«سلسه مفاهيم وخطوات عمليه مرجوة نحو مدنية الدولة السودانية-[84] »
بقلم/موسى بشرى محمود على-11/07/2021
بتاريخ 03/03/2021 كتبت الجزء الأول من المقال الذى صادف رقم السلسله-[79] ونبهت فيه الحكومه الانتقاليه وبالاخص التنفيذية باتخاذ ما يلزم اجراءه من حساب تجاه تجاوزات مريم المهدى وزيره الخارجية بسبب دعوتها لمصر لاستغلال الاراضي السودانية بلغه تفتقر الى اللياقه الدبلوماسية وعدم الدرايه بقواعد العمل الدبلوماسي نسبه لعدم تخصصها فى المجال وقد فسرها البعض باعتبارها دعوه لاستعمار السودان مره اخرى.
اهانت مريم المهدى السودان وشعبه بذلك التصريح غير الموفق وداست بكرامه السودان وازلته واهانته شر اهانه.
أصوات كثيرة نادت بإصلاح حقيبه الخارجية واختيار شخصية مهنيه غير حزبيه ذات كفاءه ومقدره علميه واسعه لتمثيل السودان وشعبه بالطريقة المثلى كما هو معهود بين الشعوب ولكن هيهات وهيهات ثم هيهات لم تلق الحكومة بالا” لتلك الأصوات وغضت الطرف عن ذلك الفعل والجرم الشنيع ولاذت بالصمت المريب.
دارت دوره الايام ومريم تسقط فى نفس الامتحان للمره الثانيه والثالثه وقد تسقط فى جولات اخرى اذا لم تحرك الحكومه ساكنا” فى موضوع هذا الملف الهام.
-«السقوط الثانى»
سقوطها الثاني كان بحضور وزير خارجية مصر واعضاء من السلك الدبلوماسي المصرى بالقاهره ولوحظ من خلال جلستها فى الكرسى اختفاء العلم السودانى وعلى يسارها العلم المصرى وكانت جالسه وكأنها فى اجتماع صغير يتبع لوحده او شعبه صغيره من أقسام العمل فى أحد المؤسسات العامه او الخاصه وليست بصفتها وزيره خارجية السودان!
وزيره خارجية لاتعلم أبسط مقومات البروتوكول الدبلوماسي كيف لها أن تدير دوله وشعب بهذه السذاجه والفوضى الخلاقه؟
فى العام 2014 كنت فى القاهره واتذكر عندها زار المخلوع/عمر البشير القاهرة زيارة غير مغطاة بالإعلام السودانى على القدر المطلوب وعندما عقد المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره المصرى عبدالفتاح السيسى العلم السودانى لم يكن حاضرا” بل كان هناك علم مصرى بجانب السيسى وآخر بجانب البشير.
مع اننى ضد النظام المباد منذ ميلاد ما يسمى بثوره الإنقاذ الوطنى المفترى زورا” وبهتانا” ولكن إيمانى بمبدأ الوطنية لم يمنعنى من استهجان موقف البشير غير الأخلاقى وبالذات عندما كنت مستخدما” المواصلات العامه من وسط البلد/القاهرة فى طريقى إلى ٦ أكتوبر وجدت بعض المصريين تناولوا قضيه الاستهتار بالعلم السودانى وكانوا يضحكون ويقللون من شأن البشير وشان كل سودانى وعندما عرف أحدهم باننى سودانى تعمد تشتيت انتباهى بالذى كانوا يناقشونه وعندما مررنا بأحد الكبارى والنيل يجرى من تحته سألنى باستفزاز هل عندكم فى السودان هذا النيل؟ فرديت له فى الحال بقولى:«النيل دا مفتاحو عندنا نحن فى السودان » وسألنى للمره الثانيه وردى كان كما هو فاشتاط غضبا” ولم يسالنى بعدها اى بهت الذى سأل!
مريم المهدى لم تأت بجديد ولكنها حاولت إكمال المشوار الذى بدأه البشير عملا” بمبدأ الايه الكريمه «انا وجدنا أبانا على مله وانا على اثارهم مهتدون»- 22-الزخرف.
-«السقوط الثالث »
سقوطها الثالث كان بمثابة السقوط المرير وخاصه سقوطها تجاوز الحدود المحليه والاقليميه وتعداها للدوليه وكان بحضور العالم أجمع فى اكبر بقعه لصنع القرارات العالمية المتعلقة بالامن والسلم الدوليين وهو مجلس الأمن الدولى بنيويورك وقدمت احاطتها فى الجلسه التى عقدت بشأن سد النهضة الإثيوبي وتداعياته المختلفه على البلاد الثلاثه وكان حضورها غير لائق من نواحي عده على سبيل المثال لا الحصر نذكر منها الاتى:-
١-كانت مرتبكه جدا” عند القاءها لخطاب السودان وغير مدركه حتى لمعرفه بعض أسماء المناطق السودانيه وتلكات كثيرآ فى نطق اسم نهر الستيت ومنطقتين اخريتين ويبدو لى انها لم تسمع بهذه الأسماء السودانية من قبل.
