عبدالحميد عبدالله (باقا)
المحامي
كما تابعنا وتابع الجميع دعوة جيرياما ماما لمجلس الأمن حول فرض العقوبات على أبرز قائد من قادة الثوار في السودان وهو عبدالواحد محمد أحمد النور ؛ حيث دعا ماما لفرض العقوبات عليه بسبب رفضته المتكرر للجلوس على طاولة التفاوض مع النظام وقادة النظام الذين بعثوا مرات ومرات لمقابلته مبررآ في أن الحكومة مستعدة للتوقيع على أي اتفاق مع انعدام الرغبة في التنفيذ ؛ وايضآ يبرر السيد نور موقفه بأن مسببات الحرب الذي أدى إلى نزوح الآلاف ومقتل عشرة الف حسب إقرارات الحكومة مازال موجود وبالتالي انه يرى من العيب جعل الشعب السوداني حقل للتجارب عبر اتفاقيات اهون منها بيت العنكبوت .
مع العلم أن موقف السيد نور ليس موقفه كفرد انما رؤية الشخصية الاعتبارية الذي كلف هو لقيادتها وبالتالي فإن فرض اي عقوبة او موته او فقد اهليته لن ولم تتغير موقف ذلك الشخصية والذي سيأتي من بعد سيكون نور آخر وسيمضي بذات الطريق لأن هنالك أهداف ومبادئ تعاهد عليه جميع أعضاء ذلك المؤسسة ؛ فضلآ عن ذلك ان لهذه الحركة أرضية خصبة في كل ربوع البلاد سيما النازحين واللاجئين مع العلم أن هؤلاء أصحاب الوجع وجميعهم عبر عن رأيه بتأييده للسيد نور وطبعا قانونا لا يوجد ما يمنع ذلك لأن الدستور كفل ذلك الحقوق المتعلق بحرية التعبير وحرية الانتماء وغيرها من الحريات ؛ وان كان الجهات المعنية بحماية ذلك الحريات تسعى لاهدار ذلك الحقوق بدلا من صيانتها ؛ وايضآ لاحظت أن هنالك الآلاف من الشباب طلابآ وغيرهم يقفون خلفه تأييدآ له ؛ وهذ ما عرفناه خلال متابعتنا للوضع الراهن وعبر اطلاعنا على آراءهم ؛ فضلآ عن المكاتب الخارجية في شتى دول العالم التي تصدر بيانات منسوبة لذات الحركة ؛ هنا السؤال الذي يطرح نفسه كيف يستطيع مجلس الأمن في فرض عقوبات على مجتمع كهذا بأكمله ؟؟ وهل توجد عقوبة أسوة من تلك التي يعيشون هؤلاء في معسكرات الذل ؟ وهل هنالك اي جريمة اقترفه السيد نور ؟؟ في تقديري ان ما يسعى عليه ممثل يونمد السيد ماما لا يخرج من دوائر الاسقاطات النفسية أكثر منه البحث عن حلولا جزيريآ لمشكلة الإقليم الملتهبة منذ وقت ليس بالقريب !! وأن جميع أهالي المنطقة يعيشون في وضع حرج وهم اكثرهم حبآ للسلام لأنهم عرفوا ما هو الحرب ! مع العلم أن السيد ماما هو موظفآ لدى اليونمد ويتقاضى مئات الآلاف من الدولارات ؛ كما ان مؤسسته والتى تسمى باليونمد لم تضع لنا تصورآ للسلام الشامل بل أنها لم تقم بواجبها القانوني تجاه حماية المواطنين والمدنيين في أماكن النزاعات فهنالك عشرات الملايين نزحوا بعد مجئ هذا اليونمد ولم تتحرك مؤسسته لوقف ذلك التنزيح ولم نقرأ له بيانآ يدين فيه ذلك الوضع ؛ لذا ربما فات على السيد ممثل اليونمد ان السيد عبدالواحد يستمد قوته من شرعية مطالبه ومن عدالة قضيته وان الفئات التي ذكرتها هي الداعمة له لذا يقع على السيد ماما ان يفهم أن كان لديه نصيب من الفهم ان إرادة الشعوب لا تقهر وان طلبه هذا لا يمكن أن يستقيم في ساقين سليمين ويبدو من الواضح أنه لم يطلع على تاريخ الثورات الإفريقية ومدى عزم قادة التغيير لتغيير الوضع القائم آنذاك في بلادهم فكانت النصر حليف لهم ؛ ومادام أن ممثل اليونمد يجهل تاريخ افريقيا وبطولات قادتها فإنني أود نوضح له ولو قليلا تاريخ الثورات في افريقيا وموقف الثوار منطلقين على المبدأ القائل (ان الحرية ليس منحة )
اولا نيلسون مانديلا :
( الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات ؛ فالمرء اما ان يكون حرآ او لا يكون حرآ)
شهد نيلسون اعتراف العالم به عندما حصل على جائزة نوبل 1993 حسب ما أعتقد ومن بعده تم انتخابه من قبل الشعب ولأول مرة لرجل اسود كرئيس لجنوب افريقيا لينهض بفقرائها ويقضي على الفساد بالمدن
ثانيآ
باتريس لومومبا
والذي يعتبر المجدي الأبدي للمقاتلين من أجل التحرر الوطني من أجل إحياء افريقيا سيما الكونغو فكان من أفضل أبناء جيله تعلم واستفاد وناهض الظلم
ثانيآ
كوامي نكروما
( اننا نريد من الشعب ان يخلص من عمله وان يتعلم كل شيئ استعدادآ للتضحية ؛ إننا ضعاف بدون تلك القوة التنظيمية والوحدة هي القوى الديناميكية التي التي تساعد في نجاح اي خطة كبرى )
ثالثآ
غوفان مبيكي
( أجد حياة فقيرة يعيشها السود أينما ذهبوا في المدينة والضواحي ؛ تلاحقنا الشرطة دائما لتتحقق منا ومن متعلقاتنا بحثآ عن أي شيئ غير شرعي تماما مثل وجودنا فبالتأكيد لم يكن ما يثير الغضب يوما مثل هذا التفتيش وهو ما دفعني للنضال ووضع حد لمثل هذا النضال )مع العلم هذا الرجل كان يلقب ب( صانع الثورة ) فقد ظل محاربا ثوريآ ومربيآ قائد شعب على مدى عقود .
