عبد المنعم سليمان
ما ان سمعت ان الرئيس الفلسطيني “محمود عباس أبومازن” قال أثناء زيارته الأخيرة لبلادنا الأسبوع الماضي ، مخاطباً ” عمر البشير” : (أملي في الله ثم فيكم بتحرير الأقصى من اليهود) .. حتى تذكرت حديث الراوي “أبوهريرة” الذي يبشرنا فيه بعلامات الساعة الكبرى ، ومنها قصة ذلك الرجل الأسود الذي سيظهر بالأراضي المقدسة ، ويُدعى بــ “ذو السويقتين” ، لإعوجاج ساقيه وعدم تناسق شكله ودمامته ..
وقلت في نفسي : لا بد ان “أبومازن” قد رأى سواد وجه “رئيسنا” وضعف ركبتيه وعرج رجليه .. ولا بد انه قد أشتم رائحة فمه ونتانة إبطيه ، وانه قد حس بجمود مشاعره وتحجر قلبه .. فظن المسكين انه قد عثر على المُخلص والمُحرر الذي سيأمر الحجارة والأشجار ، فيقول الحجر أو الشجر : يا أبومازن ، يا خالد مشعل ، يا إسماعيل هنية : هذا يهودي خلفي فتعال فأقتله ..
ولا شك ان حديث “أبومازن” المضحك ، ووضع أمله في “عمر البشير” بعد الله مباشرة لتحرير بلاده المحتلة ، لا شك ان هذا يؤكد بان الرجل – كسابقيه – لا يتعامل بجدية كافية مع قضية بلاده .. فلا يستقيم عقلاً ان يصبح من قسم بلاده وفرط في أرضه كما عرضه ، وبدد ثروات بلاده وأدخل الإستعمار إليها .. لا يعقل ان يصبح من يحمل كل هذه المخازئ التي تنوء عن حملها الجبال الراسيات ، مؤهلاً لتحرير WC ، ناهيك عن تحرير بقعة طاهرة يعتبرها مئات الملايين من البشر “قبلتهم الأولى” التي لم يستطيعوا إليها سبيلا ! إلا لو كان السيد “أبومازن” يصدق حقيقة بان “عمر البشير” هو “ذو السويقتين” .. وحتى لو افترضنا ان ذلك كذلك فيؤسفنا جداً ان نخبر السيد “أبومازن” بان الرجل يقف هذه الأيام في صفوف معسكر “المسجد الحرام” المفصول من “المسجد الأقصى” ، وفقاً للإتفاقيات السابقة مع ملوك السعودية بعد “وعد بلفور” .. وبالطبع لن يسري الله بـ “شبه رجل” من “المسجد الحرام” إلى “المسجد الأقصى” من أجل أن تتحقق “ميثولوجيا” الرئيس الفلسطيني العبثية على أرض الواقع ..
وبما ان “أبومازن” يريد تحرير الأرض بالمسخرة والهزؤ والتنكيت وليس بالثورة والنضال ضد المستعمر .. فاننا سنزيد شعره الهزلي بيتاً ، ونشترك معه في هذه المهمة “المقدسة”.. ولكن بشرط ان يضمن لنا عدم سخرية الناشط ” أفيخاي آدرعي” ، خاصة وان هذا الرجل الخبيث المنتشر على مواقع “التواصل الإجتماعي” كإنتشار النار في الهشيم ، سبق وأرسل لي رسالة داخلية على هذا الموقع – فيسبوك – يسخر من مقال سابق لي .. واصدقك القول سيدي “أبومازن” ان هذا “الصهيوني” كتب لي في رسالته السابقة عبارة : “بالمشمش” أعقبها بـ (3) وجوه ضاحكة قذفها بوجهي هكذا ثم غادر .. ومع ذلك لا تقلقني دعابات وسخرية “زميلنا – آدرعي- الذي لا يكل ولا يمل من ترديد حكاية “هيكل سليمان” علينا في كل “بوست” ومساء .. ولكني أخشى حقيقة من سخرية نبينا “سليمان” صاحب الهيكل المزعوم نفسه .. والذي حتماً سيسقط ضحكاً وهو يحكي للنمل والطيور والحمير قصة “المشير” حامي الحرمين ومحرر ثالث الحرمين الشريفيين 😀 ولابد ان نبينا “سليمان” الذي يجيد لغة “الحيوانات” سيرسل مع مبعوثه “الهدهد” رسالة إلى “رئيسنا” ، نصها : من النبي “سليمان” إلى “رئيس السودان” .. ” شالوم بشير .. ” طـزاً ” بك وبـ “حماس” ، و في”أبومازن” أيضاً . المخلص : “سليمان بن داود” .