عبدالغني بريش فيوف
يوم الجمعة 16/1/2018م، عادت السيدة مريم الصادق المهدي الى العاصمة السودانية الخرطوم، قادمة من العاصمة البريطانية لندن بالرغم أن نيابة أمن الدولة في السودان قيدت دعاوى جنائية في مواجهتها بسبب التعامل والتنسيق مع الحركات المسلحة المتمردة لإسقاط النظام.
عندما وصلت السيدة مريم الصادق المهدي كان في استقبالها ليس رجال أمن الدولة، بل شقيقها مساعد رئيس الجمهورية، اللواء عبد الرحمن الصادق المهدي الذي صحبها بسيارته الرئاسية إلى مكان سكنها في أم درمان.
خبر خروج مريم من المطار عبر عربة رئاسية، أثار غضب السذج والمغشوشين الذين ما زالوا يؤمنون بهذا الحزب الطائفي العائلي البغيض، رافضين هذا الإستقبال الرئاسي لجهة أن عودة مريم شأن حزبي وليست أسرياً بحسب قيادات بالحزب.
وإزاء موجة النقد والرفض عقد المكتب السياسي للحزب اجتماعاً طارئاً لمناقشة الأمر استمر إلى وقت متأخر من ليل الجمعة 16/11/2018م، وقال نائب رئيس الحزب، محمد عبد الله الدومة، إن الاجتماع سيناقش طريقة استقبال مريم ويتوقع أن يخرج بقرار حاسم في الأمر.
وأضاف أي مواطن عادي من حقه أن يذهب لمنزله لكن مسألة استصحاب عبد الرحمن المهدي للمنصورة في سيارته أمر غير مقبول وغير طبيعي.. من المفترض لو أن هناك تجاوز للقانون يجب أن يقابل بالقانون، لذلك نحن ضد هذا الإجراء.
من جانبه أكد رئيس المكتب السياسي بحزب الأمة القومي محمد المهدي حسن، قيام السلطات بتدابير وصفها بالماكرة لمنع المنصورة من استقبالها بواسطة جماهير الأمة، واستخدمت فيها شقيقها مساعد الرئيس اللواء عبد الرحمن المهدي، وبحسب صحيفة الأخبار، حيث قال هذا الترتيب لا صلة له بحزب الأمة حيث جهز الحزب استقبالاً حاشداً للمنصورة، لكن الترتيبات التي حدثت من السلطات أفشلت ذلك وأضرت بالمنصورة.
وأنتقد المهدي ركوب المنصورة سيارة عبد الرحمن المهدي خاصة أن المسألة حزبية وليست أسرية، مردفاً (لذلك هذا الأمر غير مقبول من الحزب).
عزيزي القارئ..
كتبت عدة مقالات عن الصادق المهدي وحزبه (الأمة). وفي كل تلك المقالات قلت ان هذا الحزب ليس حزبا معارضا للنظام الحاكم، وأن رئيسه ما هو إلآ “جوكر” يقوم بدور السمسار السياسي في السودان لصالح حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وحتى يتم هذا الدور بنجاح تم تحديد الهدف الأساسي وهو الإنضمام للمعارضة بالخارج، فكان السلاح الأساسي الذي استخدمه الحزب الحاكم في تحقيق دوره وهو تدمير المعارضة بشقيها السياسي والمسلح وتفتيتها باسم “نداء السودان”.
حزب الأمة القومي الذي يترأسه الصادق المهدي وعياله، قد تآكل جماهيريا ولم يبقى له سوى قليل من الأنصار المتعصبين، وغدا الاستفادة من الأموال التي يقدمه له الحزب الحاكم وتلميع صورة أبناءه وبناته سياسيا، هدف المهدي وغايته ولو استدعى الأمر البكاء والتسول والاحتيال والنفاق والكذبـ أو شراء الذمم والمتاجرة في بؤس الضعفاء من انصاره.
حكاية البلاغات المدونة من جهاز الأمن ضد المهدي وابنته مريم، مسرحية سياسية سيئة الإخراج بطلاها، النظام السوداني نفسه وعائلة المهدي بغرض تضليل الشارع السوداني.. لكن السؤال هو: هل سيقبض جهاز الأمن على الصادق المهدي عند عودته في 19 ديسمبر 2018م تنفيذاً للبلاغ المدون، أم سيتركه يخرج هو أيضا من المطار عبر عربة رئاسية مثل ابنته مريم عند عودته في 19 ديسمبر بحجج واهية مضللة كما تعود عليها أهل السودان لثلاثين عاما؟