بقلم/موسى بشرى محمود على-25/09/2019
«سلسلة مفاهيم وخطوات عملية مرجوة نحو مدنية الدولة السودانية [4]»
ثورة انطلقت شعارات ترددها القلوب-لنا وقفة مع نيالا!
انتظمت البلاد يوم الإثنين الموافق 23/09/2019 بطولها وعرضها ومن شتى بقاعها مسيرات هادرة تندد بمجزرة نيالا يوم الأحد 22/09. إستخدمت التظاهرة شعار«ياعنصرى ومغرور كل البلد دارفور» وشعارات ثورية أخرى وذلك للتعبير بكل حرقة وألم لما يجرى في نيالا نسبة للسكوت والتكتكم على أحداث نيالا المؤسفة من قبل حكومة المركز ومن جانب قوى الحرية والتغيير «قحت» وغض الطرف عن مايجرى فى غرب بلدنا الحبيبة.
-ارتفاع أسعار الخبز والتعامل مع الإحتجاجات بعنف شديد من قبل سلطات الولاية وقتل التلاميذ والأطفال والمواطنين العزل بواسطة الإستخدام المفرط للسلاح وإستخدام الدوشكا في فض التظاهرة السلمية هو من أدى إلى المطالبة بإقالة والى الولاية
خرجت مسيرات من نيالا صاحبة الألم ومن الضعين والجنينة والفاشر والأبيض فى شمال كردفان ومن عقر دار الحكومة فى الخرطوم حيث قطعت المسيرة أميالا” من مواقع تجمع المسيرة المختلفة سيرا” بالأقدام إلى وزارة العدل حيث تم تسليم المذكرة إلى مدير مكتب وزير العدل طالبوه فيها بالإسراع إلى تطبيق العدالة ضد جناة نيالا قتلة الأطفال والمواطنين العزل في نيالا.
خرجت من قبل إبان عهد الثورة وفى أيامها الأوائل وأشدها سخونة مواكب ضد التنكيل وسياسة الكيل بمكيالين أو سياسة ازدواجيه المعايير «Double standards/criteria» ضد دارفور وأبناءها والمطالبة بالحد من السياسات العنصرية البغيضة والنتنة التى لاتخدم الغرض الوطنى ولكنها ستأزم أواصر المحبة وتعمل على إفساد النسيج الإجتماعى بين مكونات الشعب الواحد.
لم تعى الحكومة ولا «قحت» الدرس بل إستمر نفس النهج فى التعاطى مع قضية دارفور بصفة خاصة والهامش السودانى بصورة عامة والأمثلة في ذلك كثيرة نورد منها الأتى:-
-قبل أيام عده فقط كانت هنالك أحداث فى قريضة بجنوب دارفور ذاتها حيث نيالا حاضرة ولايتها وقتل فيها أشخاص أبرياء ولابواكى لهم سوى بعض الإستنكار والإستهجان من الناشطين السياسيين في مواقع التواصل الإجتماعى وبيانات إدانة من قوى المقاومة المسلحة بينما قوى الحرية والتغيير لم تصدر حتى بيان إدانة والحكومة كعادتها تلزم الصمت.
-منذ مايقرب شهر ونصف كانت هنالك حادثتين مختلفتين في مرشنج حيث قتل فيها أربعة من الرعاة وحادثة أخرى بعدها بأيام قليلة ولكن الحال نفس الحال لم يرفع مبتدأ ولم ينصب خبر!
-مر شهرين أو أكثر على مجزرة شنقل طوباى بشمال دارفور ولاشىء يستحق الذكر من غير الإدانة والشجب من الفئات المشار إليهم في الفقرة الأولى
-عاشت الفاشر أيام عصيبة من وباء الملاريا فى الأسابيع الماضية والتفاعل الإنسانى كان ليس بالقدر المقبول,لانبخس الناش أشياءهم ولكن نورد الحقائق مجردة و الحق يقال من تصدر الحملة وعمل على إحياء الضمير الإنسانى وسعى إلى طلب النجدة والغوث الطبى والمساعدة بعينها هم فقط أبناء دارفور في المقام الأول وثلة من المناطق السودانية الأخرى وفى ظنى لو كانت هذه الكارثة فى أى بقعة أخرى غير دارفور لتدافع إليها الناس وعملوا على إنقاذها وإنهمكوا في مساعدتها بكل ما يملكون ولكن دارفور لاتستاهل!
نستخلص من كل هذه الدروس أن البعض منا ما زال في غيه وضلاله القديم ولم تكتمل عملية التحرر الكامل لعقله ومفاهيمه وسلوكه وموروثاته ولم تؤتى الثورة أكلها كاملة ونحن نحتاج إلى المزيد من جرعات الحس والوعى الوطنى لكى نعبر ببلادنا إلى بر الأمان ونرسى بسفينتنا إلى مرسى امن ونخرج من عنق الزجاجة ونفكر خارج الصندوق «Think out of the box»
هناك واجبات والتزامات أخلاقية ومسؤوليات لابد للحكومة الجديدة من القيام بها وهى:-
-إقالة والى جنوب المكلف فورا” حسب طلب الشعب وتحميله المسؤولية الجنائية لكل الجرائم التى وقعت فى عهده
-تعيين والى مكلف مدنى لتسيير الأعمال إلى حين إكتمال ترتيب تعيين الولاة
-إلقاء القبض على الجناة ومحاسبتهم فورا”
-التوقف الفوري لإستخدام الرصاص الحى أو إستخدام الأسلحة الثقيلة لقتل أو إرهاب المتظاهرين السلميين أو إستخدام الغاز المسيل للدموع
-إيقاف إعتقال المتظاهرين السلميين وعدم تعذيبهم أو إهانة كرامتهم بصورة مشينة
-تنظيف الولاية من أنصار المؤتمر الوطنى من هم فى دفه الحكم ومثيرى البلبلة وموقدى نار الفتنة والشتات
-على تجمع المهنيين بالولاية القيام بواجباته كاملة وعدم دفن رأسها في الرمال لما يجرى في الولاية من أحداث متكرره
-المطالبة أيضا” بإلقاء القبض على متهمى حادثة قريضة وتقديمهم لمحاكمات عادلة
-يتوجب على الحكومة عدم السكوت على الإنتهاكات الإنسانية فى دافور أو في أى بقعه جغرافية سودانية أخرى