لندن _ صوت الهامش
قال رئيس مجموعة مراقبة الاضطهاد المسيحي – أوبن دوورز- أن من الصعب على المسيحيين من أبناء السودان أن يعملوا أو يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي بسبب عدم معاملتهم كمواطنين متساوين مع غيرهم من المواطنين.
وأضاف “ديفيد كاري” أن المسيحيين السودانيين يعانون من التهديد على حياتهم، وهو أمر مستمر منذ زمن، ولا علاقة له بكيفية الاستجابة العنيفة التي تنتهجها الحكومة لمواجهة للاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
وأكد “كاري” في حديثه لموقع “فيث بووك مي” على أن المظاهرات الحالية التي تشهدها السودان لا تشكل في الوقت الحالي أي تهديدٍ للمسيحيين السودانيين، لكن من الصعب معرفة ما سيحدث بعد ذلك.
وشهد السودان احتجاجاتٍ في جميع أنحاء البلاد واستمرت لثلاثة أشهر وحتى الآن – تفيد التقارير بأنها الأطول في تاريخ السودان – كانت قد وصفتها “بلومبرغ نيوز” بأنها “التحدي الأكبر” لحكم الرئيس عمر البشير الذي دام 30 عامًا.
وكان البشير قد وصل إلى السلطة من خلال انقلاب عسكري في عام 1989 ، وحكم البلاد بقبضة من حديد منذ ذلك الحين، وتحول النزاع في إقليم دارفور إلى إبادة جماعية بقيادة البشير، وهو ما خلف مئات الآلاف من القتلى خلال أوائل العقد الأول من القرن الحالي.
وفي عام 2011 ، نالت “جنوب السودان” استقلالها واستحوذت على معظم عائدات السودان من النفط ، مما أدى إلى غرق السودان في تفاوت اقتصادي ضخم، حيث أثار الارتفاع الفاحش في أسعار الغذاء والوقود في ديسمبر 2018 الجولة الحالية من الاحتجاجات، والتي سرعان ما تحولت لدعوة لإقالة البشير.
وفي ملف متعمق في الشأن السوداني، وصف الباحثون في (أوبن دوورز) لماذا بات اتباع المسيحية في السودان صعب للغاية، حيث ثبت تاريخياً، أن الدين الإسلامي متجذر بعمق في المجتمع السوداني، غير أن النخبة الحاكمة في البلاد تهدف إلى فرض سيطرتها بشكل قمعي عن طريق فزاعة النظام الإسلامي.
وقد صرح “البشير” مرارًا وتكرارًا بأن السودان يجب أن تكون دولة إسلامية، وأنه يجب ألا يكون هناك مكان للأديان الأخرى، وذلك منذ إعلان جنوب السودان استقلالها.