٢-كانت تدافع انابه عن مصر بدلا” عن السودان وكأنها مندوب مصر لدى الأمم المتحدة او وزيره خارجية مصر وليس السودان مع ان مصر لديها مندوب خاص بها وطاقم سيادي ودبلوماسى كامل جاء لهذا الغرض!
٣-ركاكه فى الأسلوب وعدم حضور تام فى الاجتماع.
٤-خطابها غير مرتب على الوجه المطلوب مما يعنى انها لم ترفع مبتدأ أو تنصب خبر فى الخطاب بل تم صياغته وكتابته من الألف إلى الياء بواسطه اخرين ولم تتطلع عليها او تراجعها حتى قبل الجلسه.
٥-لست مختصا” فى مجال بروتوكولات الهندام ولكن فى تقديرى المتواضع ثوبها الذى كانت ترتديه لايليق بمقام وزيره خارجية و لكى تستفيد من خبرات نظيراتها السابقات عليها الاستعانه بمن عملن وزراء خارجيات لبلادهن من قبل لتتزود باتيكيت وبروتوكولات الهندام إذا لم تجد ما يعينها على ذلك من طاقمها الوزارى الكبير
اما سقوطها فى الجزء الثاني من الامتحان تجسد فى المؤتمر الصحفي الهزيل الذى عقدته بعد الانتهاء من الجلسه حيث لوحظ الاتى:
١-اسلوب وقفتها أمام المنصه لم يكن كالمعهود لدى الدبلوماسيين والسفراء المعتمدين لدى مجلس الأمن فى حال انعقاد المؤتمرات الصحفيه.
٢-كانت خاليه الوفاض تماما” وتتلفت يمنه ويسرى حتى من قبل أن يتم طرح اى سؤال لها.
٣-حتى انجليزيتها كانت باللكنه المصريه وليست بالاكسنت البريطاني او الأمريكي الاستاندرد المعلوم مما يؤكد ولاءها لمصر لأكثر من السودان.
٤-ارتبكت من اول سؤال وقالت بالحرف الواحد «how do I take chances!» اى كيف يمكنني اخذ الفرص وتعنى فرص الأسئلة الصحفية وهذا كلام غير دبلوماسي ولايمكن أن يصدر من شخص عادى ناهيك عن وزيره خارجية بلد! انه قمه الفشل الزريع فى عالم الدبلوماسية والعلاقات الدوليه اذ لم نسمع بمثل هذا السؤال من قبل فى حياتنا!
٥-عند توجيه سؤال من أحد الصحفيين المتحدثين بالإنجليزية سقطت مره اخرى وقالت”« how do I put it» اى كيف لى أن اصيغ لك الاجابه؟! او باى طريقة يتسنى لى اجابتك؟! اسلوب غريب يصدر من وزيره خارجية لم يعهده العهد والعرف الدبلوماسي من قبل فمن أين جاءت هذه الوزيره ومن اى المدارس الدبلوماسية تخرجت؟
٦-كانت تتحاشى كثيرا” مع سبق الاصرار والترصد الأسئلة الصحفية بالإنجليزية وتميل إلى العربية ولاحظت انها أجابت على سؤال واحد فقط بالإنجليزية وكل باقى الأسئلة كانت بالعربيه!
٧-المعروف فى دنيا الدبلوماسية من الخطأ أن يجيب الدبلوماسي بنعم او لا لأى سؤال بل يجيب بالاستعاضه عنها باستخدام الأدوات الدبلوماسية لكن المحير فى أمر مريم المهدى انها أجابت بلا فى اول السؤال وقالت نعم فى منتصفه وفى موضع اخر ونعم فى نهايه السؤال الموجه من قبل أحد الصحفيين المعتمدين لدى الأمم المتحدة وهو الصحفي المقتدر والمحلل السياسى والمختص بشؤون الأمم المتحدة الاستاذ/عبدالحميد صيام.
تخبطها فى الرد على الأسئلة جعلها تقدح و تمارس هوايه الفشل ليس فى شخصها فقط بل فى الدبلوماسية السودانية وتغرد خارج السرب الدبلوماسي.
-«رساله أخيرة »
رسالتى لرئيس الوزراء د.عبدالله حمدوك بصفتى مواطن سودانى لدى الحق فى تقرير مصير شؤون بلدى وشعبه لايشرفنى أن أرى دبلوماسية بلادى يتم تمثيلها بهذه الطريقة المهينه وغير المهنيه والسودان ليس ملكا” لأحد او جماعه بعينها ليتم بيعه فى سوق النخاسه فحواء السودانية ما زالت بخير وآدم السودانى كذلك ولديه خبراء ومهنيين اكفاء فى كافه المجالات لاسيما الدبلوماسية منها ومستعدين ليفدوا السودان حتى من دون مقابل فرجاءا” يجب عليك وعلى حكومتك التنفيذية عدم اهانه السودان وشعبه اكثر من هذا.
سياسه المحاصصات الحزبيه الضيقه هذه لاتبنى دوله لذلك نرجو وضع الشخص المناسب فى المكان المناسب خدمه لقضايا السودان وليس للقضايا الذاتيه او الحزبيه غير المثمرة.
«اللهم قد بلغت فاشهد»