ثورة البربرية والشر والتوحش والعنصرية والهمجية والجرائم الوحشية
إنها ثورة الشر والمكر الخبيث بل ومستنقع البربرية والتوحش 1881م وحتى الأن
بقلم حمانيد الكرتى
يناير 2021م
مقدمة الكاتب حمانيد الكرتى:
للتو أكملت قرأه كتابين عن تاريخ السودان الحديث والذي يمتد من العام 1820م وحتى العام 1955م وما بعدها والتي شهد فيها السودان كل أنواع الظلم فضلا عن الجرائم الوحشية باسم الدين مرات عديدة وباسم القومية العربية العنصرية عدة مرات، غير أن الضحايا هم قبائل عرقية بعينها- حيث الظلم الاجتماعيوالاقتصادي والسياسي والثقافي.
لقد تعلمت من خلال اطلاعي على تاريخ السودان , أن الثورة المهدية لم تقدم شيء للسودان سوى التخلف وتأصيل العنصرية – إنها بوتقة تحمل في طياتها كل أنواع الشر والإجرام والعبودية باسم الدين- إن أكثر من 97 في المائة من حملة الأباريق الذين يؤمنون بالمهدية هم من الجهلاء الذين لا يدرون ولا يعلمون لذا فهم في العبودية متأسلمون ومسلمون- أولئك الذين غرقوا في أحضان العبودية الحديثة وتعودوا بأن يأكلوا من بقايا أسيادهم ويرفضون التحرر من الذل الهوان- هم كالفئران التي تتلصص للأكل من بقايا الطعام الذي يسقط من الموائد في المطابخ.
يا أيها الناس إننا لا ننطق إلا بالحق وبالحق ننطق- إن الثورة المهدية تعمل ضد المساواة والإخاء والحرية – إنها ثورة العبودية والتفرقة العنصرية – إن الثورة المهدية هي رمز ومستنقع البربرية والتوحش – إن عبقريتنا هي التي كشفت المستور باسم الدين.
لم أتوقف كثيرا عند الأحداث التي وقعت في القرن التاسع عشر والأوضاع التي كانت تمر بها كل من مصر والسودان والعالم الإفريقي بصورة عامة، غير أنى كنت مهتم بالخلفية التاريخية لمصطلح اسم السودان والذي حتما سوف نتطرق له في الأسطر القادمة.
كما أنى لم أهتم كثيرا بمجريات الحكم التركي المصري ضد السودان 1820م -1885م, فضلا عن المقاومة السودانية أو مقاومة القبائل السودانية متفرقة ضد الغزو التركي المصري, غير أنى تمعنت كثيرا والنظر عن أسباب وكيف نشأت الثورة المهدية 1881-1885م , أسبابها وتناقضاتها وإدخال نصوص جديدة في الدين الإسلامي غير أن كثير من الناس كان وما يزال يؤمن بها ويقاتل من أجلها وفى سبيلها بل أن الآلاف من الناس من غرب السودان ما توا في سبيلها زعما منهم أن ذلك سوف يدخلهم الجنات التي وعدهم بها المهدى المنتظر والذى هو في حقيقة الأمر إلا أفكار بشرية في غاية التخلف والرجعية.
الثورة المهدية من معركة أبا إلى مجتمع قدير وموقف الثورة المهدية من الحكم التركي المصريوالتغول الإمبريالي البريطاني وأخير الأسباب المنطقية التي أدت إلى سقوط الثورة المهدية فيالحضيض- سوف نقوم بتلخيص كل ذلك فيالسطور القادمة وذلك على هذا النحو:
1- كيف نشأة اسم السودان وما هي المعاني التي يحملها مصطلح السودان ومن الذي قام بإطلاقها: إننا نعتقد اعتقادا جازما أن مصطلح السودان هو مصطلح جغرافيعنصري عرقي. يقول التاريخ أن المسلمون الذين قدموا إلى تلكم الديار أطلقوا عليها أسم أرض السود، لأن القاطنين فيتلكم الديار وجوههم سود أي سود البشرة واسم السودان هو جمع سود. ومن الجدير بالذكر أن اسم السودان كان يمتد جغرافيا ليشمل مناطق عدة في القرن الإفريقي وشرق القارة الإفريقية.
