تواصل سيل الدماء في مناطق الحرب من ازرني حتى هيبان دون توقف في خلال الايام الماضية. والسؤال الذي يبحث عن إجابة هو كيف ومتى يمكن أن تتوقف المذابح الجماعية في مناطق الحرب وبقية السودان، ضد الطلاب والمحتجين المطالبين بالحقوق والذين يصيبهم رصاص القناصة دون تردد، كما حدث إبان مظاهرات سبتمبر. ان نظام البشير يعد أحد أكثر النظم دموية في العالم اليوم. ورغم محاولات الحصار من قبل المجتمع الدولي الا ان النظام تمكن باستمرار من خرق القانون الدولي والحصول على السلاح ليواصل حروبه ضد الشعب السوداني من دافور وجبال النوبة الي ساحات الجامعات وشوارع المدن والقرى. وتمكن البشير من خلال التحالف مع إيران من إنشاء هيئة التصنيع الحربي بشكلها لحالي الذي وصل لتصنيع الطائرات والدبابات التي تسمى باسمه، حتى يقتل السودانيين بسلاح مكتوب عليه اسم القاتل، امعانا منه في تحدي الضحايا وكرامة هذا الشعب. فها هو يقتل شعبنا ويعلنها صريحة بأنه القاتل وان لا أحد يستطيع الاقتراب منه. ودون هذه الأسلحة التي تنتج محليا مع دعم الصين وروسيا بالتقنية والمواد الخام، فإن آلة قتل البشير ستظل مستمرة. وسنظل نعد القتلى ونجمع الأشلاء. ان احد اهم وسائل الضغط على هذا النظام هو الإيقاف الفوري لقدرته التسليحية. ان السلاح الذي يصنع محليا يتم تسليمه بالمجان إلى الجنجويد والمليشيات القبلية خاصة في مناطق النزاعات، حتى تزيد الفتن وتتحول مناطق النزاعات إلى بؤر مستعرة لا يتوقف فيها القتل. فكيف يتوقف الموت المجاني والسلاح المجاني في يد الجميع، واصبح وسيلة واداة لكسب العيش عبر النهب والسلب والارتزاق على القتل وأصبح وسيلة جديدة للعيش. ولكنها أيضا أصبحت الوسيلة الأسهل لحل كل الخلافات الأمر الذي يؤدي إلى ان يتحول القتل إلى اللغة الوحيدة التي تعلمها المليشيات لأعضائها حتى يقتلوا عشرات الأشخاص من أجل حفنة جنيهات أو كوب شاي. ان مصانع السلاح التي يطورها البشير كل يوم تضمن بقاءه وتضمن استمرار حروبه ومذابحه الجماعية. كما انها أيضا تضمن له فوضى وعنف مستمر في مناطق مختلفة تبرر لمليشياته وقواته المسلحة وشرطته أن تعربد وتستعمل أقصى درجات العنف ضد المواطنين سواء كانوا مسلحين أو غير مسلحين، بدعوى الدفاع عن النفس. لن يتوقف القتل في السودان الا بإيقاف مصانع السلاح المجاني التي يحرق بها البشير الأرض والعباد ويشعل بها الفتن. ويجب أن يكون أحد الأهداف الأساسية للضغط على النظام الحالي هو إيقاف قدرته التسليحية وفضح الدول التي تساهم في قتل شعبنا بدعمها لنظام المذابح الجماعية.