ولا ننسى في السودان دكتور جون قرنق وداود بولاد ومن قبله ابو الخيرات ؛ لذا نجد أن كل هؤلاء القادة قدموا تضحيات من اجل نيل الحرية ورغم المعاناة ومشاق رحلاتهم تلك فكانت النصر حليفهم ..
اما بخصوص هذه الدعوة فإنها لا تعني أكثر من كونها افتراء او جهل مركب من هذا الموظف المعتوه والذي فشل فشلآ واضحآ في أداء واجبه ؛ بل أنني اشكك من مقدرة هذا الموظف لفهم الأمور في شكل سليم وان كان لديه القوة التحليلية لما قبل بهذا المهام ! إذ لم يسأل نفسه كيف له حماية شيئ لم يكن موجودآ في الواقع ؟ وانا اساله اي سلام يحميه ؟ وهل يوجد سلام في الواقع حتى يحميه ؟ الم يتم تنزيح الملايين على بصيرة اليونمد دون ان اي تدخل منه ؟ وهل استطاع قوته حماية المعسكرات من الاعتداءات الهمجية سيما معسكر كلمة ؟ الذي أعلم انا ويعلم الجميع هو ان اليونمد غير مؤهلة للوضع الراهن في الإقليم وان تفويضه محدود وغير منسجم مع متطلبات الوضع وهذا عيب يعود إلى الجهة الباعثة وايضآ غباء مركب لمن يقبل تكليف دون ان يمنح له السلطات الممكنة لأداء واجبه على وجه الاكمل !!
كما أنني اسأل السيد ماما ما هو الدافع الذي جعلك تطالب بفرض العقوبات على على النور ؟ وهل نور هو المسبب في فشل جميع الاتفاقيات التي وقعت بين الحكومة وعدد من القادة ؟ وما صله السيد نور بفشل اتفاقية الدوحة ؟ وان كنت انت ترى بعدم فشل سلام دوحة فإنني ارى بفشلها يوافقني السواد الأعظم في الرأي ؛ وماذا عن اتفاقية أبوجا ؟ واروشا؟ ولا ننسى اتفاقية كروم ! وغيرها من الاتفاقيات ؛ هل انت ترى فرض عقوبة على السيد عبدالواحد قد يساهم في استقرار الوضع في الإقليم ووقف نزيف الدم وطرد المستوطنين الجدد وإعادة جميع النازحين إلى قراهم مع توفير الأمر لهم وتوفير خدمات ضرورية ؟ هل سنرى استقرارآ امنيآ واقتصاديآ ؟ ان كانت الإجابة بالإيجاب فإنني أضيف صوتي إلى صوتك عاليآ واطالب مجلس الأمن بغرض عقوبات صارمة على عبدالواحد حتى ينعم الشعب السوداني بالأمن والرخاء ويحي مشروع الجزيرة لانه من سبب في خصخصته !! ولكن للأسف انت تعلم ومجلس الأمن يعلم أكثر منك ان مشكلة السودان غير متعلق برفض نور للجلوس في الطاولة ؛ وأن جميع أصحاب العقول يفهمون ان ما يطرحه نور هو الحل الأنسب لاستقرار البلاد ..
خلاص القول ان تصريحات هذا ال ماما مثير للجدل ويفهم انه لم يعود إلى مستشاره القانوني ولا يعقل ان يكون هذا راي مستشار ؛ ومجلس الأمن ليس غبيآ لأن لايوجد فعلآ مخالفآ للقانون حتى يفرض عقوبة على نور ؟ وان ما قاله هذا الموظف سوف لن يلتفت بشأنه ؛ وتقاريره لدى مجلس بشأن استقرار الوضع في دار فور قرينة على الكذب ؛ وان دكتورة عائشة البصري كان محقة ومخلصة في تقريرها وان التاريخ ليشهد لها.
تحياتي …