إسماعيل ابوه
من يقرأ عنوان المقال يتساءل من اين جاءت هذه البلوة فعلا الذي افشئ الفساد في الأرض وسفك الدماء و دمر كل قيم التسامح والإنسانية هذه النظرة للاسوياء.
وآخرون يرونهم انهم رسل للحق وتطبيق شرع الله في الأرض و يصنعون في الأرض صنعا وهم لا يعلمون عن صنعهم يأتي مطابقا للآية 32 و 33 من سورة المائدة.
( مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33).
يعتبرونه القوي الأمين هؤلاء هم الضالين الذين طمس الله علي قلوبهم.
المؤتمر الوطني الشر الموجود الآن لم ينزله الله علي الشعب السوداني كبقية الكوارث الإلهيّة علي الأقوام السابقة (نوح، عاد، و …..إلخ)
انهم شر مصتنع بأيدي نخب سودانية طائفية دينية عروبية استغلوا الدين كعباء يمارسون به ابشع الجرائم ضد الإنسانية و نخب آخري سياسية فاشلة فاسدة يبحثون عن مصالح ضيقة في ظل بلد متعدد الأعراق والثقافات واللغات.
ثم يأتون عليكم بوجه آخر في هذا القرن ويمارسو عليكم ممارسات الجاهلية الأولى بادعاءهم المعارضة وانتم تصدقون ذالك.
نبدأ بتسلسل تاريخي نذكر فيه دور النخب السياسية السودانية الفاشلة التي كرثت علي احتقار الآخر وهنا اعني الهامش وهامش النخب من بني جلدتهم الذين يختلفون معهم في الرؤى.
الحكومة الوطنية الأولى (إسماعيل الأزهري)
عندما استقر رأي زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي إسماعيل الأزهري على إعلان الاستقلال من داخل البرلمان -بعدما كان داعية للاتحاد مع مصر- سعى إلى ضمان أصوات النواب الجنوبيين وموافقتهم على خطوته مقابل قبوله للمطالب الجنوبية.
أعلن الأزهري الاستقلال في يناير/ كانون الثاني 1956م وشكل حكومته الأولى التي سرعان ما تناست وعودها للجنوبيين، خاصة في ما عرف بسودنة الوظائف، إذ لم تمنح الجنوبيين سوى ست وظائف من مجموع 800 وظيفة، ما أدى إلى استياء واسع وسط الجنوبيين وإلى جانب أسباب أخرى أدى ذلك في النهاية إلى اندلاع العنف وبداية التمرد في الجنوب انظرو (ابتزاز وسخرية) .
تراجع الأزهري عن وعده لمصر بالاتحاد ألب عليه القوى المؤيدة لمصر الذين عملوا على إسقاط حكمه، وقد وافق ذلك سعي النواب الجنوبيين الذين تحركوا في ذات الاتجاه، ما أدى لسقوط حكومة الأزهري وتشكيل حكومة من المعارضة بقيادة حزب الأمة الذي تولى سكرتيره العام عبد الله خليل الحكم مشكلا الوزارة الثانية بدعم من الإمام عبد الرحمن المهدي زعيم الأنصار و من هنا تظهر ايادي خبث تجاه الشعب السوداني و رؤيتهم الأبدية تجاه تحقير الامة و هم الوحيد هي الحفاظ علي مصالحهم بكلباش الأسلمة والتعريب .
أدى تفاقم التمرد في الجنوب والضغط الداخلي من الأحزاب الاتحادية بقيادة الأزهري الساعية لاسترداد سلطتها إلى زعزعة الحكم ومن ثم قيام عبد الله خليل رئيس الوزراء بتسليم الحكم إلى القائد العام للجيش الفريق إبراهيم عبود، وكانت هذه بداية تدخل الجيش في السياسة.
