واشنطن – صلاح شعيب:
بدأت الاستعدادات وسط الجاليات السودانية حول العالم للإعداد والتحضير لمسيرات ضخمة تمثل سودانيي الدياسبرا. وتهدف هذه المسيرات لإسماع العالم صوت الثورة السودانية، والتعبير عن المحاولات التي يبذلها المجلس العسكري الانتقالي، وفلول النظام للتحايل على الفترة الانتقالية، وإقصاء المكون الاساسي للثورة من استلام مقاليد الحكم المدني في هذه الفترة، فضلا عن ذلك تحتوي هذه المسيرات على التعريف بالقمع الذي أحدثه نظام الإنقاذ بعد استلامه السلطة يوم الثلاثين من يونيو 1989.
وسيتم تقديم سرد ضاف عما اقترفه النظام طوال هذه السنين، والتي شملت انفصال الجنوب، وأزمة دارفور التي أدت إلى إصدار أمر القبض على الرئيس المخلوع عمر البشير نتيجة لجرائم الحرب، وجرائم الإبادة والحرب التي ارتكبها في دارفور، وإشعال مناطق النزاع في جنوب كردفان، والنيل الأزرق، فضلا عن تدمير البنيات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وإفساد علاقات السودان في المحاور الإقليمية، والدولية.
وتشمل برامج هذه المسيرات مخاطبات لممثلي القوى السياسية، وضيوف، وشخصيات اميركية، وافريقية، وعربية، مناصرة لحقوق الإنسان، وتقديم فقرات فنية وأدبية، وعروض مسرحية، ونماذج لعروض بصرية تعبر عن مراحل تطورات الثورة السودانية، وكذلك إبراز الدمار الذي حاق بالبلاد في الثلاثين عاما الماضية.
وقال طارق دفع الله الكرف عضو اللجنة المنظمة لمسيرة واشنطن التي ينعقد لواؤها يوم السبت ٢٩ يونيو إن تجمع المتظاهرين سيتم عند الواحدة ظهرا أمام مبنى الكونغرس ثم تتحرك المسيرة نحو البيت الأبيض عند الثالثة عصرا. وقال الكرف إنهم يتوقعون مشاركة كل المدن حول واشنطن الكبرى للتضامن، ودفع الحراك الثوري داخل البلاد، مشيرا إلى أن مسيرات المدينة السابقة عرفت بالثورة السودانية، ووجدت تفاعلا وسط مواطني الولايات المتحدة.
وتفيد الأنباء أن كل المدن الكبيرة في الولايات المتحدة بدء من العاصمة واشنطن، ونيويورك، وشيكاغو، وكليفورنيا، وفيلادلفيا، ودينفر، وفينيكس، وهيوستن، وواشنطن سياتل أكملت استعدادها للحشد السوداني أمام المؤسسات التشريعية، والتنفيذية، وتصاحب تلك الندوات ندوات سياسية.
وقال الأستاذ فتحي الضو الذي سيعقد ندوة في سياتل يوم السبت تتناول تطورات الراهن السياسي إن مسيرات السودانيين في كبريات المدن العالمية تمثل رسالة محفزة لكل المناضلين في الداخل بأن لهم سندا من أهلهم في الخارج”. وأضاف أن على المجتمع الدولي التضامن مع آمال، وتطلعات، الشعب السوداني لتحقيق الديموقراطية، وهزيمة فلول النظام السابق.
ودعا الضو تجمع المهنيين السودانيين للاعتبار لمكون السودانيين في الخارج الذين منحوه كامل المصداقية، والتواصل معهم عبر تكوين فرعيات له في المدن العالمية، وكذلك تفعيل تواصله الدبلوماسي من خلال تفويضه لخيرة هؤلاء السودانيين للالتقاء بممثلي المجتمع الدولي لشرح أبعاد الموقف الثوري في البلاد.
وفي تكساس دعت لجنة الانتفاضة إلى مسيرة حاشدة يوم السبت مؤازرة لثوار السودان. وسيشارك فيها مواطنون من هيوستن، وسان أنتونيو، ومدن اخرى.
وقالت د. نهى زين المتحدثة باسم تجمع المهنيين السودانيين، والمقيمة في هيوستن: “ها هو 30 يونيو يأتي على الشعب السوداني بقدر جديد.. رغم احساس الحزن الممزوج بالغضب، والذي يملأ صدور السودانىين مع كل ذكرى لهذا اليوم.. لكن ثورة ديسمبر المجيدة أضاءت لهم هذا العام دروبا من الحرية، والكرامة، مجددا، دروب افترشتها دماء الشهداء الزكية، يفوح مسكها بالأمل في دولة الديموقراطية والعدالة..”.
