امتد لهيب الانتفاضة في الجامعات السودانية هذا العام بعد ورود انباء عن مخطط الحكومة الاسلامية السودانية ببيع جامعة الخرطوم ، وتحويلها الي مزار او مكان اثري يحج اليه عبده الاستثمار المتعفن ، رفض طلاب جامعة الخرطوم هذا القرار ، رغم ان الحكومة كذبته لامتصاص الغضب الطلابي الذي وجد تجاوبا سريعا مع عدد من الجامعات السودانية والشارع السوداني والخريجين السابقين كلهم رفضوا هذه الفكرة الانقاذية الصرح التعليمي العظيم ، جامعة الخرطوم اقدم من تنظيم الاخوان المسلمين كمؤسسة .
الحكومة بتكذييها ما ورد تريد فقط امتصاص الغضب المستشري ، وايقاف مخاطبات الطلاب الداعية تكثيف الجهود حتي لا تباع الجامعة كما حدث مع مؤسسات اخري ، واجهت الاجهزة الامنية هذه التظاهرات الطلابية باعنف الوسائل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والضرب والركل ، تعامل معهم الامن كأنهم مهربي مخدرات وعصابات تهريب البشر .
تفاقمت الازمة عندما شن جهاز الامن حملة اعتقالات واسعة النطاق ، ضمت الطالبات والطلاب ،واخذوا الي اماكن غير معروفة ، هذا ما قاد بعض الاسر ان تحتج علي القرار التعسفي للاعتقال العشوائي الانتقامي ، وقررت الاسر الاعتصام امام بوابة مكتب جهاز الاستعلامات بالخرطوم حتي يطلق سراح بناتهم وابناءهم ، كما هو مدرك ومعلوم ان جهاز الامن هو اسوأ الاحهزة الامنية في السودان ، وهو يمكن ان يوصف انه مؤسسة ساقطة اخلاقيا واجتماعيا ويمثل وصمة عار علينا ، انه قد يقتل ،ويعذب ويعتقل ، ويغتصب في السابق اغتصب افراد من جهاز الامن الناشطة صفية اسحق في احدي مكاتبهم في موقف شندي دون ان يحاسب او يمثل امام القضاء ..
واخر سقوطها الاخلاقي اقتحام مكتب المحامي الاستاذ نبيل اديب ، هذه ظاهرة ليست غريبة عليهم البتة ، ولا يستطيع ان يقول احد اني استغرب ، لا تستغرب ابدا علي ما قام به جهاز الامن الذي اغتصب صفية اسحق ، واعتقال الناشطة الاستاذة جليلة خميس كوكو ليلا من وسط اسرتها دون احترام حتي للمعايير الاخلاقية المتعارف عليها ، ما الذي يمنعهم من التعدي علي مكتب محامي وضرب الطلاب الذين جاءوا اليه للدفاع عن قضية فصلهم التعسفي من الجامعة لاسباب ودوافع سياسية فقط .
في الحقيقة ان هذا الجهاز الامني سبة وخزي وعار وشتيمة ، وكل ما هو سالب ينعكس علي سلوكهم وتعاملهم اليومي ، كل ما هو سئ يتوقع ان يقوم به جهاز الامن ، ولم يسمع احد يوما ان جهاز الامن قام بشئ ايجابي ، هو في الذاكرة الجمعية جهاز اعتقال ، جهاز تعذيب ، جهاز قتل ، جهاز ارهاب ، جهاز اغتصاب ، جهاز اهانة للذات الانسانية ، هل لمثل هذه المؤسسة اخلاق يمكن ان تذكر ؟ ، ومن يعملون بها شوهت هويتهم عندما التحقوا به ، عندما كانوا مواطنين عاديين لم يكونوا بهذا العداء للاخر ، هم مرضي يحتاجون علاج نفسي كي يعودوا الي حياتهم الطبيعية . كان عليهم ان يحترموا مكتب المحامي باعتباره جزء من السلطة القضائية ، هيهات لمثل هؤلاء ان يحترموا القانون والدستور ، انهم كالكلاب المسعورة عندما دجنوا بهذه الحصانة المطلقة …