2- إن بلاد السود أو السودان في العصر الحديث أيعندما قدم الاحتلال المصري التركي، كان يتكون من عدة مجموعات: أولا: مملكة الفونج- ثانيا: مملكة كردفان. ثالثا: قبائل الشرق. رابعا: القبائل الزنجية في أقصى جنوب السودان والتي تسمى دولة جنوب السودان منذ العام 2011م. خامسا: مملكة الفور في غرب السودان والذي كان يمتد إلى دولة تشاد وأفريقيا الوسطى.
3- السودان الحديث: إن مصلح السودان الحديث نعنى به الأحداث التي وقعت من القرن التاسع عشر وحتى العام 1955م , فضلا عن الأحداث الجسام التي تلت الاستقلال– حيث تكالبت فئة مارقة على موارد البلاد فسرقت وتسلطت على السواد الأعظم من الشعب , فضلا عن الصراعات المسلحة التي عصفت بمناطق الهامش وادى إلى انفصال جنوب السودان فضلا عن ملايين المشردين والقتلى في جنوب السودان وجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور , إن حزب الأمة والإسلاميين وغير ذلك من الأحزاب العنصرية القذرة يتحملون المسئولية الكبرى- للأسف إنهم يدخلون القبور فرادى وجماعات في ظل صراخ الضحايا من أجل العدالة – هلك الصادق الكاذب وكلتا يداه ملطختان بدماء الأبرياء في أحداث مذبحة الضعين والجبلين وجبال النوبة- المتهم عمر البشير , يتجه نحو الموت بخطى مترهلة إلا أنه يموت , غير أنه نصف ميت الأن. إننا هنا نتحدث عن التغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية في السودان الحديث وذلك ابتداء من القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا فضلا عن تنبؤات المستقبل من خلال قراءة الحاضر قراءة متأنية.
4- يقول الدكتور محمد سعيد القدال في كتابه تاريخ السودان الحديث ” إن الحاضر يخرج من رحم الماضي خروجا قد تطول فترة مخاضه، والعلاقة بين الماضي والحاضر علاقة جدلية –إنها علاقة الزمن الاتي بوحدته التاريخية مع الزمن المتحول فيمجرى الحاضر”.
5- إن القرن التاسع عشر شهدة أحداث عظيمة في المنطقة، حيث الغزو الأجنبي ضد السودان، انتشار الأنظمة الرأسمالية- نابليون يقوم بغزو مصر 1797م- الاحتلال الإنجليزي ضد مصر – محمد على يحكم مصر وهروب المماليك إلى الجنوب- انهزام فرنسا في مصر في العام 1801م – ظهور شخصية رفاعة الطهطاوي – ضرب محمد على للمماليك في القلعة 1811م.
6- السودان يتعرض للغزو التركي المصري وذلك من أجل نهب ثرواته والحصول على الرقيق – الذهب – الثروة الحيوانية –الصمغ – المواد المعدنية – وغير ذلك من الثروات التي تذخر بها بلاد السود.
7- إن الغزو المصري التركي كان في عدة مراحل وذلك على هذا النحو: المرحلة الأولى غزو كردفان وسنار 1820م -1822م، حيث قام المحتل باحتلالكل من كردفان ودنقلا ومملكة سنار – والجميع يعلم بمعركة كورتي وجبل ضايقه – وبعدها قام المحتل باحتلال كردفان.المرحلة الثانية: التوسع في مناطق الحدود، واحتلالالقلابات والتاكا في شرق السودان والعمل على ضم سواكن.المرحلة الثالثة من الاستعمار هو ضم مناطق بحر الغزال ودارفور. المرحلة الرابعة: هو الانتشار في خط الاستواءوبداية رحلة بيكر الاستكشافية في جنوب السودان، فضلا عن التوسع في ساحل البحر الأحمر.
