عثمان نواي
وفاة وزير الدفاع اليوم خرجت على ظلالها كل الوان الخوف والهلع من فقد الامتيازات فى الشمال النيلي المتحكم فى السلطة فى السودان. وانتشرت كل تلك المطالبات من ضمنها من أسرة الفقيد بالمطالبة بتشريح الجثة. وهنا نجد هذه المزاعم تنصب فى اتهامات نابعة من رعب حقيقي من اى خطوات حقيقية لاقتسام للسلطة بشكل حقيقي بين مكونات السودان. وتقع الشكوك من قبل من يعتقدون ان تصريحات الفقيد الايجابية حول إعادة بناء الجيش السودانى بشكل قومي واستيعاب الحركات المسلحة لها دور في تغييبه بشكل متعمد.. بينما يعتقد البعض الاخر من العنصريين المتمرسين ان الخطر يكمن في ان الفقيد سوف يستبدل بقيادة عسكرية خارج الوسط والشمال النيلى. ومن هنا ظهرت كل ألوان العنصرية والخوف الذى ظل هو وقود الحرائق التى قسمت السودان ودمرته.
ان السودان الان وفى عصر الوباء العالمى يعانى من وبائه التاريخي الخاص به، وهو أمام خيارين لا ثالث لهما، اما ان يختار اصحاب السلطة و الامتيازات من الشمال النيلى والوسط الاعتراف بحقيقة ان هذا السودان للجميع وللجميع فيه حقوق متساوية او ان يختاروا الانعزال والتقسيم ومزيد من الدمار الذى لن تحتمله الدولة المنهارة اساسا من هذه للعنصرية والاحتكار. ولقد وصل الملل اخر حلقاته من هذا التكرار الغبى لكل الأخطاء التاريخية للنخب الحاكمة ،وان لم تتغير بشكل جاد وفعلى فى وقت قصير للغاية فإن الكيزان والعنصرية والكورونا سوف تقضي على ما تبقى من البلاد.