وأضافت نهى بقولها “منذ 1989 كان صباح 30 يونيو قاتما وازدادت عتمته مع مرور كل ذكرى سنوية له حتى أصبحت سماء السودان حالكة السواد في السنوات الاخيرة .. مع زيادة الظلم والفساد وشظف العيش وقمع حريات المواطن السوداني وهوانه داخل بلاده، حتى سودانيين المهجر لم يسلموا من تداعيات ذكري 30 يونيو فكانت تعود عليهم بغصة، وعبرة قاتلتين تذكرهم بأسباب فراقهم القسرى لوطنهم واهلهم واحبائهم حتى وان تنسمو عبير الحرية او تنعموا برغد العيش خارج السودان، فكل الارض منفى دون الوطن..”.
وفي لندن دعت اللجنة التنفيذية لتحالف القوى السياسية، وتنسيقية الروابط، والنقابات المهنية، والجاليات السودانية للمشاركة في موكب الأحد 30 يونيو 2019. وستنظم مسيرات في المدن الرئيسة بالمملكة المتحدة (لندن، ادمبرا، كاردف، ماستشير وبرمنغهام).
وقال د. هاشم مختار الامين العام لتحالف القوى السياسية السودانية، والمقرر العام لحراك ثورة ديسمبر إن بداية التجمع ستكون أمام السفارة السودانية الساعة 12:00 ظهراً لتتحرك المسيرة إلى رئاسة مجلس الوزراء بعد نصف ساعة من البداية. ويلي المسيرة تجمهر أمام مجلس الوزراء في منصة رشمند ترس، وسيتواصل الحشد إلى الساعة الخامسة مساء.
وستكون هناك مسيرات حاشدة في عدد من المدن الكندية مثل تورونتو وكالقاري، وفانكوفر، وقال الناشط السياسي الأستاذ محمد أحمد كركوج المقيم قي كندا: “نحن سنخرج من أجل دعم الانتقال نحو الديموقراطية وتحقيق الدولة المدنية..نقول “سقطت اول..وسقطت تاني..وستسقط تالت”، ولن نتراجع وعاش السودان حرا مستقلا..”. وأضاف كركوج أن المشاركين في المسيرة يضمون ألوان الطيف السياسي الممثلين للحراك الثوري كافة، وسيعملون على التعبير عن رؤاهم في المسيرة حيال دعم الثوار في الداخل.
كذلك تسير لجنة دعم الثورة بمنطقة نيويورك الكبرى، والجهات الراعية لمواكب الثورة في أمريكا مسيرة لدعم مطالب شعبنا في التغيير الديمقراطي، وتحقيق دولة الحقوق والمواطنة.
وسيخاطب المسيرة عدد من الناشطين السودانيين والأمريكان، وممثلون لمنظمات حقوق الإنسان وضحايا الحروب والتعذيب، والمعتقلون، وأسر الشهداء، وآخرون.
وستكون نقطة التجمع في ميدان الأمم المتحدة.
وقال معتصم آدم المنسق العام للجنة دعم الثورة بمنطقة نيويورك الكبرى إن رسالة المسيرة تتمثل في إظهار دعم الثورة، ومطالبة المجتمع الدولي للضغط على النظام، وتحميله مسؤولية الانتهاكات التي كان آخرها ما نجم عن فض الاعتصام، وأن تكون له موقف واضحة لدعم مطالب شعبنا”.
وأضاف معتصم أنهم يدعمون قوى الحرية والتغيير المنوط بها قيادة الحكومة المدنية، حاثا المجتمع الدولي أن يضطلع بمهامه في حماية المدنيين، وإدانة مواقف المجلس العسكري المتعنتة، وطالب كل السودانيين حول المنطقة المشاركة في المسيرة لتقوية عزيمة الشعب السوداني لإقامة نظام ديموقراطي.
وفي باريس اكتملت استعدادات المسيرة الكبرى التي يسيرها عدد من السودانيين المنتمين للمدن السودانية ويتوقع أن تكون المسيرة الأكبر في تاريخ المدينة.
وقد دعا تحالف القوى السياسية وتجمع المهنيين واتحاد الجاليات السودانية بالمملكة المتحدة السودانيين للمشاركة في مسيرة لندن الكبرى، والتي تنطلق من لندن فكتوريا (محطة الباصات) مساء الجمعة 28 يونيو 2019.
ودعما “لمطالب شعب السودان في التغيير الديمقراطي وتحقيق دولة الحقوق والمواطنة..ومن أجل الاستمرار في الضغط على المجتمعين الإقليمي والدولي لاتخاذ مواقف حاسمة بخصوص العدالة، وانتقال السُلطة إلي حكومة مدنية تُحقق أهداف الثورة المجيدة” تسير الجالية السودانية بمدينة ليستر سيتي مسيرة كبرى.