8- ليس هناك معنى للتطرق إلى النظام الإداري والسياسة الاقتصادية والاجتماعية في عهد الاستعمار المصري التركيضد السودان والذي يكمن في نهب ثروات السودان. ومن أراد أن يوسع من معارفه عليه الاطلاع على تلكم الموضوعات فيالأبحاث الخاصة بتاريخ السودان وشرق القارة الإفريقية.
9- الثورة المهدية ثورة الضلال والنظريات ذات الطابع الإجرامي الخبيث– أليس كذلك – دعونا نشرح لكم بالأدلة القاطعة
10- لقد اطلعت على على تاريخ السودان الحديث وذلك منذ العام 1820م وحتى العام 1955م أي قبل الاستقلال الكاذب بعام واحد- إنه عام الاستقلال من الاستعمار الأجنبي والدخول فيدوامة التفرقة العنصرية والعبودية والقتل الجماعي الممنهج على أيدي أباطرة الظلم والعنجهية والتي يقودها قادة الأحزاب التقليدية والتي هي في طريقها إلى الاندثار والزوال والى الأبد. مات الصادق المهدى الجبان، ولم يبك عليه سوى العبيد وحملة الأباريق فإلى الجحيم واللظى، لقد مات وكلتا يداه ملطختان بدماء الأبرياء من ضحايا مذبحة الضعين والجبلين وجبال النوبة.
11- لقد تعلمت أن الثورة المهدية كانت عبارة عن هرطقات، بل أن المهدية ما هي إلا بوتقة تحمل في طياتها كل أنواع الإجرام والشر والشيطنة. ومن الجدير بالذكر أن الذين يمجدون المهدية ما هم إلا ثلة من الجهال والذين لا يرغبون في التحرر من العبودية، بل هم فرحين بالارتماء في أحضان العبودية والأكل من بقايا أسيادهم، وذلك مثل الفئران التي تتلصص إلى المطابخ لكي تحصل ما وقع في التراب من الطعام خوفا ورهبانية من أسيادهم.
12- لم أتوقف كثيرا عند الأحداث التي وقعت في القرن التاسع عشر والأوضاع في مصر والسودان وخريطة السودان الجغرافية وتعريف اسم السودان من الناحية العرقية والعنصرية. كما أنى لم أهتم كثيرا بالحكم المصريالتركى1820م وحتى العام 1885م، فضلا عن مقاومة القبائل السودانية للاستعمار الأجنبي بكل ألوانه وأشكاله ومسمياتهالمختلفة.
13- إلا أنى تمعنت النظر والتفكير كثيرا في الثورة المهدية 1881م – 1885م- أسبابها – تناقضاتها الاجتماعية والسياسية – فضلا عن ماهية الثورة المهدية وماهية فكرة المهدى المنتظر، كل تلكم الأفكار نسردها بشيء من الإجمال فيالسطور التالية.
14- الثورة المهدية من معركة أبا إلى مجتمع قدير وموقف الثورة المهدية من الحكم التركيالمصري– موقف الثورة المهدية من الاستعمارالبريطاني المصري– أسباب فشل الثورة المهدية وغير ذلك من الأمور ذات الأهمية.
15- أولا: ماهية مصطلح السودان ومن الذي أطلق هذا المصطلح لأول مرة: مصطلح السودان هو مشتق من الكلمة السود وهو مفرد للجمع السودان. إن هذا الاسم أيالسودان هو مصطلح جغرافي عنصري وعرقي في المقام الأول. يقول التاريخ أن أول من ابتدع هذا الاسم هم المسلمون الذين جاؤوا إلى إفريقيا وتلكم الديار الذي يقطنها شعوب سود الوجوه والأجسام، لذا أطقوا عليها مصطلح السود أو السودان على صيغة الجمع.
16- ثانيا: كيف كان يتألف مجتمع السودان الحالي في القرون الفائتة: إن المجتمع السودانيالحالي كان يتكون من عدة مماليك: 1- مملكة الفونج- 2- مملكة كردفان -3- القبائل الزنجية في الجنوب، دولة جنوب السودان في الوقت الحالى4- مملكة الفور في غرب السودان- 5- قبائل البجة في شرق السودان.