الحكومة العسكرية الأولى (إبراهيم عبود)
فشل المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم برئاسة الفريق عبود وعضوية كبار العسكريين في فهم الأسباب الحقيقية لمشكلة الجنوب، وواصل نفس سياسات نظام الحكم المدني الذي سبقه، ورأى النظام أن الأسلوب الأمثل للتعامل مع المشكل هو الأسلمة والتعريب القسري، وفي سبيل تحقيق ذلك اتخذ ثلاث خطوات هي:
1-إنشاء مدارس لتعليم القرآن ومعاهد إسلامية متوسطة في الجنوب.
2-استبدال يوم الأحد بيوم الجمعة كعطلة أسبوعية في الجنوب.
3-إصدار قانون الجمعيات التبشيرية المسيحية الذي حظر التبشير المسيحي في الجنوب وانتهى بطرد المبشرين.
وكان من أهم نتائج هذه السياسة:
-انتقال الجنوبيين للمرة الأولى بقضيتهم إلى الدول الأفريقية المجاورة، ما أعطى المشكل السوداني الداخلي بعدا إقليميا حينها بقية الهامش السوداني يمارس علية المذيد من الاضطهاد وتخبيش للوعي بدعوي عن قضية الجنوب آنذاك وهي قضية الهامش الظاهرة للعيان بأنها حرب ضد الكفار وهنا مما جعل بقية اهل الهامش يحملون رايات الجهاد ضد اخوتهم في الجنوب من المسؤول الأبرياء المخبش وعيهم ام الحكومة الموجودة المسؤولة عن العدل وتوعية المواطنين .
-بروز المعارضة المسلحة في أشكال مختلفة تطورت في النهاية إلى حركة أنانيا التي قادت التمرد وتهيأت لها إمكانيات الدعم والتسليح من دور الجوار الأفريقي.
-تراكم الغبن والحقد جراء العنف المتزايد الذي أسفر عن مجازر بعد استخدام الجيش للطيران والقصف الجوي وإحراق القرى.
-وقد أدى القمع العسكري في الشمال والجنوب إلى تصاعد المعارضة ومن ثم إلى اندلاع ثورة أكتوبر الشعبية التي أسقطت حكم عبود العسكري وفتحت الباب للديمقراطية الثانية.
سر الختم الخليفة
الحكومة الديمقراطية الثانية (سر الختم الخليفة)
شكل سر الختم الخليفة الذي عمل معلما لفترة طويلة في الجنوب ما عرف بحكومة أكتوبر التي ضمت القوى الديمقراطية واليسار السوداني والنقابات، وكانت هذه أول حكومة وضعت مشكلة الحرب والسلام على رأس أولوياتها، وضمت الحكومة أيضا عضوين من الجنوب ولأول مرة يتبوأ جنوبي منصبا سياديا (وزارة الداخلية)، كما سعت الحكومة إلى السياسيين الجنوبيين في المنافي لكسب ثقتهم، ما أدى إلى تعاون القوة السياسية الجنوبية الأولى (اتحاد السودان الأفريقي الوطني/ سانو) مع حكومة أكتوبر.
مؤتمر المائدة المستديرة 1965
استجابت القيادات الجنوبية لدعوة حكومة أكتوبر بالجلوس على طاولة المفاوضات، بعد أن أقر رئيس الوزراء سر الختم الخليفة في نوفمبر/ 1964 بأن القوة ليست حلا لمشكلة الجنوب. فانعقد في مارس/ 1965م مؤتمر المائدة المستديرة الذي ضم 18 ممثلا عن الأحزاب الشمالية و24 من السياسيين الجنوبيين بحضور مراقبين من غانا وكينيا وأوغندا ونيجيريا ومصر والجزائر. وكان ذلك المؤتمر أول محاولة سودانية جادة للبحث عن السلام.
