بقلم/ حبيب عبدالكريم (أنصاري)
قبل قراءة المحتوى دعونا نسترجع ذاكرتنا ونتذكر كم من ابناءنا فقدناهم في سبيل التغيير وكم منهم فقدوا أطرافهم في سبيل الوطن وكم منهم لا نعرف مصيرهم اليوم هل هم موتا أم على قيد الحياة فقدنا اعزء اصحاب وهم في مقتبل العمر ما كان هدفهم الموت بقدر ما كانت حلمهم تغيير الواقع، عزيزي القارئ عزيزتي القارئة لحظة من وقتك وتذكر كم اليوم يسعد اسرتك (والدتك /والدك ) لأنك على قيد الحياة و تضيء عليهم الدار، وكم من الضحكات نتبادلها جميعنا مع امهاتنا في كل لحظة /وهل خطر في بالك ماذا ان تلك الام التي فقدت اغلى ما تمتلكها وهو أبنها الشهيد لا سيما في الظروف المعيشية الرديئة التى تمر بها بلادنا وهي تتذكر ابنها لو كان على قيد الحياة لساعدهم حتى ولو بكيس الرغيف.
ايها القاري إذا لم تؤلمك موقف امهات الشهداء وموقف كل من قدموا دماءهم في سبيل الوطن فتأكد أنك شخص مجرّد من الضمير الإنساني.
يا ترى لماذا فضلت هؤلا الشباب الموت ؟ وهل كانت الموت حلمهم؟ وما هي الأسباب التي دفعتهم الي الموت؟ جملة من التساؤلات تبادر في اذهاننا وربما يكون الأوجوبة واضحة مثل وضوح الشمس لدي الجميع وفي الحقيقة أنهم خرجوا حاملين قضية الوطن والمواطن ليكون النتيجة النهائية تغيير الشامل وبناء دولة المواطنة الحقة ولكن طيلة تاريخ الثورات السودانية المليئة بالتضحيات لم تحدث تغيير البتا.
ايها القارئ الصبور نحن نمر بظروف يلزمنا جميعآ ان نعرف ماهية الثورة حتى لا تروح نضالاتنا هراء ويستمتع بدماء شهدائنا الساسة في السلطة الذين لا ضمير لهم ولا يهمهم معانأة شعبنا.
و لنذهب سويا لنلقي نظرة الضوء بصورة مختصرة ان ماهية الثورة او مفهومها.
الثورة في ابسط تعاريفها يعني التغيير من حالة اسوء إلى حال افضل، بمعني أنه هناك اسباب موضوعية تدفع الشعب للثورة سواء كان الوضع المزري أو انتهاكات بمختلف انواعها ضد الشعب المعني في شتى جوانب الحياة ويطلع الشعب لتغيير هذا المعاناة بما انو الثورة يعني التغيير ينقسم التغيير الي قسمين تغيير(جزري او كلي) /تغيير (جزئي) إذ التغيير الجزري يعني تغيير في كل من الجوانب السياسية(دستور) والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وذلك بوسطة الثورة الشرعية والقانونية، التغيير الجزئي قد يكون تغييرالأفراد أو شكلي وهذا النوع يعتبر تغيير سطحي و مسكن للمشكلات و حال ما ينتهي مفعول المسكن يرجع الحال كما سابقه أو اسوء منه.
