واشنطن _ صوت الهامش
أفاد تقرير لصحيفة واشنطن بوست أن انتفاضة الشارع السوداني ساهمت في توحيد صفوف السودانيين بعد أن استغل الرئيس السوداني عمر البشير الانقسام العرقي في السودان لعقود .
واحتفل السودانيون اليوم السبت بذكرى مرور شهر على الاحتجاجات على مستوى البلاد والتي تمثل أكبر تحد يواجه “البشير” منذ 30 عامًا من حكمه ووصفته واشنطن بوست “بالاستبدادي” .
وأشارت في تقرير أن حشود المتظاهرين – معظمهم في سن المراهقة والعشرين من العمر ، قوبلت بالغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، بينما ألقي القبض على الآلاف منهم في اعتقالات جماعية، وقتل ما لا يقل عن 40، وفقا لجمعيات حقوق الإنسان.
ونوهت أن المحتجين كانوا يهتفون في شوارع مدن السودان، أنهم يشجبون فساد البشير وعصابته، والجرائم التي ارتكبها ضد الإنسانية، والإدارة الاقتصادية الكارثية التي ركزت على الإنفاق العسكري بينما تستمر في رفع أسعار السلع الأساسية مثل الدقيق.
لكن تتخلل الهتافات المناهضة للبشير، والتي أصبحت الموسيقى التصويرية لهذه الانتفاضة عبارة مريرة تؤكد القوة غير المسبوقة لهذه الاحتجاجات: “يا عنصري يا مغرور ، كل البلد دارفور”.
وأفادت بأنه وبعد عقود من استغلال بنجاح الانقسامات العرقية والعنصرية ، سئم الجيل الجديد من تلك النعرة، وبات يأمل بأن يؤدي هذى التضامن العرقي ضد البشير إلى اسقاطه.
وقال عثمان أحمد” وهو أحد المتظاهرين الشباب في شوارع العاصمة الخرطوم في حواره مع “الواشنطن بوست” : “لم يعد الأمر مجديًا، ربما كانوا قد نجحوا في تقسيمنا في الماضي، وقد نجح ذلك مع آباءنا وأجدادنا، لكنه لن ينجح هذه المرة علينا، فالجيل الجديد بخترقهم “.
وتخلل عهد “البشير” حملات قمع وحشية ضد الانتفاضات في غرب البلاد وجنوبها . ففي أوائل عام 2000 ، قام “البشير” بتجنيد ميليشيات عرقية عربية تعرف باسم “الجنجويد” في دارفور حيث ارتكبوا جرائم قتل واغتصاب جماعية ، ودفع المنطقة بأكملها إلى النزوح والجوع.
ويبقى “البشير” بسبب هذه الحملات وحتى يومنا هذا، مطلوبًا من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ويزعم البعض أنه يواجه ما يرقى إلى “إبادة جماعية” في دارفور.
وفي عام 2011 ، تسبب “البشير” بسياساته في إشعال فتيل حرب أهلية طويلة ودامية مع المناطق الجنوبية في السودان ، مما أدى إلى انفصالهم وخلق “جنوب السودان”.
وقد حاول أن يعلق أضرار الاحتجاجات الجارية على شماعة “طلاب دارفور” حيث قال أنهم أشعلوا النار في مكتب حزب المؤتمر الوطني الحاكم في منتصف ديسمبر.
وأوضح التقرير أن التكتيكات الثقيلة لم تظهر هذه المرة، فلمدة شهر، نمت الاحتجاجات فقط ، وانتشرت في كل منطقة من البلاد ، بما في ذلك دارفور ، حيث كانت حملات القمع الأكثر وحشية في الماضي.
وفي السياق ذاته، أثار هجوم حكومي الأسبوع الماضي على مستشفى في مدينة أم درمان ، إدانة دولية ، حيث دخلت قوات الأمن المستشفى وأطلقت النار الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي على الأطباء ، وبعضهم كان يعالج المرضى الذين أصيبوا في الاحتجاجات في وقت سابق من ذلك اليوم.
ولقي اثنان من المتظاهرين مصرعهما يوم الخميس على أيدي قوات الأمن ، بحسب تجمع المهنيين السودانيين ، التي تولت مسؤولية تنظيم الاحتجاجات.
تعليق واحد
اللهم اللطف علينا بلطفك