واتفقت هذه الأطراف على تقديم ثلاثة خيارات للمؤتمر تمثلت في الفدرالية والوحدة غير المشروطة مع الشمال والانفصال، وأبدى الجنوبيون رغبة في أن يكون البت في الخيارات الثلاثة عبر استفتاء عام، لكن الأحزاب الشمالية جميعها وقفت ضد تلك الرغبة، وأوضحت أن أقصى ما يمكن أن تمنحه للجنوب هو وضع خاص يشمل قيام مجلس تشريعي للإقليم ومجلس وزراء محدود تنحصر صلاحياته في أمور التعليم والصحة والزراعة. وبالطبع رفض الجنوبيون ذلك العرض وردوا بالمطالبة بالفدرالية.
حكومات ائتلافية متعاقبة
بعد نهاية حكومة سر الختم الخليفة الانتقالية تشكلت حكومات ائتلافية تارة برئاسة محمد أحمد المحجوب وتارة أخرى برئاسة الصادق المهدي ، لم تر تلك الحكومات في المشكل الجنوبي أكثر مما رأى الفريق عبود، السيطرة على قلة من المتمردين والقضاء عليهم ومن ثم فتح الباب للسلام.
وإن كان هذا التبسيط المخل بحقيقة المشكل يتفق مع عقلية العسكريين في نظام عبود، إلا أن ما يدعو للدهشة أن تتبنى نفس التوجه حكومة ديمقراطية على رأسها سياسي محنك وقانوني هو المحجوب، وكانت النتيجة تصاعد العمليات العسكرية والتجاوزات وارتكبت المجازر من قبل هذه الحكومات المنتخبة بما فاق ما ارتكبه نظام عبود العسكري من عنف وهنا يظهر الدور الخفي الوسخ السلبي للطائفيين ويؤكد حبهم للاضطهاد و الإحتقار.
الدستور الإسلامي في عام 1968م و دوره في صناعة الإنقاذ المؤتمر الوطني :
وهنا يبدأ الدور السيئ للحزبين الطائفين في وضع حجر اساس لحكومة الإنقاذ (المؤتمر الوطني ) بتكوين حكومة إئتلاف بين الحزبين الطائفيين الكبيرين الاتحادي والأمة اللذان لا يهمهما قضايا السلام وإيقاف الحرب بقدر اهتمامها بالصراع على كراسي الحكم بين الحزبين. وقد دفع هذا الصراع أطرافه للاستعانة بالإخوان المسلمين القوة الناهضة آنذاك، التي كانت تطالب بالشريعة الإسلامية والدستور الإسلامي، ولكسب ودهم والاستقواء بهم في مواجهة الآخر انعقدت سوق مزايدة حول الدستور الإسلامي انتقلت إلى أروقة البرلمان وهناك نشب سجال بين دعاة الدستور الإسلامي والنواب الجنوبيين المنادين بالعلمانية وهنا تجد عن القوى السياسية اليسارية مواقفها مشرفة وهذا ما تؤكد نظرتهم العميقة تجاه الوطن وما يحملونه للوطن من رؤي تنادي المواطنة والمساواة بين الشعب بعيدا عن الدين والعروبة .
المناداة بالدستور الإسلامي كان من أدوات الصراع التي حاولت بها القوى الحاكمة القضاء على المعارضة اليسارية وتحجيم الرفض الجنوبي. هذه القوى التقليدية تناست مشكلة السودان الأولى الحرب في الجنوب ووجهت الضربة القاضية لتوصيات مؤتمر المائدة المستديرة، ما أدى إلى توتر سياسي واحتقان في الجنوب هيأ الأوضاع لاستيلاء الجيش على السلطة في مايو/ 1969م ما عرف بانقلاب جعفر محمد النميري.
