنا اننا ان هزمنا عسكريا يمكننا هزيمتكم ايها الثوار في موضوع ﻻ تتخيلون .. لكننا نعلم هذا السلوك والحكومة العنصرية التي قتلت قرابة المليون شهيد من المدنيين واغلبهم اطفال ونساء في إقليم دارفور غربي السودان ونصف العدد في اقليمي جبال النوبة والنيل الأزرق ﻻ نتوقع شيئ منها تمدها ﻻطفالنا غير القنابل والسموم في اي موضوع كنا نعلم ما يدور في عقليتهم الباطنية وكيف ان عنصريتهم البغيضة والمريضة تستهدفنا في كل ثانية وكل شبر من تراب الوطن .
نقلوا المعركة العسكرية التي هزموا فيها اشد هزيمة الي ميدان بعيد عن الثوار الي المدنين المختبئين في كهوف الجبال والي الطﻻب والنساء النازحات في اطراف المدن حيث يتم استهدافهم بشكل يومي في شكل جرائم ضد الإنسانية يخجل منها أقبح الدكتاتوريات علي مر العصور فحتي البربر والتتار وﻻ غيرهم لم يفعلوا ذلك فكان دائماً الأطفال والنساء في موضوع آمن ومن الشرف العسكري حمايتهم من نيران المعركة الطائشة ونقل المعارك الي اماكن بعيدة نسبياً .ولكن هذا النظام الجنوني التي تتخذ من الخرطوم مقراً لها وتجيش مليشيات الإخوان المسلمين والجهاديين ومليشيات الجنجويد وبعض ابناء الفاقد الاسري لازﻻل الشعب السوداني ﻻ لذنب سوي انهم ينحدرون من اصول واعراق ﻻ تنتمي الي الحكام في الخرطوم بصلة وانها عنصرية البدو التي نقلوها من ايام التبع اليمني وكليب المتعجرف الي اراضينا وجغرافية ﻻ تعرف الموت اﻻ من لدغة افعي ومﻻريا حيث إفريقيا الراقصة والمرحة نقلوا جراثيم تاريخهم المشهوه بالغزوات والاجتياحات الينا واصبحوا يتلذذون بقتلنا في جبال النوبة ودارفور والنيل الازرق بعد ان فقدوا الجنوب وميادين جهاديانهم المريضة .
فلم يفيق شعب جبال النوبة في كل بقاع الأرض من صدمة اغتيال الطالب البرئي ابن التسعة عشر ربيعاً ( محمد الصادق ويو ) حتي ثكلت القلوب مرة اخري في ليلة مشؤمة بقتل اكثر من عشرة طفل دفعة واحدة بقنبلة وتحولهم لاشﻻع وأجزاء متقطعة لجثث بريئة لم يظل حلمهم حتي الآن كيفن نمشي المدرسة نكتب حروف ونقراء الكتب زي أطفال المدن .فﻻ يحلمون بالمدفع وﻻ البندقية وﻻ حتي الثأر يوماً ﻻنهم من بزرة الأرض الأفريقية التي ﻻ تحمل معها الضغائن وان الحرب تنتهي باحﻻل السلام وﻻ داعي للثار مرة اخري .
إن ما حدث في جبال النوبة منطقة هيبان فهو جريمة اخري وامتداد لسلسة جرائم الرئيس المجرم الهارب من محكمة العدل الدولية منذ عام 2009 بعد إصدار مذكرة توقيف بحقه ومع تواطؤ قوي إقليمية ودولية زات مصالح مشتركة في حمايته فهو يوضح لنا تماماً ان هذا العالم هو وكر للثعابين وان الجميع افاعي ﻻدغة تلدغ الأبرياء وﻻ يكترثون فهم مجموعة من المافيات الحكومية في الدول من تجار نفط واسلحة ومخدرات وعمﻻت يصنعون ثرواتهم بدماء الأبرياء وﻻ يابهون لذلك فهم ينامون بكل ثقلهم علي أجساد الضعفاء ..
ويعتبر هذه المجزرة رسالة مفتوحة أيضاً كما كل مرة تاتي إلينا رسائل النظام الحاكم المفتوحة الي القوي الثورية المقاومة والي المهاجرين والنازحين في جغرافيات مختلفة علي ضرورة العمل الجاد وﻻبد من رد فعل يوازي المجزرة فالاليات القديمة التي تدعوا الي خلق راي عام عالمي متضامن مع قضايا الهامش السوداني وتعريف العالم الغربي بقضيتنا ووو دي مرحلة انتهت وما عاد مجدي وعليه يجب تصعيد المقاومة الثورية وعلي القيادة ترك العواصم الباردة والنظر الي مسؤليتها وعلينا نحن الشباب والنشطاء عن نتحلي بالمسؤولية والأمانة الاخﻻقية تجاه شعبنا ﻻيد من عمل حراك ثوري حقيقي بتوحيد الجهود ونبذ الخﻻفات واصطفاف صف التحرر من جديد والعودة الي ميادين القتال التي كنا فيها وهجرناها ﻻن الأمر فاق حد الخﻻفات وتضارب الرؤى .
فأما ان ننتفض مرة اخري بقلوب قوية وروح ثورية عالية لمجابهة التحديات او نستسلم للقتل في فلذات اكبادنا اليومي ونكتب علي دفتر التاريخ كانت هنالك أمة افريقية تعيش في السودان فيها شعوب كثيرة في مناطق جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق ودارفور .
فما عادت الاقنعة الزائفة التي نرتديها تخفي وجوهنا المشوهة التي تحكي عن خزﻻن الشعب والبحث عن المناصب وكل منا يريد القضاء على الاخر الذي يرافقه ثوريا لينفرد هو وحده بجلسة ووجبة دسمة في حضرة السلطان في قصره بعد ان عاش جل وقته متغذيا علي انقاض شعبه وشاهدهم كيف يبادون ويقتلون وظل ساكتا ﻻ يتحرك وﻻ يكترث .
عندما يصل القتل الي الأطفال فهو يعني شيئ واحد فقط اقتلوا الحلم في مهده ..؟