وسيخاطب المسيرة عدد من الناشطين السودانيين والبريطانيين وممثلون لمنظمات حقوق الإنسان وضحايا الحروب. وستكون نقطة التجمع في مقر الجالية السودانية بمدينة ليستر ومنها إلي السيتي السنتر سيراً على الأقدام.
وفي استراليا سيقيم تجمع السودانيين بالخارج لدعم الثورة تظاهرة كبرى في سيدني ومدن أخرى. وأفادنا الأستاذ بكري جابر المقيم هناك أنه اكتملت الاستعدادات في سيدني، وعدد من المدن الأسترالية لمسيرة يوم الأحد 30 يونيو. .فقد قامت لجنة دعم ومساندة الثورة بطباعة البوسترات و الشعارات. ووجهت الدعوة لعدد من المنظمات الأسترالية المعنية بحقوق الإنسان، وحقوق المهاجرين، وللأحزاب السياسية ووسائل الإعلام، والمنظمات النسوية والشبابية. وستكون الوقفة متزامنة في كل المدن من الواحدة و حتى الرابعة من بعد الظهر.
وقال الأستاذ صابر أبو سعدية إن مجموعة “التضامن مع الوطن” في جنوب افريقيا، والتي تكونت منذ نوفمبر من العام ٢٠١٦ من مجموعة من أبناء وبنات الجالية ستقيم مسيرة بالتزامن مع يوم الثلاثين من يونيو.
وكان الحضور السوداني في جنوب أفريقيا قد دعا إلى وقفتين الأولى أمام سفارة المملكة العربية السعودية والثانية أمام سفارة السودان فيما أقامت مجموعة مدينة دربن مسيرة طافت أنحاء المدينة يوم ٢٣ يونيو ويوم الاحد قامت مجموعة من موسيقيين من الجنوب أفريقيين بعمل حفل موسيقي بجوهانسبيرج يعود ريعه لدعم الثورة السودانية.
وأضاف أبو سعدية إن مجموعة التضامن ظلت “على تواصل دائم وتفاعل إيجابي مع قضايا الوطن، وهباته المُستمرة ضد نظام القهر، والفساد، والإفساد، ولقد نظمت المجموعة العديد من الوقفات الاحتجاجية في بريتوريا وكيب تاون، وقدمت المذكرات للمنظمات الدولية والهيئات الإقليمية، وأقامت الندوات التي تفضح انتهاك النظام الحاكم في السودان لمواثيق حقوق الإنسان.
وبقية المسيرات المعلنة حول العالم حتى الآن ستنطلق من مدن برلين وهانوفر – المانيا، وابسالا – السويد، ولاهاي – هولندا، وكوبنهاجن – الدنمارك، واوسلو – النرويج، وفيينا – النمسا، ومدريد – اسبانيا، وبرسلز – بلجيكا، وروما – إيطاليا، وأكلاند – نيوزيلندا، وبلفاست ودبلن – آيرلندا، وبراغ – جمهورية التشيك، وستوكهولم – بلجيكا ووارسو – بولندا. ويتوقع مشاركة عدد من منظمات حقوقية وناشطون اجانب لدعم هذه المسيرات مؤازرة للشعب السوداني، وكذلك عدد من الشخصيات المعتبرة داخل النسيج الوطني لهذه البلدان.
وقال بكري جابر إن مجموعة من الشباب الأستراليين من خلفيات متنوعة – نظمت من قبل بدعم ومساندة من الجالية السودانية ثلاثة وقفات احتجاجية كبرى في ثلاثة من المدن الأسترالية.
ففي مدينة سيدني، كما يقول جابر، تقاطر المئات من أبناء و بنات الجالية السودانية واستراليون الى حديقة الهايد بارك في وسط مدينة سيدني و هم يرتدون اللون الأزرق. ورددوا هتافات الثورة على إيقاعات الطبول. .كما تحدث في الوقفة عدد من النشطاء و ممثلي منظمات حقوق الإنسان و عدد من الشباب السودانيين من الجيل الثاني.
و في مدينة ملبورن، ثاني أكبر المدن الأسترالية، احتشد وسط المدينة بالمئات من المحتجين من الجالية السودانية و الجاليات الأخرى مطلقين بالونات زرقاء وهتافات سمراء في سماء المدينة تضامناً مع شهداء الثورة السودانية.
وكذلك كان الحال في مدينة برسبن ثالث أكبر مدن استراليا، حيث انطلقت الهتافات و كلمات التضامن مع الثورة من العديد من الذين تجمعوا في قلب المدينة و هم يرتدون اللون الأزرق. وقد شهدت تلك الوقفات أيضاً حملة لجمع التبرعات لمعالجة الجرحى ولدعم الثورة في الداخل. وكانت انتظمت جميع الوقفات في وقت واحد من الساعة 12 و حتى الساعة 3 من بعد ظهر السبت 22 يونيو.