الحكومة العسكرية الثانية (جعفر النميري)
جعفر النميري
أعلن قادة الانقلاب وهم من صغار الضباط ذوي الاتجاهات القومية العربية والميول اليسارية أنهم امتداد لثورة أكتوبر التي اعترفت بقضية الجنوب ودعت للحل السلمي عبر الحوار لذلك لم يمض على الانقلاب سوى أيام حتى أصدر النميري في التاسع من يونيو/ 1969م إعلانه الشهير الذي اعترف فيه بالاختلافات التاريخية والثقافية بين الشمال والجنوب، وأكد أن الوحدة بين شطري البلاد لا يمكن أن تتحقق إلا بالاعتراف بتلك الاختلافات، وفي ذات الإعلان وعد النميري بمنح الجنوب حكما إقليميا ذاتيا، وبادر بإنشاء وزارة شؤون الجنوب تولاها جوزيف قرنق.
اتفاقية أديس أبابا (1972)
في نهاية العام 1971م انعقد أول اجتماع علني بين ممثلين عن الحكومة وممثلين عن حركة التمرد عقب لقاءات ومشاورات سرية في لندن، ولقاء آخر برعاية إمبراطور إثيوبيا هيلاسلاسي ثم خطوات عملية تمثلت في تعيين جنوبي نائبا لرئيس الجمهورية (أبيل ألير)، كما تم تعيين ثلاثة جنوبيين حكاما للولايات الجنوبية الثلاث وأعضاء في مجلس الوزراء.
تبع كل هذه الخطوات اتفاق أديس أبابا الذي أقر الحكم الذاتي للإقليم الجنوبي كإقليم واحد مكون من ثلاث ولايات، وبموجب الاتفاقية دمجت قوات حركة الأنانيا الجنوبية في صفوف الجيش السوداني. وقد أدت الاتفاقية إلى إنهاء الحرب وعم الاستقرار في كل الوطن لأول مرة منذ اندلاع التمرد وتسارعت وتيرة خطط التنمية في الشمال والجنوب.
ومع ذلك كانت هناك آراء جنوبية ترى أن هذا الاتفاق لن يدوم طويلا طالما أنه لم يقد إلى تغيير جذري في هيكل السياسة السودانية وفي قضايا رئيسية، منها فصل الدين عن السياسة ومسألة القوميات وإدارة شؤون الأمن في الجنوب والمشاركة الشعبية في الاتفاق وإطلاق الحريات العامة، وكان ضمن الذين طرحوا تلك الآراء الدكتور جون قرنق الذي قاد التمرد الثاني مكونا الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان بعد أن أرسله قادة الجيش في الخرطوم للتعامل مع تمرد نشب في حامية في الجنوب.
ضاق النميري ذرعا بالاعتراضات العديدة من القيادات الجنوبية على الممارسات التي تحدث في الجنوب والفساد الذي استشرى، ومحاولات القيادات الجنوبية أن يكون لها دور رئيسي في الحكم، إضافة إلى عوامل جديدة أخرى، فأخذ في تفكيك اتفاقية أديس أبابا بقراره تقسيم الجنوب ولايات الجنوب، إزاء ذلك بدأت بعض القوات التي كانت سابقا ضمن الأنانيا في التسلل والعودة إلى الغابة، ثم انتسبت الأعداد الملتحقة بالتنظيم الذي برز للوجود باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان، وكان ذلك مأتم اتفاقية أديس أبابا.
وسرعان ما اتسع التمرد بعدما أعلن النميري عام 1983 ما أسماها الشريعة الإسلامية ووصفها المراقبون بقوانين سبتمبر الذي طبق بموجبها الحدود الإسلامية تطبيقا اتسم بالعنف والتعسف أدى لقطع الأيادي ومعظم الذين تعرضوا لذلك المصير كانوا من الجنوب بتهمة السرقة في ظروف اقتصادية سيئة وفقر مدقع ومجاعة.
