محمد بشير ابونمو
abunommo@yahoo.com
أعاد والى شرق دار فور العميد أمن / انس عمر الى الاذهان التصريحات الغريبة التى ابت ان تنمحى حتى الان من ذاكرة السودانين ، للقيادى فى المؤتمر الوطنى الدكتور كمال عبيد إبان انفصال جنوب السودان وبوصفه وزيرا للصحة انذاك ، انهم كحكومة سوف لن يقدموا
” حقنة ” بعد اليوم لاى مواطن جنوبي ، ذلك التصريح الذى كان صادما للمراقبين والسودانيين على حد سواء . أعاد والى شرق دار تلك الذكرى الاليمة ولكن بشكل أفظع هذه المرة اصاب كل من شاهد الفيديو الذى كان يتحدث فيه بالذهول والصدمة . الرجل يتحدث امام جمهرة من مواطنى الولاية باحدى القرى ومحاط بمجموعة من مليشيا الدعم السريع ، فيما يبدو انه مخاطبة من الوالى لرفع معنويات المليشيا بعد الصدامات العنيفة التى تمت اخيرا بين هذه المليشيا وقوات الحركات المسلحة والتى شهدتها كل من ولايتى شرق وشمال دارفور . الوالى القيادى فى جهازى الامن وحزب لمؤتمر الوطنى والمنفذ للمشروع الحضارى ” الإسلامى ” فى ولايته ، قد خاطب المواطنين والمليشيا قائلا ضمن ما قاله :
الذخيرة ما هينة يا جماعة ….. الذخيرة من عرق الشعب السودانى …… الذخيرة غالية ما تخسروا فى زول طلقة …… الطلقة أغلى منه ، الطلقة ب ٧ جنيه يا جماعة ……… ما تخسروا فى متمرد طلقة ، الطلقة أغلى منه جيبوه حى ……. القتلى ما تدفنوهم خلوهم للصقور والوحوش ………… الخ
مع ملاحظة ان كل هذا يتم باسم الاسلام ، بدليل ان المليشيا التى يخاطبهم كانوا يكبرون ويهللون لخطابه !!
ولكن دعونا نفك بعض طلاسم خطاب الوالى أنس عمر . هو يتحدث عن فئتين من المتمردين ، فئة القتلى وهذا امرهم بسيط وتوجيهاته تجاههم واضحة ، الا يتم دفنهم ويُتركون غذاءً للصقور والوحوش ، اما الفئة التى طلب إحضارهم احياء فهم الاسرى ، ولكنه كشف عن قبحه وإجرامه ونيته المبيتة تجاه الاسرى ، فهو لم يطلب إحضارهم احياء لمعاملتهم كأسرى وفق تعاليم الدين الحنيف او وفق قوانين جنيف الخاصة بالأسرى ، هو فقط أجّل قتلهم لوقت لاحق لإيجاد وسيلة ” رخيصة” لقتلهم حيث الذخيرة ” الطلقة تكلفتها اعلى من ثمن المتمرد وبالتالى خسارة لإطلاق طلقة تسوى ٧ جنيهات مقابل إزهاق روح أسير يشاركه الدين والوطن ، فقط فرقتهم السياسة ، احدهم يطالب بالعدالة والمساواة فى الحقوق والواحبات فى البلد المشترك ، والآخر يدعى انه يملك تفويض ربانى يفعل ما يشاء برفقاء الوطن من غير جماعته ..، قتلهم بالوسيلة التى يروها مناسبة وترك قتلى خصومهم فى العراء لعتاق الطير والسباع ، اًى وطن هذا ، واى دين يجمعنا بهولاء ؟!
محمد بشير ابونمو
الخميس ٢٥ مايو ٢٠١٧