ولكن نسبة لحال السودان يعلم الجميع أنه لم يأسس لدستور يوافق عليه الجميع، وهناك ازمات تاريخية في كل جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية لذلك كان الشعب السوداني عاش تحت ازمات المهلكة و ما زال يعيش حياة مأساوية و بموجبها خرج الي عدد من الثورات ولم نرى نتائج حيال هذه الثورات على ارض الواقع.فيبقى السؤال هنا أين تكمن المشكلات وبما انو نحن معلمي او صانعي الثورات؟والدولة السودانية في أمسة حوجة للتغيير الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي والتغيير المفاهيمي وهذا أهمها ٠
ولكي نستفيد من التجارب السابقة دعونا نسرتجع شريط النضالات التي قدمها الشعب السوداني بمختلف طرق النضال (ثوارت مسلحة ) (ثوارت شعبية) ونقارن بواقع السودان الأن وبعض من الدول التي قامت فيها ثورات وقدرت ان تغيير حالها واصبحت الأن في مقدمة دول العالم،الثورة الفرنسية كنموذج 1789_1799 التي كانت شعاراتها حرية مساوة أخاه اين فرنسا اليوم ؟واين السودان اليوم ؟ استطعت الثورة الفرنسية ان تسقط الباستيل وأسست لوطن توافقت عليها الجيمع ولا ننسى عند ما خرجوا جزء من الفرنسيين في احتجاجات السترات الصفراء في مايو 2018 خاطبهم الرئيس الفرنسي ماركون قائلا لهم يجب عليكم ان تتعلموا ثقافة التظاهرات (النضال) من الشعب السوداني هذا يأكد انو الشعب السوداني معلم الشعوب و صانعي الثورات ولكن اين الإنجازات؟
الثورةالأمريكية 1775_1783 ونجحت اين موقع امريكا الان سيدا للعالم اين جنوب افريقيا الان ؛واين حتى رواندا الان التي عانت شعبها من الحروبات؟ عندما ننظر او نقراء لتلك الثورات على مستوى العالم وننظر للثوارات السودانية التراكمية لا يكون أقل شأنًا من بقية الثورات في دول العالم، طيب ما الذي ينقصنا لنلحق دول العالم بل نصبح اكتر تقدما منهم لطالما نمتلك كل ادوات النمو٠
تاريخ السودان مليئة بالثوارت والتضحيات نبداها من تمرد توريد وقد يكون اول تمرد لابناء جنوب السودان بعد الاستقلال نتيجة للاقصاء التي حدثت لهم من قبل النخب الشمالية عام 1955.
واحداث عنبر جودة التي راحت ضحايتها ميئات الأشخاص وهم مزارعين في النيل الأبيض كوستى و لذلك عند مطالبتهم بحقوقهم 1956في عهد إسماعيل الازهري وكانت اول مذبحة او مجزرة بعد خروج المستعمر يرتكبها الحكومة السودانية.
من بعدها النضالات والتضحيات التى قدمها الشعب السوداني في ثورة اكتوبر 1964ضد نظام إبراهيم عبود وقدمت فيها ارطال من الشهداء على راسهم احمد القرشي طه وكان اول شهيد في ثورة اكتوبر وبعد اسقاط الانقلاب لم نرى اي تغيير، بل كانت هناك من محاصصات للقوى السياسية وتقسيم السلطة فيما بينهم ثورة إبريل 1985ضد جعفر نميري قدمت فيها الشعب السوداني بكل شجاعة وبثالة الغالي والنفيس ولم نرى لها اي انجاز ،و النضالات التي قدمها الشباب تحت كفاح مسلح مع حركات الكفاح المسلح وكانت نتائجها اتفاقات ثنائية تقاسمت فيها قيادات الحركات المسلح السلطة مع الحكومات ولم ينظر حتى لامر جنودها الذين استشهدوا تحت الحركات وتركوا وراءهم ابناءهم ايتام وزوجاتهم ارامل ولا نعرف من اين نبدا لانها كثيرة مثل هذا الاتفاقات اتفاقية اديس ابابا 1972 بين انانيا 2 وحكومة جعفر نميري وكانت نتائجها النهائية مناصب لقادات انانيا 2 امثال جزويف لاقو الذي