17- ثالثا: السودان الحديث: وعندما نقول السودان الحديث، نتحدث عن أو المقصود هنا التطورات المتتالية التيحدثت عبر الحقب والأزمان المتتالية، حيث الأجيال التي تعقب الأخرى، كما أننا نقصد أيضا التطورات الاقتصاديةوالاجتماعية والسياسية. ماذا حدث في تلكم البقعة الجغرافية التي تسمى السودان منذ القرن التاسع عشر وحتى وقتنا الحالي 2021م. يقول الدكتور محمد سعيد القدال ” إن الحاضر خرج من رحم الماضي خروجا قد تطول فترة مخاضه، والعلاقة ما بين الحاضر والماضي هي علاقة جدلية،إنها علاقة الزمن الاتي بوحدته التاريخية مع الزمن المتحول مع مجرى الزمن المتحول في مجرى الحاضر”.
18- رابعا: كيف كانت مقاومة القبائل السودانية للوافد والمستعمر الأجنبي– أولا: الحكم التركيالمصري: بإيجاز غير مخل يمكننا القول، أن مقاومة القبائل السودانية ضد المستعمر أخذت الأشكال والأنماط الأتية:
19- مقاومة الجلابة – تمرد الجنود الجهادية – مقاومة القبائل كل على حدة، فضلا عن المقاومة السلبية وذلك من خلال الرفض الشعبي.
20- الثورة المهدية- ثورة فاشلة بكل المقاييس- إنها ثورة ترمز للتوحش والاستبداد وتأصيل العبودية
21- الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي كانت سائدة بل وكانت أهم الأسباب في قيام الثورة المهدية، حيث استغل المحتال محمد أحمد المهدى تلكم الظروف وأعلن للناس في السودان بأنه المهدى المنتظر ورفع راية الجهاد وذلك من أجل دغدغة شعور المجتمع السوداني والإفريقي الجاهل. إن التفافالجماهير الجاهلة حول الثورة المهدية كان نسبة للظلم والوعيبالظلم الذي وقع على المجتمع السوداني من خلال ممارسات الحكم التركي المصري البغيض، إذا فلابدّ للالتفاف حول أية شيء ينقذهم من معمعة الظلم الأجنبي. إن وقوع الظلم في حد ذاته ليس كافيا لإحداث الثورات في جميع الأوقات بل لا بدّ للشعب أن يعي بالظلم والوعي بالظلم يعنى الإحساس بوطأته وبأسبابه. إن الوعي بالظلم يجب أن ينتشر بين جميع فئات المجتمع حتى يتم إحداث ثورة توحيدية وعامة ذات أهداف مشتركة.
22- أفكار الثورة المهدية وتناقضاتها مع التراث الإسلامي: لقد مارس الكذب قائد الثورة المهدية على العالم الإسلامي وصدقه المجتمع الجاهل، وذلك من خلال ادعائهالكاذب بأن المهدى المنتظر. إن الثورة المهدية حملت أفكار كاذبة وتناقضه كغيرها من الحركات الإسلامية الأخرى وذلك مثل الطرق الصوفية المختلفة فضلا عن الحركات الوهابية بجميع مسمياتهم فضلا عن الشيعة وباختلاف أفكارهم الرجعية فضلا عن أفكار الدولة العباسية والتي قامت بتأليف الدين الإسلامي بعد وفاة محمد عبد الله بمائتين عاما، ما يقوم به المسلمون اليوم من عبادات وخزعبلات هو من تأليف الدولة العباسية.
