الخرطوم – صوت الهامش
مع إقتراب موعد انسحابها من إقليم دارفور، أعلنت معسكرات النازحين بولاية وسط دارفور، رفضها سحب قوات بعثة الإتحاد الإفريقي، والأمم المتحدة، ”اليوناميد“ من هذا الإقليم المضطرب، كما جددت رفضها لما وصفته بإتفاق التجزئة والمسارات التي تم التوقيع عليها في الـ 3 من أكتوبر الماضي، لجهة أنها لم تفوض ممثلين للمشاركة في تفاوض السلام أو حضور حفل مراسم التوقيع النهائي.
ولفتت إلى تمسكها بقضايا النازحين ”المشروعة والعادلة“ حتى استعادتها، وأكد عدم اعترافها بالحكومة الانتقالية التي اتهمتها بسرقة ثورة ديسمبر.
وكان مجلس الأمن الدولي، وافق على قرارين، في مطلع يونيو الماضي، نصّ أحدهما على تشكيل بعثة سياسية في السودان مهمتها دعم المرحلة الإنتقالية تحت اسم يونيتامس، فيما نصّ الثاني على تمديد مهمة قوة حفظ السلام في دارفور اليوناميد من 31 أكتوبر، حتى 31 ديسمبر القادم.
وتنتشر اليوناميد في دارفور منذ مطلع 2008، وهي ثاني أكبر بعثة حفظ سلام أممية، وتبنى مجلس الأمن، في 30 يونيو 2017، خطة تدريجية لتقليص عددها.
وأرسل رؤوساء معسكرات (طور كولمي، والحصاصا، والحميدية) مذكرة بواسطة مكتب البعثة المشتركة بمدينة زالنجي، إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، والاتحاد الأوروبي، طابت فيها بالقيام ما يلزم من الضغوط والإجراءات القانونية علي نظام السلطة القائم في السودان، لتسليم كل المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية.
فضلاً عن طرد ما أسموه ”بالمستوطنين الجدد“ من أراضي وحواكير النازحين واللاجئين، وإزالة كافة مسببات الحرب، وتوفير الأمن والحماية اللازمة وإطلاق الحريات العامة تحت مراقبة قوات دولية بموجب البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
بإلاضافة إلى المطالبة بالتعويضات الفردية والجماعية (مادية ومعنوية) وانشاء محاكم وطنية مستقلة وبكفاءة تحت إشراف قوات أمنية تابعة للأمم المتحدة، لمحاكمة ما تبقى من رموز النظام السابق.
علاوة على تهيئة المناخ وتوفير التمويل اللازم لبدء الحوار السوداني السوداني داخل السودان لمناقشة جزور الأزمة السودانية المتراكمة منذ العام 1956.
ورغم عزل عمر البشير عن السلطة في أبريل 2019، إلا أن انتهاكات حقوق الإنسان، لا تزال مستمرة في إقليم دارفور، وسط اتهامات للحكومة الإنتقالية، بالتواطئ مع منفذي تلك الانتهاكات.
ومن جهته، أكد رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك، استعداد بلاده، تسهيل خروج البعثة المختلطة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي اليوناميد، وتقديم الدعم التام للبعثة الأممية ”يونتاميس“.
جاء ذلك لدى لقاء رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بمفوض الأمن السلم الإفريقي بالإتحاد، إسماعيل قرشي، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيير لاكروا.
وأكد قرشي، إتفاق الحكومة الإنتقالية في السودان، والأمم المتحدة، والإتحاد الإفريقي، بصورة تامة على انسحاب يوناميد، وفق الآجال المضروبة والمقررة من مجلس الأمن.
وقبل أن تعلن الأمم المتحدة، في الشهر ذاته، تأجيل نشر بعثة يونيتامس في مطلع يناير 2021، بسبب جائحة كوفيد19، رشحت معلومات عن تواصل بحث أمر البعثة مع الحكومة السودانية.
وشهد إقليم دارفور، منذ 2003، نزاعاً مسلحاً بين القوات الحكومية وحركات مسلحة متمردة، أودى بحياة آلاف الأشخاص، وشرد أكثر من مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.