استولى منصب نائب رئيس الجمهورية وهو اول شخص من أبناء جنوب السودان يستولى على مثل هذا المنصب في تاريخ السودان في سبعنيات القرن الماضي ولم تعالج هذا الاتفاقية جزور المشكلة لذا استانفت الحرب من جديد بعد عشرة سنوات وبالتحديد سنة 1983بقيادة دكتورجون قرنق وهذا كانت بداية تاريخ الحركة الشعبية ناضلت الحركة الشعبية لمدة واحد وعشرون عامآ وعاد علينا باتفاقية نفاشا او السلام الشامل 2005 ولم تعالج ايضا جزور الازمة بقدرما ما كانت نتائجها اغتيال قرنق على رغم انها سميت باتفاقية السلام الشامل وما ذلك لم تعالج حتى مشكلة جنوب السودان لوحدها دليل على ذلك لماذا انفصل جنوب السودان ؟ إتفاقية أبوجا 2005 إنتهت بمناصب أيضأ ولم تحل حتى مشكلة من وقعوا الاتفاقية نفسهم نهيك ان بقية الشعب السوداني /اتفاقية الدوحة 2006ايضا ، ثم انتفاضة سبتمبر 2013 التى استشهدت فيها م يقارب 170شخصا منهم أطفال وفق تقرير صحفي المصدر هيومن رايتس ووتش
وحملة تسقط 2015 والتي خرجت فيها رفاق ال U P f في مختلف مدن السودان لا سيما في الخرطوم، من ثم تتوجت بثورة ديسمبر المجيدة بشعاراتها العظيمة التي خرجت فيها كل جموع أبناء وبنات الشعب السوداني وتوحدت بكلمة تسقط ونضالاتها تزلزل في كل العالم وتضحيات جسيمة جدا قدمها الشباب منهم من قتل ومنهم من رميت في النيل يوم فض الإعتصام في القيادة العامة واغتصاب للفتيات السودانيات. اذن اين ثمرات هذه النضالات ؟حقيقةً اصبحنا نعيش في واقع لا يشبه نضالاتنا واصبحنا مثل فريق كورة القدم الذي يبذل كل مجهود لكي يصل النهائي وعند وصوله في القمة لا يعرف ثقافة النهاية ويخسر دوما.
ايها الثوار يجب علينا ان نستفيد من تجاربنا حتى لا نكون حقل تجارب و أن لا يكون هناك احد وصي علينا لاننا قادرين ان ندير شؤن دولتنا خصوصا (الجيل الراكب راس) ، وحتى تاريخ اللحظة امامنا مساحة كافي لنصنع تاريخ يتعلم منه شعوب العالم ولكن هذا يتطلب ان ندرك تماما من هي العقبة امامنا في سبيل التغيير حتى لا نكن حقل تجارب او لا نكن مثل الذي يمسك قرون البقرة للناس والناس تحلب ولا ينظروا لأمره.
حقيقةً الكل يدرك من هو المساهم الحقيقي في ان يروح تضحيات ثورة ديسمبر هراء، معروفة كانت القوى السياسية التي وقعت في الوثيقة الدستورية مع اللجنة الامنية للبشير وحركات الكفاح المسلح الذين أتوا باتفاقية جوبا للسلام هم كانوا السبب الرئيسي لاجحاف الثورة السودانية واذا اردنا التغيير بثورة شاملة يجب اولا على لجان المقاومة وهو الضامن للشارع ان يوحد صفوفها و يتمسك بالالات الثلاثة لا للمشاركة لا للمساومة لا للتفاوض حتى لا ياتو علينا الذين ينظرون انفسهم وكانهم اولياء الأمور للشعب السوداني ويديرو امور بلادنا تحت الطرابيس سرية
يجب ان ندرك اننا الأمل الحقيقي للتغيير ولكي نحدث تغيير حقيقي لابد لنا ان نتماسك بثورتنا حتى نحقق غاياتنا حتى لا نفقد اي ابن من ابناء الشعب السوداني للمرة المليون و امامنا خيار واحد ليس اثنين إسقاط نظام انقلاب 25 اكتوبر ثم بعدها تشكيل حكومة مدنية من كفاءات مستقلة بعيدا من المحصاصات السياسية (الحزبية) ولازم نؤمن بان الثورة دربها طويلة وهذه تحتاج إلى صبر وحكمة
وعلى الاحزاب السياسية ان تمشي وراء الشباب وتستعد لانتخابات بعد انجاح الفترة الإنتقالية والحشاش يملى شبكته.