كتبه / عثمان صالح
من المعلوم والمعروف أن تكوين القوات المسلحة يجب أن يكون قومياً بمعنى أنه يحق لأي سوداني الإنضمام لها إذا توافرت فيه بقية الشروط العقلية والبدنية ، وهذا يعني وبوضوح أن الإنتماء العرقي أو الديني أو السياسي أو اللون أو الوضع الإجتماعي ليست بميزة لحاملها للإنضمام للقوات المسلحة كما إنها ليست بمنقصة تحرمه من الإنضمام لها .
أهداف قوات الشعب المسلحة وعقيدتها القتالية معروفة ومبذولة للكافة ، ليس منها مساندة نظام سياسي معين ، وليس من ضمنها إرتكاب المجازر في حق الشغب ، وليس منها ممارسة التجارة والإستثمار والمنافسة في السوق .
إرتكب نظام الإنقاذ عدة جرائم في حق قوات الشعب المسلحة عندما جعل الإنتماء للتنظيم أحد الشروط غير المعلنة لدخول الكلية الحربية وتحولت القوات المسلحة لقوات حزبية لها عقيدة قتالية مختلفة . كذلك توجهت قوات الشعب المسلحة وعن قصد من قبل النظام البائد للعمل في التجارة والإستثمار ودخول السوق كما هو الحال في إستخدام الشاحنات العسكرية في نقل البضائع ومنافسة العربات التجارية .
إن السيد البرهان يتحدث عن القوات المسلحة كأنها لم يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ، وكأنها أصبحت وصية على الشعب السوداني وقواه المدنية .
أين كان البرهان عندما إستخدمت الجبهة الإسلامية القوات المسلحة للإنقضاض على الحكم المدني وتقويض النظام الدستوري وإقامة نظام عسكري شمولي فتح الحروب الأهلية في كافة أنحاء السودان ؟ أين كان البرهان عندما أصبحت قوات الشعب المسلحة ألعوبة في يد نظام الإنقاذ تستخدمها في حروبها العبثية وأصبحت الحرب حرب دينية جهادية ؟
إذا كانت القوات المسلحة قومية فلا يمكن إستخدامها في إرتكاب الفظائع في حق شعبها ، أليس البرهان هو من شارك بإسم قوات الشعب المسلحة في الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب في دار فور حتى سمي نفسه ( رب الفور ) ؟ لماذا لم يصدح برأيه بأن قوات الشعب المسلحة يجب أن تكون قومية ؟ ولماذا لم يتصدي لتحويلها لقوات حزبية تتبع للتنظيم الحاكم وترتكب الجرائم والفظائع في حق الشعب ؟
البرهان الآن يتحدث عن الإقصاء وعدم إشراك الجميع في الحكم ، أين كان هو عندما قامت الجبهة الإسلامية وبإسم القوات المسلحة بفتح السجون والمعتقلات وبيوت الأشباح وزجت بآلاف المعارضين من السياسيين والطلاب والشباب والنساء في السجون وإرتكبت جرائم القتل والتعذيب بإسم قوات الشعب المسلحة ، وشردت الآلاف من وظائفهم وأعمالهم تحت ذريعة ( الصالح العام ) ، وبسبب حروبها شردت الآلاف في معسكرات النزوح داخل السودان ومعسكرات اللجوء خارجه ، وأصبحت تحكم لوحدها ، لماذا لم يتصدي لكل ذلك في ذاك الوقت ؟ ألم يكن جنرالاً في القوات المسلحة ؟ لماذا سكت إذن طوال فترة حكم الإنقاذ على ذلك ؟ ولماذا أصبح خادماً مطيعاً لكل ما يطلبه منه النظام حتى لو كان ذلك إزهاقاً للأرواح ؟
لا يمكن أن يتم الإستقرار ويتحسن الحال ما لم تتم هيكلة كل القوات النظامية بما فيها قوات الشعب المسلحة وتحويلها من قوات حزبية إلى قوات نظامية قومية لها أهداف ومهام واضحة وبعقيدة قتالية منصوص عليها قانوناً .
# إعادة هيكلة قوات الشعب المسلحة .
# إعادة هيكلة القوات النظامية .