إن فوكس
نجيب ابوأحمد
[email protected]
مشروع الجزيرة مات إكلينيكيا .. فهل من فرصة لإحيائه؟ 2-2
نستكمل ما بدأناه في المقال السابق عن الدمار الممنهج للمشروع الذي شارك فيه الولاة
السابقين من ابناء الجزيرة الذين كانوا من أدوات الهدم للمشروع وأجتهدوا في تنفيذ أجندة
النظام المباد من أجل بقائهم في الكرسي وخانوا العهود ولم يقدموا لأهلهم شيئا غير
الوعود الكاذبة
إنسان الجزيرة لم يرفع السلاح ولم يتمرد على المركز وليس عاجزاً عن حمل السلاح ولكنه
حمل الطورية وظل مرابطاً ويحمل الطورية في المزارع والحواشات وسط الهجير والشمس الحارقة
والبرق والرعد والأمطار السواد الأعظم من أهل الولاية الذين ساهموا في بناء الدولة
يعيشون تحت خط الفقر وآلاف القرى في ولاية الجزيرة مهمشة وتعيش في ظل تدهور مريع في
كافة الخدمات الأساسية بالإضافة إلى معاناتهم مع الملاريا والبلهارسيا التي حصدت أرواح
أبناء الولاية.
كنا نتوقع من المركز بعد التغيير الذي حصل أن تعيد الحكومة الإنتقالية الحياة وتبعث
الروح في المشروع الذي مات إكلينيكيا في عهد النظام البائد ولكن لم يحدث لنا أي شيء من
هذا القبيل بينما أهل دارفور بعد توقيع إتفاقية السلام الأعرج في محطة جوبا التجارية S
T J منح الحركات ثلاثة مقاعد في مجلس السيادة الانتقالي وسبعة وزراء في الحكومة
التنفيذية وخمسة وسبعين مقعداً في البرلمان الانتقالي واربعين في المائة من السلطة في
إقليم دارفور لمكونات مسار دارفور وثلاثين في المائة لمكونات السلطة الانتقالية، وعشرة
في المائة لحركات دارفور الموقعة على هذا الاتفاق وعشرين في المائة من السلطة لأهل
المصلحة وتم تخصيص عشرين في المائة من الوظائف في الخدمة المدنية والسلطة القضائية
والنيابة العامة والسفراء للجبهة الثورية.
هذه قسمة جائرة اين العدل والمساواة الشعار الذي كان ترفعه الحركات المسلحة وقادتها
الذين كانوا يطالبون بتقسيم عادل للسلطة والثروة ولكن وضح جلياً إن هدفهم الرئيس
المناصب وإستحلاب ما تبقى من ثروة البلاد التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة وطالبوا
بمناصب نواب الدفاع والداخلية والمخابرات ولم يكتفوا بذلك وطالبوا بتعيين الكوز خالد
شاويش والياً لكسلا ولا تستغربوا إذا وجدتم الكوز (راعي الغزالة) مستشاراً إعلامياً ضمن
تشكيلة لوردات الحروب.
الحركات المسلحة لم تطرق إلى ملف شهداء الثورة الذين فتحوا لهم بوابة عبدالقيوم التي
عجزوا دخولها أو الإقتراب منها في عهد النظام البائد وعندما دخلت حركة العدل والمساواة
إستطاعت كتائب من الكيزان القبض عليهم خلال فترة زمنية لا تتعدى سويعات
نحن أهل الجزيرة المهرج اللمبي (النسخة الثانية) المدعو توم هجو (الجوكي) لم يتم تفويضه
من قبل أهل الجزيرة ولا يمكن لأعمى أن يقود بصير!.
بعد أن تم رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب نطالب من الحكومة
الإنتقالية أن تولي تأهيل مشروع الجزيرة إهتمام كبير وتخصيص مبلغ من الإيرادات والبحث
عن قروض من صناديق عربية أو دولية لتأهيل المشروع الذي سيكون ركيزة لاقتصاد السودان
وسلة غذاء لكل الدول ولذا يجب على ابناء الجزيرة بالداخل والخارج عقد مؤتمر خاص
بتأهيل المشروع وأضف إلى ذلك الإستفادة من الشركات الأمريكية التي تزور البلاد هذه
الأيام وخاصة في مجال التكنولوجيا وفي الطريق شركات كثيرة من كل دول العالم ستزور
البلاد للاستثمار في القطاع الزراعي فالسودان دولة خضراء وسينضم إلى قائمة الدول
الخضراء بإذن الله.
نسأل الله الكريم ورب العرش العظيم أن يحفظ البلاد من شرور تجار الحروب وتجار الدين
والدواعش وفلول النظام البائد والجنجويد الكيزان وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان.
إنتهى