23- إن محمد أحمد المهدى كان يدعوا الى العنف والإرهاب ونشر الفوضى. قام الشيطان المهدى بتأليف بعض الأحاديث ونسبها إلى جده محمد عبد الله رسول المسلمين حتى يصدقه المجتمع الرعوي الجاهل في السودان وأطرافه، ومن تلكم الأحاديث ” سيأتي أخر الزمان رجل من أهل بيتي يوازى اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبى، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وهو يشبه الرسول فيالخلق، وأنه سيظهر في جبل ماسه بالمغرب فيرأس القرن الهجري وظهوره من أشراط الساعة. ثم أردف في الكذب قائلا: ” إنه يقسم المال بالسوية ويعدل في الرعية ويأتي إليه المحتاج فيحثى له في ثوبه ما أستطاع أن يحمله يمشى النصر بين يديه ويعين على نوائب الدهر ويبيد الظلم وأهله ويظهر من الدين ما هو الدين عليه فينفسه مال لو كان الرسول حيا ليحكم به, ويرفع المذاهب فلا يبقى إلا الدين الخالص, وهو صاحب سيف وحق وسياسة يبايعه العارفون بالله من أهل الحقائق عن شهود وكشف وتعريف إلهى, له رجال إلهيون وأعدائه مقلدة علماء الدين , الذين يطيعونه كرها وخوفا من سيفه ولولا السيف بيده لأفتوا بقتله وهو حجة الله في أهل زمانه وهو درجة الأنبياء”.
24- إن الإمام الحادي عشر للشيعة – الحسن العسكري،إدعى أنه المهدى المنتظر، حيث ثم إخفاءه قتلا. فقام أتباعه بنشر بعض الخزعبلات المغلوطة قالوا فيها ” إن الحسن العسكري اختفى في غيبة كبرى ليظهر يوما،فيملأ الأرض عدلا ونورا بعد أن ملئت جورا وظلما وستنظرون قدومه“ فعرفوا منذ ذلك الوقت بالشيعة الإثنى عشر. وللأسف أن هناك من يصدق تلكم الأكاذيب.
25- إن الدين الإسلامي لم يعد الدين الذي جاء به محمد عبد الله، بل والحق أقول، أن الدين الإسلامي بدأ تحريفه بمجرد تسميم محمد عبدا لله على يد عائشة أبوبكر وبعض المتآمرين،عندما كان محمد مريضا، حيث تم وضع السم في فمه ومات. نعم لقد تم إضافة أيات للقران وحذفت الكثير منها وألفت الآلافالأحاديث التي نسبت الى محمد عبدا لله.
26- إن التحريف الكبير للإسلام وقع في عصر الدولة الأموية والعباسية والفاطمية والعثمانية ولايزال الدين يحرف كل عام.
27- إن نظرية الثورة المهدية لهى أكبر أكذوبة وذلك من أجل تضليل الناس، حتى أن عبد الله التعايشي الذي ينحدر من قبيلة التعايش، إدعى أنه المهدى المنتظر بعد أن هلك قائده الفاشل. فضلا عن ذلك فإن الشيخ أحمد الطيب البشير مؤسس الطريقة السمانية قال قولته المشهورة ” إن زوال ملك الأتراك مقرون بظهور المهدى، وأنه سيكون فيطريقتهم، وقال إن الله قد اطلعه في عزّ النهار بأن هو المهدى المنتظر حتى أنه كان يشاهد أو ينظر إلى جلالته”
28- إن كثير من الجهلاء الذين لا يفقهون بل يتبعون الأخرون، بل أن الكثير إلى يومنا هذا يؤمن بنظرية المهدى المنتظر، حيث يحكى أن رجلا في كردفان كان يخرج في العراء ليستنشق الهواء الطلق، وعند سؤاله عن سلوكه الغريب، أجابهم قائلا ” إنه يستنشق رائحة المهدى القادم”
29- إن محمد أحمد المهدى هو رجل منافق وكاذب وخبيث ومخادع باسم الدين- ولد في جزيرة لبب أو الأشراف في العام 1844م- قال عنه الشيخ محمد شريف ” الدنقلاوى شيطان مجلد بجلد إنسان”
30- الثورة المهدية من معركة أبا إلى مجتمع قدير:أعلن الكاذب والمخادع محمد أحمد المهدى الخبيث، أنه المهدى المنتظر ومع وفاة الشيخ القرشي عام 1880م، أصبح العنصريمحمد أحمد المهدى، هو القائد بلا منازع، حيث أخذ عامة الجهلاء في السودان يبايعونه من غير سؤال عن ماهية الرجل المخادع، حيث الجهلاء يتباركون به، إنهم جهلاء حملة الأباريق والعبيد، إنه الجهل المقيت.
