الخرطوم- الزين عثمان
الحلوى في هذه البلاد توزع في (المركز) مثلها والزغاريد تماماً، الأفراح تبحث لها عن موطئ بعيد عن العواصم. تفطر الأسر السودانية أمس قبل مواعيد الأذان حين يرفع مؤذن النجاح. تعلن وزارة التربية نتيجة الشهادة السودانية وتسعى جهد إيمانها في أن تضع الحدث في إطاره الشامل، في محاولتها لمحاربة المركزية القابضة تطبع أوراقها الخاصة بأوائل الشهادة في الولايات المتعددة حتى لا تستأثر العاصمة بالمائة المبشرين بالتميز.
ولكن رحلة الهروب من العاصمة كأنها تصطدم بعواصم أخرى، فالخروج من مركزية العاصمة يضعك وجهاً لوجه مع (مراكز الهامش). من بين 57 طالباً أعلنتهم الوزارة أمس في كل البلاد بدت فلسفة العواصم هي الطاغية، فمثلاً الأوائل في الشمالية لم يخرجوا من مدينة دنقلا وفي البحر الأحمر وقفوا على شاطئ البحر في بورتسودان وفي شمال كردفان جلسوا على تلال الرمل في الأبيض وفي القضارف لم يغادروا المدينة العاصمة وفي شمال دارفور هم الجالسون بالقرب من قصر السلطان في الفاشر وفي ولاية كسلا لم يستطع المتفوقون أن يغادروا حضن القاش في كسلا، وفي جنوب دارفور كلهم من نيالا ومن مدرسة واحدة، وفي النيل الأزرق لم يغادر متفوق الدمازين.
ربما هناك استثناءت قليلة تصر على الاصطدام بك وأنت تقرأ تفاصيل مشهد الشهادة السودانية، ربما الاسم الذي يبدو جديداً هو ذاك القادم من ولاية سنار ومن منطقة (دونتاي) حيث أحرزت تبيان زروق مختار (95 %) وفي ذات سنار الولاية تأتي مآب أحمد حامد من دوبا المشتركة وهي تحرز نسبة (91 %) في ولاية جنوب كردفان كتب على (كادوقلي) الغياب ومنحت مركزيتها لأبو جبيهة بفرصتين وللدلنج الفرصة الثالثة وكانت كلها محجوزة للجنس اللطيف في أرض تسكنها خشونة الحرب.
هابطة من شلال الجمال في جبل مرة ومن نيرتتي الثانوية بنات ترسم إيمان جار النبي آدم صورة نجاحها في ولاية وسط دارفور متجاوزة مركزية التميز ومحققة نسبة (87 %) ومن وادي أزوم يكتب مدثر صالح ضو البيت قصة نجاح أخرى.
رغم دخول عشر ولايات في المراكز الأولى في امتحانات الشهادة للعام الماضي ومعاقبة الوزارة للأجانب بالرسوب بسبب (الغش) لكن الحقيقة الماثلة تقول إن (المركز) هو الأول وإنه على الهوامش الاجتهاد أكثر للدخول في المنافسات القادمة
اليوم التالي