بقلم/موسى بشرى محمود على-05/06/19
لم نبرح نشفى من دمل جرح الا وجرح اخر يسكن دواخلنا وفجيعة اخرى تقع علينا كالعاصفة ينسف ما سكنه الروح من ايام او سويعات خلت من عمر حياتنا التى لم نذق لها طعم منذ ثلاثين عاما” من الزمان.
تابعتم ماقامت به قوات امن النظام السابق ومليشيات ماتسمى بالدعم السريع ومليشيات اخرى تتبع لها وحليفتها فى العمل المشترك من تكرار نفس سيناريو دارفور والهامش فى الخرطوم.
يبدو ان التاريخ يعيد نفسه لكن هذه المره بطريقة اخرى فى عقر دار العاصمة-الخرطوم التى كانت تعيش فى سلام وامان من غير مسمع لما يجرى فى الهامش ولايصدق البعض منهم ماجرى لاهلهم السودانيين فى اقاليم الهامش المختلفة ويعتبرون ما يجرى لهم كالخرافات او حكاوى البعاتى كالتى كانوا يحكوها لنا الحبوبات عندما كنا صغارا”!
كل مايمكن وصفه ومالا يمكن وصفه من اجرام وانتهاك صارخ لحقوق الانسان من قتل واغتيال واغتصاب واعتقال وتهديد وجلد بالسياط والهروات والعصى واستخدام الغاز المسيل للدموع بكثافة وغيرها من انواع التعذيب النفسى والجسمى والمعنوى المختلفة مورست ضد متظاهرين سلميين عزل من كافه الوان الطيف البشرى{شباب-شابات-
كبار سن-نساء واطفال}.
كان الناس تتاهب لفرحة العيد السعيد ولكن لسؤ حظهم فى صبيحة التاسع والعشرين من رمضان الموافق03/06/19 تبدلت فرحتهم بحزن اليم عمق جراحات كل الاسر السودانية وما جريمة 28رمضان فى بداية التسعينات التى اعدم فيها 28 ضابط فى الجيش السودانى بدم بارد ببعيده عن الاذهان.!
كل الذى حصل لم يكن ليحصل عن محض الصدفة ولكن انما عن طريق عمل منظم دبر له وساهر صانعى المسرحية الهزيلة على اخراجها بصورتها المهينة والهزيلة هذه واكتملت الخياطة بالحرير كما يقولون فى الامثال.!
تقمص شخصية الموظف العام بواسطة لبس زى الشرطة واستبدال زى الدعم السريع ولبس افراد الامن زى الشرطة والمليشيات الاخرى كذلك يثبت ويبرهن بوجود عمل منسق من بيوتات الخبره فى النظام الامنى القديم.
هناك شواهد تؤكد حدوث الواقعة مع سبق الاصرار والترصد لهذه الجريمة النكراء يمكن قراءتها من خلال المحاور الاتية:-
١-ايقاف قناة الجزيرة مباشر ومصادرة بعض اجهزتها بدواعى وجود اجهزة غير مرخصة للعمل بها وبوجود اموال تتبع لجهات من الحرس القديم فى نظام المؤتمر الوطنى التى بررت اسباب قفلها قوات امن نظام المخلوع البشير وغيرها من الدوافع تعتبر بمثابة تحذير بوجود امر مايتوقع حدوثه.
٢-اخطار البعثات الدبلوماسية العالمية باخذ الحيطة والحذر ومنعها من دخول مواقع الاعتصام ايضا” مؤشر يدعو للقيام بامر مرتب له من مواقع اتخاذ القرار بالمجلس العسكرى.
٣-طرد القنوات التلفازية الاخرى وطلب مغادرتها للاراضى السودانية ايضا” كان محل شك كبير.
٤-زيارة برهان الى مصر ولقاءه بالسيسى يشير الى تخطيط جيد وخطه محكمة لفض اعتصام القيادة وخبره السيسى فى فض اعتصام رابعة العدوية وميدان التحرير بوسط القاهرة فى العام 2011 والقضاء على الثوار فى المجزرة التى راح ضحيتها الالاف من المصريين مابين شهيد وجريح ومعتقل واغلاق ملف الاعتصام بالقاهره تعتبر خبره كافية تؤهل السيسى من نسخ التجربة المصرية وتسليمها لبرهان لكى تكون {اعتصام رابعة الخرطوم}! والمثل المحلى اهل مكه ادرى بشعابها.
٥-السيسى يشرف على اللمسات والتكتيكات الفنية اللازمة للخروج بصاحبه برهان الى بر الامان لاطالة امد المجلس العسكرى والتى تعنى فى نفس الوقت الاستمرار فى هرم السلطة فى مصر بالنسبة للسيسى.
٦-زيارة حميدتى الى السعودية والدخول فى مفاوضات مع ملك السعودية واخذ التعليمات الاخيره لفض الاعتصام ومده لوجستيا” وسياسيا” باشراف المدعو/طه على الحسين على الخطة من الالف الى الياء.
٧- عقد القمة العربية فى السعودية وحضور برهان كانت خطوة من السعودية للبحث عن شرعية للمجلس العسكرى عبر غطاء القمة ودعوة عدد كبير من الزعماء للحضور هو كان من اجل التموية بملف وتداعيات الموقف الايرانى الاخير مع السعودية ولكن المقصود حقا’ كان استجداء الدعم الدبلوماسى للمجلس العسكرى بقيادة برهان وحميدتى والالتفاف والانقضاض على الثورة.
٨-تقلص عدد المتواجدين من الثوار فى ارض الاعتصام لسبب او اخر تعتبر ورقة ناجحة للقيام بما هو مناسب وفق تقارير قياس الشارع والراى ونسبة اعداد الحضور لدى جهاز الامن والمخابرات وهى تقارير يومية ترفع لجهات الاختصاص فى الامن للبت فيها.
مايجب عمله:-
١-تحميل المسؤولية كاملة للمجلس العسكرى مع الاسراع بتقديم المتورطين للمساءلة القانونية فورا”.
٢-اعلان العصيان المدنى الشامل فى العاصمة والولايات.
٣-عدم الاعتراف كليا” بالمجلس العسكرى وايقاف اى نوع من انواع التفاوض وغلق ملف التفاوض بصورة ابدية بدون رجعة.
٤-مواصلة المسيرات والدعوات لاسقاط المجلس العسكرى.
٥-على المحامين والجهات العدلية متابعة سير القضية على ارفع المستويات من اجل رد المظالم واحقاق الحق.
٦-اطلاق سراح جميع المعتقلين وسجناء الراى.
٧-الاطلاق الفورى وغير المشروط لاسرى المنظمات الثورية القابعين فى سجون النظام ويقاسون اشد العذاب.
٨-المحافظة على السلمية وعدم الانجرار وراء ترهات اعداء الثورة.
٩-المطالبة بحل جهاز الامن والمخابرات والدعم السريع والمنظمات التى تقع ضمن ادارة النظام القديم فورا” وبدون تاخير.
١٠-حل حزب المؤتمر الوطنى
١١-القاء القبض على خلايا وقيادات النظام السابق
وتقديمهم لمحاكمات عادلة.
١١-اذا لم تتحقق هذه المطالب على الثوار وقوى الحرية والتغيير وكافة الجهات المعنية وذو الصله بالامر طلب وضع السودان تحت الوصايا الدولية وايلاء امره للامم المتحدة.
اللهم هل بلغت فاشهد