31- ومن الجدير بالذكر، أن عبد الله التعايشي والذي ينحدر من جنوب دارفور – قبيلة التعايشة العريقة، كان من أقوى قادة المهدية ولكنه واجه عنصرية لم يسبق له مثيل، حيث عانى من قذارة وخبث العنصرية ومكر العنت وذلك عندما كان يخترق منطقة الجزيرة بسحنته ولغته الغريبتين غير المألوفة عند سكان الجزيرة.
32- قال الخبيث محمد أحمد المهدى ” إن له كرامات إلى درجة قد تمكنه من إحياء الموتى، ومعالجة المرضى وشق القبور والتجول في البحار والمحيطات من غير أن يبتل ملابسه الرثة” وللأسف أن كثيرا من الناس كانوا وما يزالون يصدقون تلكم الخزعبلات الخبيثة، إنها الأكاذيب. وهذا بالطبع يرجع إلى ضعف الموروث الديني لدى شعب السودان وحتى الأن من يصدق أكاذيب المهدى.
33- قال الكاذب محمد أحمد المهدى ” إنه كان ينظر إلى الرسول محمد عبدا لله، ليس فقط في المنام ولكن في صحوه نعم في الصحو أيضا، وفى الحضرة التي شاهدها محمد أحمد المهدى ” أن الرسول محمد عبدا لله، بلغه بأنه المهدى المنتظر وعليه أن ينهض بهذا الأمر”
34- خرج محمد أحمد المهدى مع جماعته الجاهلة، يقصدون مدينة الأبيض التي تقع في ولاية شمال دارفور، حسب التقسيم الجغرافي 2020م، حيث كانوا يلبسون ثياب رثه – أي رثة الثياب، ثياب الدراويش والتقوى وما علاقة الأوساخ والملابس الرثة بالتقوى والإيمان، إنه دليل على اختلال في عقولهم غير المنسجمة مع أجسادهم. فضلا عن ذلك فإنهم كانوا يحملون المسابح والأباريق المصنوعة من الفخار والعكاز. ومن الأبيض في شمال كردفان، انتقل وفد المهدى إلى تقلى الواقعة فيجبال النوبة ولاية جنوب كردفان، حيث رحب بهم ادم أم دبالوا،ملك جبال تقلى.
35- في شهر يونيوا من العام 1881م، أشهر الخبيث محمد أحمد المهدى دعوته الفاجرة، ومن ثم بدأ يراسل القبائل المجاورة بنص الرسالة التالية ” إنه العبد الفقير الى الله محمد أحمد المهدى، وأكد لهم في نص رسالته أن طاعته واجبة على كل مسلم أن الرسول محمد عبدا لله طلب منه بمكاتبة القبائل المسلمة فيالسودان ودعوتهم للهجرة تيمنا بهجرة الرسول محمد عبدا لله، إلى أن الهجرة التي كان يقصدها محمد أحمد المهدى هي الهجرة من جميع مناطق السودان إلى الجزية أبا”. ومن الجدير بالذكر أن خطة محمد أحمد المهدى هو جمع أكبر عدد من الناس لكي يحموه، حيث أطلق عليهم مصطلح الأنصار تيمنا بأنصار الرسول محمد عبد الله، ومن الجزيرة أبا ينتهيبهم الهجرة نحو جبال تقلى بجبال النوبة في جنوب كردفان.
36- انتصار المهدى في معركة الجزيرة أبا – 12-8-1881م: ومن الجدير بالذكر أن هناك عدة معارك وقعت في قدير فيجبال النوبة، وقبل ذلك بدأ محمد أحمد المهدى بالدعوة إلى نبذ الدنيا الفانية، حيث وصفها بالدنيا الفانية ومرات عديدة بالدنيا العارية، وفى الغريب في الأمر أن المهدى كان يعارض جميع الطرق الصوفية، وفى ذات المرات قال ” إن الصوفية فيها الذل والانكسار وقلة الطعام والشراب وزيارة الأولياء، وأن المهدية فيها الحرب والحزم والتوكل والاعتماد…الخ.
37- قال محمد أحمد المهدى ” فلمهديتي دلائل من الله …الخ. كان المهدى يشن هجوما لاسعا ولاذعا ضد العلماء قائلا ” يا علماء السوء تصومون وتصلون وتتصدقون وتدرسون ما لا تفقهون…الخ.