بعد هذا التاريخ حدث تطور نوعي في الحركة الجنوبية حيث ضمت لأول مرة شماليين على رأسهم الدكتور منصور خالد وزير خارجية النميري الذي صار مستشارا سياسيا للدكتور جون قرنق قائد الجيش الشعبي لتحرير السوادن، وياسر عرمان الذي أصبح ناطقا رسميا للحركة، وعددا من القادة والكوادر. كما تطورت قدرات الحركة واستوعبت عونا دوليا وإقليميا مكنها من التمدد عسكريا في مساحات واسعة في الجنوب و نعرض لكم هنا دور السودانيين الجنوبيين لانهم جزءا من الدولة السودانيه وكان وقتها لهم دور مشرف ضد المستعمر الداخلي ونضال شرس في تشكيل دولة المواطنه إلا عن النخب الإسلام عروبية الطائفية وقفت سدا منيعا لقيام دولة المواطنه .
الحكم الانتقالي (85-1986)
بعد سقوط نظام النميري تحت ضغط الحركة النقابية والإضراب السياسي العام في ما عرف بانتفاضة أبريل/ نيسان 1985 تكون مجلس عسكري عال بقيادة الفريق عبد الرحمن سوار الذهب تولى أعمال السيادة ومجلس وزراء ضم ممثلي النقابات ترأسه الدكتور الجزولي دفع الله، كان من مهام هذا النظام أن يجري انتخابات عامة في نهاية مدته المحددة بعام واحد.
الفريق عبد الرحمن سوار الذهب
وجه الدكتور الجزولي دفع الله نداء للحركة الشعبية، وكذلك فصلت القوى السياسية في الشمال غير أن الحركة اتهمت حكومة سوار الذهب-الجزولي (مايو الثانية)، وبالتقاعس في إلغاء قوانين سبتمبر، بل وتنكرها لميثاق الانتفاضة الداعي لإيقاف الحرب وحل مشكلة الجنوب سلميا، فضلا عن أن الحركة صارت تدعو لتشكيل سودان جديد ديمقراطي وخفت فيها صوت الانفصاليين، وأكدت الحركة أن المشكلة صارت مشكلة السودان وليست الجنوب فقط، لذا نادت بانعقاد مؤتمر قومي دستوري لمناقشة القضايا الأساسية.
إزاء تلكؤ حكومة الانتقال، بادر النقابيون في التجمع الوطني الديمقراطي بالاتصال بالحركة الشعبية، وتوجت تلك الاتصالات بلقاء كوكادام الذي شاركت فيه التنظيمات النقابية والأحزاب السياسية ما عدا الحزب الاتحادي الديمقراطي إلى جانب ممثلي الحركة الشعبية، وقد انتهى اجتماع كوكادام بإعلان الاتفاق على عقد مؤتمر دستوري في سبتمبر/ 1986م وتكوين حكومة وحدة وطنية من الأحزاب والنقابات والحركة الشعبية، وإلغاء قوانين سبتمبر، في حين رفض الصادق المهدي إعلان كوكادام الذي وقع عليه ممثلو حزبه.
النظام الديمقراطي الثالث- الصادق المهدي (86-1989)
إثر الانتخابات التي جرت بعد نهاية الفترة الانتقالية بعد سقوط نظام النميري شكل الصادق المهدي خمس حكومات في الفترة ما بين أبريل/ 1986 وأبريل/ 1989م كانت جميعها باستثناء الأخيرة (حكومة الوحدة الوطنية) غارقة في المشاكل والخلافات وعجزت عن اكتشاف الطريق الذي يفضي إلى إنهاء الحرب.
في هذه الظروف بادر زعيم الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني بعقد اتفاق سلام مع الحركة الشعبية بقيادة دكتور جون قرنق، غير أن رئيس الوزراء الصادق المهدي رفض الاعتراف بذلك الاتفاق ووضع العراقيل أمام تنفيذه ، ما أدى لاتساع رقعة الحرب.
