أن يوم 19-12-2016م هو يوم مصيري في تاريخ السودان اما ان نكون ، أو لا نكون ، نكون بنجاح العصيان المدني 100% ، او لا نكون بفشل العصيان المدني اذا فشل هذا العصيان نقول ان هنا كان دولة اسمها السودان .
رغم تعطشنا للتغيير لأن حالنا وصل حد القيف ، أوضاع معيشية سيئة ، حالة حزينة جداً والسبب هو هذا النظام الذي خلف ملايين المشردين من قراهم وقتل الالوف وزرع العنصرية وتشريد الشباب والكوادر و نشر الحروب في الهامش ، وزرع الرهبة في الشعب باعتقاله الناشطين بانتظام ، وفرض الرقابة على الصحافيين ، إلا أن نجاح يوم 19 يحتاج منا الكثير مثل التماسك والوحدة ونزع القبلية والعنصرية واللون والموقع ، كلنا سودان بغض النظر عن شكلنا وموقعنا الجغرافي .
أن سبب فشل ثورة سبتمبر 2013م يرجع الي فشل المعارضة وتخازلها و الانقسامات العميقة القائمة على أسس عرقية وطائفية وسياسية، والتي قللت نجاح فرص الثورة ، لكن في يوم 19ليس بحاجة الي المعارضة ولا الي الاحزاب ، نحن بحاجة لنتوحد على أشياء كثيرة لان هذه اللحظة هي لحظة حاسمة في تاريخنا .
تعيش جميع الأحزاب السياسية المعارضة حالة ضعف وانقسام ، وهي بحاجة الي تنظيم نفسها اولاً ، في الحقيقة نحن بحاجة إلى توافق في الآراء حول الشخص الذي سيحل محل هذه الحكومة ، وهذا يحتاج منا دارسة الواقع الحالي بمنظور بعيد المدي لكي لانقع في نفس الاخطاء .
أن السخرية هي المفتاح لكسر الخوف ، ونحن نسخر من النظام ، ولكننا تعرضنا للكثير ، حيث أن الحكومة منذ عام 2012 استهدفت الشباب ، وألقي القبض على العديد منهم ، وتعرضوا للتعذيب وأجبروا على مغادرة البلاد وانا واحد منهم .
أن العصيان المدني ضروري وحتمي في السودان ، ولا بد أن يحدث في زمنه وبالطريقة المطلوبة لأنه ليست هناك طريقة أخرى للتغيير ، فكل شيء يتدهور بدءا من الحياة اليومية والتعليم والحياة الثقافية .
فقد غادر السودان خلال هذه السنة أكثر من 100الف معظمهم من الشباب و أصحاب الكفاءات من المدرسين والأطباء. فيما يعيش الاقتصاد حالة احتضار ، ويعاني من نقص حاد في العملة الصعبة اللازمة لدفع ثمن واردات الغذاء والدواء ، لابدة لنا ان نتوحد ولكن في نظري سوف تكون مهمة شاقة لأي شخص توحيد العرب وغير العرب في المناطق الحضرية والريفية ، والفصائل السياسية والطبقات الاجتماعية المختلفة المتنافسة تحت راية واحد .
الطيب محمد جاده