أكذب.. أكذب حتى يصدقك الناس.هي نظرية اعتادها النازيين الألمان، عندما اعتلى الفوهرر السلطة وأقام سلطته الفاشية العنصرية التي تقوم على الاستعلاء العرقي”ألمانيا فوق الجميع” ذات الفكرة وجدت طريقها لجماعات الإسلام السياسي وخصوصاً مع الإنقاذ الذين سموها فقه الضرورة فأقاموا بذلك مصنعاً للكذب في السودان.تتكشف يوماً بعد يوم أركانه كلما تصاعدت وتيرة الخلافات بينهم .
فقد جاء في صحيفة رأي الشعب بتاريخ 28 فبراير٢٠١٤م أن المرحوم الدكتور الترابي قد كشف أمر توقيع الرئيس البشير على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية وصادق عليه بيده أنه الآن أنكره ونكص عليه، وكشف أيضا تورط على عثمان طه في محاولة اغتيال الرئيس مبارك وكيف أنه جاء إليه مرتجفاً خائفاً مما حدث لأن هناك عنصرين من الذين نفذوا العملية مازالوا أحياء،
واقترح قتلهما وتصفيتها فكان رد الترابي أن الله حرم قتل النفس بلا وجه حق.
ويأتي السؤال من نصدق؟ ماكينات إعلام المؤتمر الوطني التي تردد صباح مساء شعارات عدم اختصاص محكمة الجنايات وبراءة رموز الإنقاذ أم حديث المرحوم د.الترابي عن القتلة الحقيقيين الذين يريدون المؤامرات بليل دون علم السلطات خصوصاً رئيس الجمهورية آخر من يعلم، لكن قبل هذا كله لا بد من الحديث عن جرائم الإنقاذ منذ 30 يونيو 89 وذلك عندما دشن مصنع الكذب بإنكار الانتماء للجبهة الإسلامية “والشينة منكورة” وصاحب هذا النكران حملة قمع همجية راح ضحيتها خيرة أبناء شعبنا قتلاً وتشريداً وسجناً وعلى رأسهم د.على فضل ومجدي محجوب ومساعد الطيار جرجس ودارت آلة تعذيب بيوت الأشباح لتطال أشرف المواطنين من أساتذة وعلماء ومهنيين قلما يجود بهم الزمان وبدعاوي الصالح فصلت كوادر الخدمة المدنية وتشردت أسر كانت عزيزة، باعت بيوتها وممتلكاتها فتمت هجرة أكثر من ستة مليون سوداني إلى الخارج وتفشت العاطلة والعوز والفقر فلم تجد سلطة الإنقاذ مخرجاً سوى استعمال المزيد من الكذب بإعلان الحرب الجهادية في الجنوب والتي أزهقت أرواح أكثر من مليوني .أم تقف الجرائم عند هذا الحد بل تعدتها لتصل إلى دول الجوار عملاً جميلاً تصدير الثورة والإسلامية المزعومة فأبدت احتلال العراق للكويت وذهبت أبعد لتنشئ المؤتمر العربي والإسلامي لتضم كل أصولي وحركات الإسلام السياسي راشد الغنوشي وعمر عبد الرحمن الذين منحا جوازات سودانية دبلوماسية واستضافوا كارلوس وباعوه بأبخس الأثمان وصولاً إلي بن لادن الذي فر بجلده بعدما أكتشف حجم التآمر حوله فهرب تاركاً أمواله واصفا ما يحدث في السودان بأنه خلط للدين بالجريمة المنظمة. أدى هذا كله لتخريب علاقات مع دول الجوار مصر السعودية وتشاد وارتريا وحتى ليبيا دخلت بلادنا في عزلة لم نخرج منها حتى اليوم مسلسل الكذب ما زال مستمراً فكل إخفاق هو سببه المعارضة ذات الخمسة نجوم وكل تعثر سببه دول الاستكبار العالمي.أما هم فأنقياء وأصفياء لا يعرفون دروب لا نجلي ولم يسمعوا بـC.IA ولا بنوك سويسرا الكافرة وفنادق ماليزيا الإسلامية التي يوردون إليها أموال الغلابة المنهوبة من الجبايات والعطاءات أو من النهب المباشر من خزينة الدولة على عينك يا تاجر ! لكن مهما تمادى الكذابون فإن حبل الكذب قصير وإن الفصل الأخير من مسرحية هجم النمر قد قارب النهاية.
الطيب محمد جاده