نيويورك _ صوت الهامش
أكد “نيكولاس كريستوف” في عموده الأسبوعي في جريدة ” نيويورك تايمز” أن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ووزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” وغيرهما من زعماء العالم يتجاهلون بشكل كبير المتظاهرين الشجعان في أنحاء السودان .
وقال بأنهم يخاطرون بحياتهم لمحاولة إسقاط “حاكم الإبادة الجماعية” مما يزيد من خطر تعرضهم للمذابح، في الوقت الذي يحتاج فيه الشعب السوداني إلى مساعدة العالم لحمايته.
وتسائل “كريستوف” عن ما فعلته الولايات المتحدة عندما يخاطر هؤلاء المتظاهرون الشجعان بحياتهم؟ مجيبًا: “لا شيئ، لم يصدر ترامب بيانًا، ولم يفصح بومبيو حتى الآن عن نواياه”.
وكشف “كريستوف” أن عددًا من رؤساء العالم قد إرتكبوا جرائم إبادة جماعية خلال القرن الماضي، لكن “البشير” المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية يتميز عن غيره من الرؤساء بارتكابه ثلاث عمليات إبادة جماعية مختلفة في كلٍ من جنوب السودان، وجبال النوبة و دارفور، لذلك فمن الممكن اعتباره “قاتل متسلسل”.
ومن المقرر تنظيم مسيرة كبيرة في “الخرطوم” اليوم الخميس، مع احتجاجات متزامنة في مدن أخرى في جميع أنحاء البلاد ، إلا أن هناك مخاوف متزايدة من أن “البشير” قد يقرر في وقت ما أن الطريقة الوحيدة للبقاء في السلطة هي من خلال حمام الدم.
وقد اشتركت الولايات المتحدة في بيان مع “بريطانيا” و”النرويج” و”كندا” دعت فيه “البشير” إلى إطلاق سراح المعتقلين والاعتراف بالحق في التجمع السلمي، إلا أن “كريستوف” قد طالب بأن يكون هناك تحذير أكثر حزمًا لجميع قوات الأمن بأنهم سيحاسبون شخصيًا على الفظائع التي ترتكب بحق المدنيني العزل، الذين يجوبون الشوارع هاتفين “سلمية سلمية”.
ويرى “كريستوف” في مقاله أن غضب المتظاهرين ليس نابعًا فقط من وحشية “البشير” ولكن أيضًا بسبب عدم كفاءته وفساده، وهو الأمر الذي ترك الاقتصاد السوداني في حالة كارثية، بالإضافة إلى أن تلك السياسات الإقتصادية الكارثية “للبشير” لعبت دورًا مهمًا في انفصال جنوب السودان، البلد الذي كان تاريخيًا عبارة عن “سلة الخبز” للمنطقة، والذي بات الآن هو مستورد عالمي للأغذية.
ويراهن “كريستوف” في عموده على وعي وادراك المتظاهرون بأن احتجاجات الربيع العربي في دول مثل سوريا وليبيا أدت إلى كارثة، وهو ما يجعلهم قلقين بشأن انقلاب جديد في القصر من قبل رجل قوي، أو من خطر تحول السودان إلى دولة فاشلة.