الخرطوم – صوت الهامش
فجع العالم بأثره والسودان عموماً ودارفور علي وجه الخصوص بنبأ رحيل أيقونة الثورة السُودانية في دارفور المطربة الشعبية “مريم امو” التي نعاها الناعي قبل يومين في منفاه الإجباري بدولة “يوغندا” عقب علة مرضية لم تمهلها طويلاً .
مريم أمو التي كرست حياتها وفنها في خدمة قضية أمنت بها إستطاعت أن تدخل قلوب السودانيين في الداخل ودول الشتات فضلاً عن الإعجاب الذي وجدته في المحيط الإقليمي،لما ظلت تقدمه من فن يعبر عن قضية جوهرية،وظلامات واضحة تعرض لها إنسان الهامش
تسليط الضوء
سلطت “مريم أمو ” بحنجرتها الذهبية وأغانيها المختارة بعناية الضوء علي الأوضاع المًطضربة في إقليم دارفور منذ “2003” عقب إندلاع الكفاح المُسلح لنيل الحقوق المغتصبة،ومحاربة الدولة العنصرية في المركز،حيث ركزت في أغانيها علي الظلم التأريخي الذي وجده الإنسان السوداني في دارفور وفقاً لسياسات ممنهجة إتبعها المركز،فكانت الأغاني التي تخرج من حنجرة “أمو” الذهبية مُعبرة عن ملايين من البشير أمنو بما ظلت تقدمه من فن رسالي إستطاع أن يعبر بوضوح عن مُشكلة قائمة في دارفور.
أيقونة للكُل
رغم أن المطربة الشعبية “مريم أمو ” معظم أغانيها بلغة “الفور” الا أن مستمعي فنها لم ينحصرو في إثنية مُعينة لجهة أنها كانت تعبر عن الجميع الذي يتجاوب لما ظلت تقدمه من فن رسالي متعلقه بالحرية والسلام والكرامة الإنسانية ومحاربة الظُلم،الأهداف السامية لفنها كانت عنواناً عريضاً لكفاح ظلت تقوده علي مدار سنوات طوال تعرضت فيها لمخاطر وصعوبات بالغة التعقيد حتي أجبرت علي مغادرة الأرض التي طالما أحبتها بسبب المضايقات التي ظلت تتعرض لها من النظام السابق .
ورغم مُغادرتها لأرض الوطن الا أن وجودها في الخارج أتاح لها فرص جديدة لتوصل رسالتها لكل العالم قاطعة المسافات البعيدة لتغني للجاليات السودانية المنتشرين حول العالم.
سيرة ومسيرة
تقول السيرة الذاتية للمطربة الشعبية “مريم أمو ” كتبها الناشط مكي ابراهيم مكي أنها ولدت بقرية “ميروكابر” التابعة لمحلية بلبل دلال عنقرة بولاية جنوب دارفور، وكانت بداية انطلاقتها الفنية في بواكير التسعينيات من القرن الماضي بتقديم الأغاني الشعبية من الثقافة الدارفورية الممزوجة بروح موسيقى العصر و تميزت بهذا اللون من الغناء مما جعلها ايقونة الغناء و التراث في دارفور والسودان .
وأضاف أنها كافحت كي تعيد إحياء وتجديد الأغنية الدارفورية وتوثيقها للأجيال حتي لا تدخل طي النسيان ولكي تبقى داخل الذاكرة السودانية، ووضع بصمة لها في خارطة الغناء السوداني ممزوجة بروح التراث الدارفوري في سجلات التاريخ الفني السوداني،ونوه مكي لأول إنتاج فني لامو كان في العام 1994 حمل اسم (تيرا تيرا) من التراث الدارفوري المأخوذ من ثقافة شعب الفور .
وساهمت أيضا في تأسيس فرقة ولاية جنوب دارفور،مشيراً أن الفنانة مريم أمو رغم حداثة تجربتها الفنية كانت تحرص دائما على مشاركتها في المهرجانات المحلية والأقليمية التي تحمل الطابع الوطني والنضالي والتي كانت تقام بانتظام في مدن في دارفور ومختلف مدن السودان ، بالإضافة الي المهرجانات التي تقام خارج السودان .
وشاركت في مهرجان ولايات دارفور بنيالا في العام 1998 وحازت فيها علي الميدالية الذهبية، وواصلت نجاحاتها الفنية بمشاركتها في مهرجان الفروسية والهجن في نيالا في العام 1999 وحازت علي الميدالية الذهبية،في نفس العام شاركت في مهرجان المدائح النبوية المقام بنيالا وحازت أيضا على الميدالية الذهبية ، وفي أبريل من العام 2002 شاركت في مهرجان الخرطوم للتراث ونالت فيها الميدالية الذهبية.أما في العام 2009 فشاركت في مهرجان المركز الثقافي الفرنسي بجوبا ونالت الميدالية الذهبية.
نعي الجميع
كثير من القوي السياسية وتنظميات الكفاح المسلح نعت المطربة الشعبية “مريم أمو” حيث أن أكدوا أن رحيلها شكل صدمة كبري،وعددو ماثرها وأدوارها البارزة في تاريخ الثورة السودانية التي إنطلقت في دارفور،حيث ناضلت “أمو” من أجل الإنسان المظلوم وناهضت السياسات التي يتبعها المركز في إذلال إنسان الهامش في دارفور .
هذا الخط والتوجه الذي ذهبت فيه لاقي إعجاب الملايين الذين طالما امنو بالقضية التي تعمل من أجلها وكرست كل وقتها لهذه القضية حتي وافاها الاجل المحتوم بدولة “يوغندا” لتفقد دارفور أحد ركائزها المهمة.