بورتسودان ـــ صوت الهامش
قال نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان طوبي هارورد ،ان الوضع في مدينة الفاشر “كارثي”، مشيرا إلى أن العديد من المناطق في دارفور تقف الآن على حافة المجاعة. وحذر من أن اندلاع أي قتال بين الأطراف المتحاربة من أجل السيطرة على الفاشر ستكون له تداعيات مدمرة على المدنيين المقيمين هناك،معلنا عن تقييد أنشطتهم بسبب الاشتباكات العسكرية في الأجزاء الوسطى من البلاد والقيود المفروضة على التحركات عبر الحدود من تشاد.
ولفت الى ان الأسابيع الماضية شهدت تدهورا كبيرا في الوضع الأمني حول الفاشر، بما في ذلك تزايد عمليات القتل التعسفي والسرقة ونهب الماشية، والحرق الممنهج لقرى بأكملها في المناطق الريفية، وتصاعد القصف الجوي على أجزاء من المدينة، وتشديد الحصار حول الفاشر، ماأدى إلى وقف قوافل المساعدات الإنسانية وخنق التجارة الحيوية. ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل متزايد مثل الغذاء والمياه والوقود، مما يعرض أعدادا كبيرة من الناس لخطر الجوع والمرض.
وأعرب عن خشيته من أن يعيد التاريخ نفسه بعد مرور 21 عاما على الصراع “الذي أدى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي في دارفور، داعيا العالم إلى عدم السماح بتكرار التاريخ، مشددا على ضرورة أن يجمع الوسطاء الأطراف المتحاربة ومؤيديهم على طاولة المفاوضات وأن يضعوا حدا للحرب و ضرورة توقف معاناة المدنيين بعد نحو عام من الحرب.
واضاف ان الأمم المتحد تدرك وشركاؤها أنه يجب “علينا بذل كل ما في وسعنا لتوسيع نطاق أنشطتنا في الولاية”. مؤكدا إلتزامهم بإعادة تأسيس تدخل إنساني قوي في الفاشر للاستجابة للوضع وفقا للموارد المتاحة، وتسهيل إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية حسب احتياجات السكان في جميع أنحاء.
واوضح هارورد ان الفاشرـــ عاصمة ولاية دارفور الكبرى وــ المدينة الوحيدة في دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش السودانى وحلفائه، ويسكنها نحو1.5 مليون نسمة بينهم 800الف نازح من ولايات دارفور الخمس خلال حرب دارفور السابقة في الفترة 2003-2005 وخلال الحرب الأخيرة منذ أبريل 2023، واضاف ان اندلاع القتال بين الأطراف سيؤدى الى ضحايا من كل المجتمعات في دارفور – العربية وا الأفريقية.
واعتبر المسؤول الاممى ان عدم استماع اطراف الحرب لنداءات وقف التصعيد هو أن الصراع أصبح دوليا بشكل متزايد مع مشاركة دول أخرى ودعم جانب أو آخر، ما يؤدي إلى أن يصبح الصراع أكثر تعقيدا ومن الصعب التوسط أو حل حرب تنخرط فيها العديد من الجهات الفاعلة الدولية، وشدد على الضرورة أن يجمع الوسطاء الأطراف المتحاربة ومؤيديهم على طاولة المفاوضات وأن يضعوا حدا للحرب.