كما أكد معظم المحللين فإن الحريري رئيس وزراء لبنان قد أجبر بالقوة على التخلي عن السلطة، حيث أن الخطاب الذي تلاه على شعبه كان مكتوبا له ولم يكن مقتنعا حتى بما فيه حسب محللين. حتى أن بعض الصحف ذهبت إلى أنه كان موضوعا تحت الإقامة الجبرية. ان السعودية في عهد سلمان وابنه تلعب الان لعبة السياسة بما يسمى بال hard game فهي لا تريد ابدا اي حلول وسطية وتفرض ما تريده خارجيا وداخليا بالقوة. فمنذ حرب اليمن وحتى ما يجري الآن من اعتقال لمعظم الأمراء المؤثرين ورجال الأعمال في المملكة فإن ولي العهد يفرض سلطته قسرا . وما جرى قبل أشهر في السودان في عملية إقالة الفريق طه ومن ثم تهريبه إلى السعودية يؤكد على أن السودان يقع في قلب اهتمامات المملكة ومخططاتها الجديده للمنطقة.
ولكن الامر المهم حقا ليس ما إذا كانت السعودية ستقوم بأي تحرك للتخلص من البشير أو لا، لكن ما يثير حتى عميق الأسف أن الشارع السياسي السوداني وخاصة بعض المحللين المعارضين للنظام ينظرون إلى هكذا خطوة كوسيلة الخلاص من النظام. وهذا الأمر هو مؤسف لأنه يدل على مدى العجز واليأس الذي بلغته المعارضة السودانية في مواجهة هذا النظام، إلى درجة تفضيل أن تقوم باقتلاعه دولة رجعية متشددة ملكية لا تعرف حتى معنى الديمقراطية والحرية والمساواة، دولة لا زال السودانيون أنفسهم يسمون فيها عبيدا، فهل من مثل تلك الدولة ينتظر السودان التحرر من الكيزان؟ انها حقا لكارثة مدوية أن يبلغ يأس وشلل المعارضة الداخلية خاصة هذا القدر من الاستسلام وانعدام المسؤولية تجاه مصير هذا الوطن وهذا الشعب.
فحتى عندما كانت تتم دعوات سابقا للتدخل الخارجي في السودان كانت تتم دعوات لتدخل فيه قدر من الأمل في صناعة تحول ديمقراطي على أيدي دول ذات ديمقراطية راسخة. أو يتم تحول تحت إشراف الأمم المتحدة وان كان كل ذلك له خسائر عديدة مثل ما حدث في العراق وأفغانستان. ولكن في النهاية لن تكون البلاد تحت سيطرة دولة تعيش هي نفسها في القرون الوسطى على مستوى الفكر السياسي والثقافي وتنظر للسودانيين بعنصرية ودونية. إذا كان للمملكة العربية السعودية اي خطة للقيام بفعل يزيح البشير ويستبدل نظام غيره ، وان نجحت تلك الخطة فهذا يعني أن السودان قد أصبح ولاية سعودية مع عملية البيع التي قام بها النظام فعليا للأراضي الزراعية فإن الشعب السوداني سيكون عبارة عن جيش من العبيد الذين يخدمون ال سعود بلا مقابل ودون أن تشهد البلاد اي تنمية حقيقية أو تقدم. اعلم ان هناك من سيرحب بخدمة ال سعود طالما أن السودان سيكون دولة عربية إسلامية وربما جزء من دول التعاون الخليجي كما يحلم البعض، ولكن في المقابل فإن أزمة السودان السياسية بل وحتى الاقتصادية لن تنتهي بل ستتجزر. لأن ما سيجري لن يكون سوى شراء لبعض الشعب وبعض الأراضي في حين سيعاني البقية غير المحظوظة، وستصبح البلاد أكثر انقساما اقتصاديا وسياسيا وأثنيا مما هي عليه الآن.
يعتقد البعض أن نهاية هذا النظام سواء كان على يد السعودية أو حتى على يد بعض أفراد النظام نفسه أو حتي تسليم البشير للجنائية هو الحل لأزمة السودان. لكن هذا اعتقاد خاطئ تماما. ان السودان دولة مبنية على أسس خاطئة ولن يتم ابدا إصلاحها بدون حراك شامل، سياسي اقتصادي ثقافي واجتماعي وعملية تغيير جذري بحيث لا تقتلع فقط هذا النظام بل تقتلع المفاهيم والأفكار التي يحتمي بها ويبرر بها هذا النظام وجوده. إلا وهي الأفكار التي بنيت عليها الدولة السودانية الأحادية المركزية. أما فيما يخص احتمالات تحرك السعودية تجاه السودان، فإن هذا أمر ليس بالمستبعد إذا أبدى البشير اي بوادر تمرد، لكنه في الوقت الحالي يبدو حليفا مثاليا خاصة بعد رفع العقوبات. لكن على المعارضة التي تنتظر حلا من ال سعود أن تترجل عن الحديث عن مصلحة الشعب السوداني الذي لا يبدو أنهم قادرين على تحملها وهم يحلمون بالخلاص على أيدي الآخرين رغم علمهم ان هؤلاء الآخرين هم أسوأ ما يمكن أن يحدث لهذه البلاد التعيسة الحظ كونهم معارضتها .
تعليق واحد
That is it, Nawai,
You see how Taha the secret agent and the right hand secretary of Albasher through corruption mechanism has been elevated and being promoted to the top advisory person to the Kingdom of Saudi Arabia. Still the master of transferring of billions of money laundry from Sudan to somewhere is now under the citizenship protection in the Kingdom. Nobody knows how far he will enjoy that to me feeling it as the illegal offered privilege as to what the situation of Sudan lack of resources governance can be seen ever.