بقلم. مصعب عبدالكريم
نهج التفاوض مع المجلس الجنجويدي خطاء تاريخي كليا وهي خنجر نصبه القوي السياسية في قاصرة الشعب السوداني وليس خطأ جزئيا عند بعد الاطراف !
التفاوض مع العسكر منذا موقفهم الرومانسي في ليلة سقوط البشير 11/4/2019…..وبدايتها مع مجلس البرهان في يوم 14/4 كان خطاءا تاريخيا ارتكبه احزاب قوي الحرية و التغيير حينها كتبت و اقترحت بمقاطعة المجلس الجنجويدي لخلفيتهم الاجرامية و طبيعتهم النظام البائد واطلاق حملة تسقط تالت و تشكيل حكومة ميدانية بعيدا عن الجنجويد واغلاق الافق السياسي باستغلال الفراغ الدستوري حينها. ولكن هيهات من يسمعنا !؟ . هنا يكمن الخطاء التاريخي التي شرعن المجلس الجنجويدي اختيار التفاوض معه و ليس اسقاطه من قبل احزاب الحرية والتغيير وتجمع المهنيين ……حينها هذه الاحزاب الخرطونيلية احتفلت و مجدت و هللت وكبرت مع الجنجويد وفرحوا بهم و علقو صورة قائدهم في سماء الاعتصام دون المرعاة لمشاعر ضحايا الابادة الجماعية في دارفور و سموه بالرجل الدكران و جلسو معهم في المفاوضات و سموه الشريك في الثورة. ولكن سرعان ما اظهر نظام الجنجويد صورته الدموية الحقيقية التي كنا نعرفه في دارفور.
والان بعد شهور من التفاوض بين احزاب الحرية والتغيير المركزية اقول مركزية لان التفاوض في الخرطوم لم يشارك فيه الجبهة الثورية بقيادة مناوي التي تحتوي عشرة تنظيمات مدنية ومسلحة بسبب الاقصاء الذي مارسه هذه الاحزاب ضد الجبهة الثورية و بقية قوي الهامش من تنسيقية الحرية والتغيير و مراكز صنع القرار و ابعاد منسوبي الجبهة الثورية من وفود التفاوض رغم من ان الجبهة الثورية شاركت في صياغة اعلان الحرية والتغيير و شاركت جماهيريا في الشارع قبل سقوط البشير …. وفي يوم 18/4 اعلنت الجبهة الثورية انها غير ملزمة بما يجري في الخرطوم من التفاوض بين الحرية والتغيير و المجلس الجنجويدي و جري المفاوضات لثلاث شهور و لم تتطرق لاوضاع اسري الحرب الذين لا زالو حتي الان هم في السجون في ظروف انسانية سيئة في ظل اهمال طبي مقصود و لقد استشهد عدد منهم حتي بعد سقوط البشير و استمرار التفاوض في الخرطوم بعد اطلاق سراح منسوبي الاحزاب المفاوضة مع المجلس الجنجويدي ولا قضايا الحرب والسلام ومصير النازحين واللاجئين حاضرة. وايضا عدم تضمين بنود التفاوضية الجبهة في اوراق التفاوض و عدم حتي مشاورتهم في تشكيل قائمة الحكومة الانتقالية التي تم تجهيزه بصورة فردية بين الاحزاب و التجمع و هذا ما لم يقبله طرف الجبهة الثورية.
الان بنفس المعيار الطرف المهمش والمبعد من اتخاذ القرار من داخل الحرية والتغيير وهو الجبهة الثورية تسلك نفس المسلك الخاطئ التي سلكه طرف الاحزاب المركزية في الحرية والتغيير وهي التفاوض وهي الخطاء الثاني في قاصرة الثورة.
فقط الاختلاف هو قبول المبدا عند البعض بانها خيانة و شق صف و هم نفس النخب الذين باركو و صفقو و مجدو خطوة احزاب الحرية والتغيير عندما فاوضو نفس الجنجويد وصافحوهم واعتبروها نهج سياسي و نضال وانجاز وطريق صحيح كانما مناوي قابل طرف من اخر ليس المجلس الجنجويدي الذي يفاوضونه في الخرطوم نهارا جهارا داخل القصر الجمهوري.
اعتقد الامور لا تصاغ بالتمييز نهج التفاوض خاطئ مع المجلس الجنجويدي سواء كانت من الاحزاب او الجبهة الثورية و لكل انسان الحق في اتخاذ خطواته و لكن لا يمكن التمييز في هكذا الامور الوطنية بالنظرة الجهوية النخبوية لمباركة مفاوضات الاصم و مدني عباس و تخوين مقابلات مناوي ورغم من ان ياسر عرمان ايضا من الجبهة الثورية اتي والتقي بالمجلس الجنجويدي ولكن لم نجد مثل هذه الضجيج النخبوي ووهنا تتضح ان هذا الضجيج هو ضجيج من منطلقات مناطقية جهوية استعلائية بقدر ما هو منطلقات وطنية سياسية و نظرة مناصفة بين الخطاءين … و تبرهن انها علي شاكلة نظرية التفاوض حلال علي الاصم و مدني عباس و ياسر عرمان لكن حراما وجريمة و خيانة وشق صف علي مني اركو مناوي او اي شخص اخر من الجبهة الثورية والحركات المسلحة لها مرجعية بالهامش اذا جئنا للحسابات بالورقة وقلم اعتقد انجازات هذه الاحزاب في اسقاط النظام لا تساوي ولا 1% من ما انجزته الحركات المسلحة في الثورة خلال العشرات السنين من الحرب مع النظام البائد بقيادة المئات المعارك معها و اضعافها و محاصرتها دوليا.
والرسالة لاحزاب الحرية والتغيير
منهج الاقصاء هو السبب في المظالم التاريخية داخل الدولة السودانية منذا 1955 ايضا هو الذي جعل مناوي يرفع السلاح ضد نظام البشير لا تعتقدو انه يقبل الاقصاء منكم في اتخاذ القرار داخل الحرية والتغيير طالما الجبهة الثورية هو طرف مؤسس لاعلان الحرية والتغيير والوحدة وقبول غاية جذور النظام البائد.
الحل بسيط.
دعونا نجرم كل انواع التفاوض سواء كان مفاوضات احزاب الحرية والتغيير او الجبهة الثورية و ننطلق من الموقف الجامع الوطني التي تنطلق منها الشارع الثائر و هو التمسك باسقاط المجلس الجنجويدي و اطلاق مشروع (تسقط تالت) ضد نظام الجنجويد بلا رجعة للتفاوض. يعني ليست فورة لتحريك الشارع من اجل مكاسب سياسية في طاولة التفاوض كما يجري الان. بل توحيد الهدف من الشتات بين الشارع والطاولة الي ( الشارع فقط) و اعتقد لا زال هنالك فرصة