38- الثورة المهدية وموقفها من الحكم التركيالمصري: مع بداية الحكم التركي المصري، فإن أفكار المهدية الرجعية كانت قد انتشرت في مناطق عدة في السودان وهذا بالطبع يشمل دارفور وكردفان الكبرى.
39- بينما كانت الثورة المهدية تنتشر في أجزاء واسعة من السودان وصل عبد القادر حلمى إلى السودان وقرره مواجهة الثورة المهدية عسكريا وإعلاميا وفكريا. قام بتحريض مجموعة من العلماء للكتابة ضد أفكار الثورة المهدية وتكذيب جميع ادعاءاتهالضالة. ومن هذا المنطلق قام الشيخ محمد شريف نور، بتنظيم بعض القصائد الشعرية والتي ينتقد فيها المهدى، ومن تلكم القصائد ما معناه ” إن دعوة المهدى من فعل الشيطان الأكبر”.
40- سقوط الأبيض واحتلال كردفان في يد أنصار المهدى،والأسباب واضحة للعيان، على سبيل المثال نذكر، ضعف النظام القائم في الخرطوم عسكريا وعجزه للتصدي لجحافل قوات المهدى.
41- الثورة المهدية في مواجهة بريطانيا: الاحتلال البريطاني واجه الثورة المهدية بقوة السلاح الناري في مواجهة الأسلحة البيضاء أو التقليدية وشجاعة الشعب الإفريقي فيالسودان. ومن الجدير بالذكر أن المستعمرة البريطانية، كانت قد أرسلت الكولونيل البريطاني استورت، للتقصي عن أحوال السودان، حيث كتب استورت تقريرا مفصلا عن السودان، حيث عرف التقرير باسم تقرير استورت، وهو عبارة عن كمية من المعلومات عن تاريخ السودان وتضاريس وجغرافية وديمغرافية السودان والتسليح الذي يتمتع به قوات المهدى، فضلا عن الحالة الاقتصادية والاجتماعية للسودان في ذلك الوقت.
42- حملة هكس باشا ومعركة شيكان: وصل هكسباشا الى الخرطوم وبدأ الاستعداد لمواجهة قوات المهدى بالقوة،حيث المعركة المرتقبة مع قوة الضلال والشر الذي يتزعمه المهدى،وفى نفس الوقت كان المهدى أيضا يستعد لتلكم المعركة. تحركت حملة هكس باشا ووصلت إلى مدينة شيكان في كردفان وهيمرهقة متعبة وتعاني نقصا حادا في المؤن والمعدات العسكرية. ومن الجدير بالذكر أن قوات المهدى حققت انتصارا باهرا فيمعركة شيكان لأسباب منطقة لن نسردها هنا.
43- بدأت دائرة انتشار الثورة المهدية تتسع في دارفور وكردفان وشرق السودان بصورة أكبر فضلا عن مناطق بحر الغزال عندما كان جنوب السودان يتبع للسودان جغرافيا ولكن منفصل عنه ثقافيا ووجدانيا.
44- اختيار غردون باشا لقيادة المرحلة القادمة: تفيد المعلومات الموجودة في المراجع التاريخية، أن القائد غردون كان مسيحيا متطرفا. حيث تم محاصرته من قبل قوات المهدى وكان غردون يطلب إنقاذه ولكن بعد فوات الأوان.
45- سقوط الخرطوم وفشل حملة إنقاذ غردون باشا: قامت قوات المهدى بحصار الخرطوم، فشل حملة إنقاذ غردون، حيث وصلت قوات المهدى إلى أطراف الخرطوم فيأكتوبر من العام 1884م، القائد حمدان أبو عنجه قام بمحاصرة حامية أمدرمان. في فجر 26 من شهر يناير من العام 1885م، بدأت قوات المهدى في مهاجمة الخرطوم، حيث قتل غردون ومعه مجموعة من القادة الكبار. هل تسكت بريطانيا؟
46- وفاة محمد أحمد المهدى صاحب الكرامات والادعاءات الكاذبة: توفى في الثاني من والعشرين من شهر يونيوا من العام 1885م. ومن الجدير بالذكر أن المهدى كان قد أصدره عملة قومية للسودان ولكنها لم تنجح. انفجرتالصراعات داخل الثورة المهدى من أجل السلطة السياسية.
47- مجاعة سنة 1888م – 1889م- مجاعة سنة سته، كما يسميها البعض، حيث مات الناس جوعا ومرضا وألما وحسرة. دعا المسلمون لرفع البلاء ولكن لم ولن ينفعهم دعواتهم الخاوية.
48- الخليفة عبد الله التعايشي قائد مرفوضا لأسباب عنصرية قذرة: هزمت قوات عبدا لله التعايشيفي معركة توشكي وضعفت قواته نسبة للخلافات السياسية والعنصرية.
49- التغول الإمبريالي وغزو السودان: في العام 1884م تم عقد مؤتمر برلين، وكان الهدف الأساسي من المؤتمر هو الانقضاض على القارة الإفريقية وسرقة خيراته، الهدف كان واضحا إلا وهو إضفاء الشرعية على سرقة ونهب ثروات إفريقيا والتي مازالت تنهب من قبل الغرب. بدأ التغول الاستعمارالبريطاني في البحر الأحمر والتغول الإيطالي على كسلا والتغول الفرنسي على مناطق أعالي النيل، فضلا عن الغزو الاستعمار البريطاني على السودان وبمراحله المختلفة.
50- الغزو الاستعماري البريطاني للسودان – المرحلة الأولى: فيمارس من العام 1896م، أمر القائد هبريرت كتشنر بالزحف لاحتلال دنقلا، حيث انتهت المرحلة الأولى من غزو السودان دون مقاومة تذكر.
51- الغزو الاستعماري البريطاني – المرحلة الثانية: تم مهاجمة مدينة شندي الواقعة في ولاية نهر النيل،تم الهجوم فيي العام 1898م، قامت قوات الخليفة عبد اللهالتعايشي بمهاجمة الغزاة ولكن هزموا شر هزيمة نسبة لتفوق السلاح الناري، حينها كتب ونستون تشرشل قائلا: ” يا للرجولة الصامدة – كانوا أشجع رجال مشوا على ظهر الأرض – لم يهزموا ولكن حصدتهم ألة الحرب”.
52- التقدم نحو أمدرمان: واصلت قوات كتشنر تقدمها جنوبا، حيث تقدم نحو أمدرمان واحتلها بلا مقاومة تذكر.
53- نبش قبر محمد أحمد المهدى: تشير جميع المراجع إلى أن كتشنر أمر بنبش قبر المهدى، حيث قام بإلقاء عظامه البالية في النيل واحتفظ بالجمجمة، وفى نهاية المطاف قام بالتخلص منها هي الأخرى في حلفا القديمة وذلك عندما وجهت له الملكة فكتوريا انتقادا حادا.
54- الغزو الاستعماري البريطاني للسودان- المرحلة الأخيرة: لم تنته الثورة المهدى بعد موقعة كررى،ولكن قادة الثورة المهدية بدأوا بالهروب، حيث لاذا عثما أبو دقنهبالشرق، والخليفة عبد الله التعايشي اتجه غربا حيث مسقط رأسه. في أم دبيكرات بالقرب من مدينة كوستي والتي تقع فيولاية النيل الأبيض دارت معركة قتل فيها عبدا لله التعايش –وهكذا انتهت الثورة المهدية بعد أن خضعت الملايين في السودان وفى سبيلها قدموا المهج رخيصة في سبيل الضلال والشيطان- أرجوا أن يستفيد الجميع من هذا المختصر المفيد عن تاريخ السودان المشوب.
المراجع:
3- السودان عبر القرون – للأستاذ – مكي شبيكة
4- تاريخ السودان الحديث – للأستاذ – ضرار صالح ضرار
5- المهدية في السودان – للكاتب ب. م. هولت
6- السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية – الجزء الأول – عبد الله حسين
7- تاريخ السودان الحديث 1820م- 1955م- للدكتور – محمد سعيد القدال