إزاء هذا الوضع بدأ تململ داخل الجيش الذي دعت قيادته العامة إلى اجتماع عاجل لكل القادة العسكريين انتهى برفع ما عرف (مذكرة الجيش) إلى رئيس الوزراء الصادق المهدي حملته فيها مسؤولية ما يحدث، كانت نتيجة تلك المذكرة أن كون المهدي حكومته الخامسة والأخيرة التي عرفت بحكومة الوحدة الوطنية التي أقصيت منها الجبهة الإسلامية وأعلنت موافقتها على اتفاقية الميرغني-قرنق للسلام، ما أدى لأن تعلن الحركة الشعبية وقف إطلاق النار لتمكن الحكومة الجديدة من تنفيذ برنامجها وبينما كل السودان يترقب اجتماع مجلس الوزراء يوم 30 يونيو/ حزيران 1989م المقرر فيه إلغاء قوانين سبتمبر، إذا بالجبهة الإسلامية وجناحها العسكري في الجيش تنفذ انقلابها العسكري الذي عرف بثورة الإنقاذ الوطني هنا تسليم السلطة للعسكر ليأخذ استراحتة مجددا وتدريب خلفاء جدد (عملية تسليم وتسلم) .
الحكم العسكري الثالث -عمر البشير /حسن الترابي (1989)
بمجيء هذه الحكومة طرأت على مشكلة الوطن الذي يختصرها البعض في مشكلة الجنوب ثلاثة مستجدات:
لأول مرة تتحول الحرب من كونها حرب إقليمية ذات أبعاد عنصرية إلى حرب دينية مقدسة، أصبح بموجبها الدين عاملا رئيسيا وسببا معتبرا للحرب واستمرارها.
تدويل القضية على مستوى إقليمي بعدد من المبادرات وعلى مستوى دولي وقفت على رأسه الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية والأفريقية (مجموعة الإيغاد).
استخدام الحكومة لسياسة (فرق تسد) حيث بدأت بعقد اتفاقات مع تيارات جنوبية ما أدى إلى تجلي الصراع الجنوبي- الجنوبي في أوضح صوره، وظهرت مليشيات جنوبية مسلحة مدعومة من الحكومة قامت بعمليات في الجنوب ضد الحركة الشعبية، وفي ذات الإطار عملت على حدوث انقسامات في الحركة الشعبية نفسها، وذلك بإغراء بعض القيادات فيها باتفاقيات سلام هذا مشهد قديم و الآن اليكم مشاهد جديدة وانتم ترونه بعيونكم المعارضة المسلحة السودانية التي تنطلق من جنوب كردفان و النيل الازرق او دارفور كم عددهم الآن في الخرطوم بعد ما اغراهم نظام البشير ببعض المال والمناصب الهامشية في جهودهم لشق صف الثورة و إغماده و إطالة عمدهم حتي يتمكن الجدد عندما يذهبو هؤلاء دون ارادتكم تأكدوا انها لعبة جديدة .
العزل السياسي:
وهنا اعني منع ومقاطعة كل الأحزاب السياسية و الدينية والأشخاص الذين لعبو ادوار سياسية في السابق وجاء دورهم سالبا متنافي مع مصالح الشعب السوداني والآن جاءو في شكل أشخاص او تنظيمات لان هؤلاء سيكون لهم ادوار سلبية كما فعلوه في السابق كما عن وجوهم تثير اشمئزار واستفزازا للشعب و أيضا سيكونو إعاقة لعملية التحول الديمقراطي في السودان.
نداء
يأيها الشعب السوداني مالكم ماذا تنتظرون قاومو تحررو انعو بأنفسكم من دهاليز القهر و من المستبدين الجديد و القدامي ما هم إلا وسائل لذلكم وإهانتكم بطرق متجدد و تبادل في الأدوار.
ولا تنسو عن هناك متدربين جدد برعاية عمر البشير نفسه داخل القصر الجمهوري ثورو قبل عن ياتي دورهم والا ستورثو ذلكم و هوانكم لأجيالكم القادمة.
[email protected]