الخرطوم _صوت الهامش
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من ارتفاع حاد في وفيات الأطفال وسوء التغذية في دارفور، مشيرةً إلى توثيق 110 انتهاكات جسيمة ضد الأطفال في شمال دارفور وحدها منذ بداية العام، مع ارتفاع عدد الضحايا الأطفال في السودان بنسبة 83% مقارنة بالربع الأول من 2024.
وقال ممثل يونيسف في السودان، شيلدون يت، إن “ما يقدر بـ 825 ألف طفل محاصرون في كارثة متفاقمة داخل الفاشر ومحيطها”، محذرًا من أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى بكثير مع استمرار القتال وانهيار الخدمات الأساسية.
وأوضحت المنظمة أن أكثر من 70 طفلًا قتلوا أو أصيبوا في الفاشر خلال أقل من ثلاثة أشهر، بينما تسبب القصف الجوي العنيف على معسكر زمزم للنازحين في 16% من إجمالي الضحايا الأطفال بالمدينة.
في غضون ذلك، نزح أكثر من 60 ألف شخص في شمال دارفور خلال الأسابيع الستة الماضية، ليصل العدد الإجمالي إلى أكثر من 600 ألف منذ أبريل 2024، بينهم 300 ألف طفل. كما يظل نحو 900 ألف شخص في الفاشر و750 ألفًا في زمزم محاصرين بسبب المعارك، نصفهم من الأطفال.
وأكدت يونيسف أن انعدام الأمن جعل إيصال المساعدات شبه مستحيل، حيث تعاني المنطقة من نقص حاد في المياه والغذاء والدواء، مع تضاعف أسعار المواد الغذائية خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ويواجه الأطفال أزمة سوء تغذية خطيرة، إذ يعاني أكثر من 457 ألف طفل في شمال دارفور من سوء التغذية الحاد، بينهم 146 ألفًا في حالة حرجة. وأشارت المنظمة إلى أن ست محليات في الولاية مهددة بالمجاعة.
وكشفت يونيسف أن الإمدادات الغذائية العلاجية التي أرسلتها إلى الفاشر قبل ثلاثة أشهر قد نفدت، بينما تواجه جهودها لإيصال مساعدات جديدة عراقيل بسبب التهديدات الأمنية. في معسكر زمزم، يتلقى 2300 طفل العلاج من سوء التغذية الحاد، لكن المخزون سينفد خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.
ودعت يونيسف إلى تدخل عاجل لإنقاذ نصف مليون طفل معرضين للخطر الفوري، مطالبةً بفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية