المنافسة تنحصر بين البتسوانية بيلونومي فنسون مواتوي، والغيني أجابيتو أمبا موكي، والأوغندي سبيسيوزا وانديرا كازبوي
مع إعلان دلاميني زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، أنها ستغادر منصبها الذي شغلته لمدة 4 سنوات، أثيرت الكثير من التساؤلات حول من سيخلفها في قيادة المفوضية فيما ظهرت تكهنات في اتجاه آخر بتولي “زوما ” قريبا رئاسة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا.
وخلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الممثلين الدائمين للاتحاد الأفريقي، التي عقدت أول من أمس الأحد، بالعاصمة الرواندية، كيغالي، وهي جلسة تحضيرية للقمة الأفريقية الـ27 التي ستبدأ في البلد ذاته بعد أيام، قالت زوما إن تلك القمة ستكون الأخيرة التي تشارك فيها بصفتها رئيسة للمفوضية.
وتأسست مفوضية الاتحاد الأفريقي عام 1963، وتقلدت زوما رئاستها في أكتوبر/ تشرين أول 2012، كأول امرأة تتولى المنصب.
ومن المرتقب أن يتم خلال قمة كيغالي مناقشة قضايا من بينها، انتخاب رئيس جديد للمفوضية خلفا لزوما، فضلا عن انتخاب نائب رئيس المفوضية، ورؤساء المفوضيات الفرعية الثمانية بالاتحاد، حسب جدول لجنة الترشيحات في الاتحاد التي أغلقت باب الترشح في أبريل/ نيسان الماضي.
وبحسب مصادر دبلوماسية تحدثت للأناضول، فإن انتخابات رئاسة المفوضية تشهد تباينات واضحة تهدد بانسحاب بعض الدول الأفريقية التي رفضت تأجيل الانتخابات لقمة يناير/كانون الثاني المقبل.
وكشفت المصادر عن إخفاق المناطق الخمسة (شرق وغرب وشمال وجنوب ووسط أفريقيا)، في تحقيق التوافق بين الدول الأفريقية حول اختيار خليفة “دلاميني زوما”.
المصادر ذاتها أشارت إلى أن دول مجموعة غرب أفريقيا التي تمتلك الأغلبية في الاتحاد الأفريقي طلبت تأجيل الانتخابات لرئيس المفوضية إلى قمة يناير/كانون الثاني.
وأضافت المصادر أن دول شمال وشرق القارة أبدت تأييدها لتأجيل انتخابات رئاسة المفوضية وانتخاب المفوضيات الـ8 للاتحاد الأفريقي، فيما تمسكت دول جنوب ووسط القارة بإجراء الانتخابات على رئاسة المفوضية في موعدها، واصفين محاولة التأجيل بأنها خرق للقوانين المعمول بها لانتخاب رئاسة المفوضية والمفوضيين.
وأشارت المصادر إلى أن لجنة الترشيحات بالاتحاد الأفريقي رفعت 34 شخصية أفريقية للمنافسة، ثلاثة منها على رئاسة المفوضية وواحد لمنصب نائب المفوضية، فيما سيتم انتخاب 8 من بين 30 متنافسا على مفوضيات الاتحاد الأفريقي الثمانية الفرعية.
ووفق المصادر فإن، لجان الترشيحات والانتخابات قررت حصر المرشحين بين ثلاث شخصيات وهم وزيرة خارجية بتسوانا بيلونومي فنسون مواتوي، ووزير خارجية غينيا الاستوائية أجابيتو أمبا موكي، ونائبة الرئيس الأوغندي، سبيسيوزا وانديرا كازبوي.
وتعتبر مفوضيات الاتحاد الأفريقي الثمانية الفرعية، هي المطبخ الفعلي لقرارات القمم الأفريقية، ومن أبرزها مفوضية مجلس السلم والأمن الأفريقي، وهي الأهم، كونها معنية بالصراع وإدارته والتوصل لحلول لمشاكل الصراع في القارة ومكافحة الإرهاب، ويليها في الأهمية، مفوضية الشؤون السياسية وهي المعنية بقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية والحكم الرشيد.
وتأتي لاحقا في الأهمية، مفوضيات من بينها، البنية التحتية والطاقة، الشؤون الاجتماعية، الموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا، التجارة والصناعة والاقتصاد الريفي والزراعة، والشؤون الاقتصادية.
إبراهيم دقش، المتحدث السابق باسم منظمة الوحدة الأفريقية، قال إن زوما، رغم دراستها الطب، إلا أنها جاءت من خلفية سياسية متعددة المهام ، حيث تقلدت عدة مناصب وزارية في بلدها جنوب أفريقيا، ابتداء بوزيرة للصحة، ومرورا بوزيرة للخارجية، وأخيرا وزيرة الداخلية.
ومضى “دقش” قائلا للأناضول، إن “زوما”، مرشحة بعد مغادرتها الاتحاد الأفريقي، لتولى رئاسة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا، واصفا المرأة بالقوية التي مثلت أفريقيا بصورة تليق بالقارة الأفريقية.
وأشار “دقش” إلى أن السنوات الأربعة التي تولت فيها زوما مفوضية الاتحاد الأفريقي، “كانت خير سفير للقارة الأفريقية من خلال الدور الذي لعبته في المحافل الدولية للدفاع عن القارة”.
ولفت دقش إلى أن “تولي زوما لمنصب مفوضية الاتحاد الأفريقي جعلت أجندة القمم الأفريقية تتصدرها قضايا مهمة ذات الصلة بالمرأة؛ حقوق الانسان؛ والطفل حتى أصبحت شعارا لثلاث قمم أفريقية متتالية (قمة جوهانسبيرج؛ أديس أبابا؛ وقمة كيغالي الحالية)”.
وتنعقد القمة في العاصمة الرواندية كيغالي تحت شعار “2016 .. عام حقوق الإنسان مع تركيز خاص على حقوق المرأة”، وانطلقت اجتماعاتها التحضيرية، أول من أمس الأحد، بجلسة عادية لـ”لجنة الممثلين الدائمين لدول الاتحاد الأفريقي”، يليها الأربعاء والخميس القادمين الاجتماع الـ29 العادي لـ”اللجنة التنفيذية” التابعة للاتحاد، قبل أن تعقد القمة أعمالها، الأحد والإثنين المقبلين، بمشاركة قادة ورؤساء حكومات دول الاتحاد.
الأناضول