باريس – صوت الهامش
احتل السودان المركز رقم 174 من بين 180 دولة في حرية الصحافة للعام الجاري 2018 بحسب منظمة مراسلون بلا حدود التي تتخذ من باريس مقرًا لها.
ورصدت المنظمة في تقريرها السنوي، زيادةً في تضييق الخناق على وسائل الإعلام في السودان مطلع العام الجاري، مشيرة إلى أن 18 صحفيا، بينهم مراسلون تابعون لوسائل إعلام أجنبية، تعرضوا للاعتقال في يناير أثناء تغطية مظاهرات للمعارضة. وقد تم إغلاق محطة إذاعية مستقلة؛ فضلا عن حظر اثنين من الصحفيين عن مزاولة المهنة لمدة عام.
وقالت المنظمة إنه وفي ظل قيادة عمر البشير المتهم من المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، فإن النظام الحاكم في السودان يعادي بشكل استثنائي حرية الصحافة وعادة ما يلجأ إلى تضييق الخناق والرقابة والمصادرة والإغلاق وقطع الإنترنت.
ونبهت مراسلون بلا حدود إلى أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني في السودان يستخدم طرقًا وحشية لإخراس الإعلام وتكميم أفواه المعارضين وإغلاق الصحف المستقلة والمعارضة أمثال التيار والجريدة والميدان والوطن أو مصادرة طبعات كاملة فور خروجها من المطبعة.
ورصد التقرير الذي اطلعت عليه (صوت الهامش) تحوّل الإعلام المطبوع في السودان إلى شبكات التواصل الاجتماعي لنشر مادته في ظل هذه الرقابة الحكومية المكثفة.
وتعاني الصحافة في السودان من حملة مضايقات وتدخلات غير مبررة من الأجهزة الأمنية التي درجت علي معاقبة الصحف بالمصادرة بسبب ما تسميه بتجاوزها الخطوط الحمراء.
على صعيد آخر، احتل جنوب السودان المركز الـ 144 في ذات التصنيف. ونوهت منظمة مراسلون بلا حدود عن أن الوضع الهش بالأساس للصحفيين في الدولة الشابة المولودة عام 2011، قد ازداد هشاشة بفعل الحرب الأهلية التي بدأت أواخر عام 2013.
ولفت التقرير إلى إجبار حكومة جنوب السودان وسائل الإعلام في البلاد على عدم تغطية قضايا مرتبطة بالصراع، ومن ثم فهي لا تقترب من هذا المضمار إلا فيما ندر.
ورصد التقرير ارتفاع معدلات التضييق على وسائل الإعلام الخارجية في جنوب السودان بشكل دراماتيكي خلال العام الماضي 2017؛ حيث أغلق مكتب الجزيرة في مايو، كما مُنع عشرون صحفيا أجنبيا اعتُبروا ناقدين بشدة للحكومة من العمل في البلاد في يونيو؛ فضلا عن مقتل مراسل حربي أمريكي حرّ بينما كان يغطي الصراع بين القوات الحكومية والمعارضة في أغسطس الماضي.
وأكد التقرير مقتل عشرة صحفيين على الأقل في جنوب السودان منذ عام 2011، مشيرا إلى أن المضايقات والاعتقال القسري والتعذيب أو القتل هو الثمن الذي يدفعه الصحفيون إذا امتنعوا عن فرْض الرقابة على أنفسهم. ويلجأ بعض هؤلاء إلى الفرار من البلد أو الامتناع عن النشر.
إلى ذلك، يكشف التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي يقيّم كل سنة وضع الصحافة في 180 بلدا، عن مناخ مفعم بالكراهية ضد الصحافة.
وتبين نسخة 2018 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي أنجزته منظمة مراسلون بلا حدود، تصاعد الكراهية ضدّ الصحفيين. ويُمثل العداء المُعلن تجاه وسائل الإعلام الذي يشجعه
المسؤولون السياسيون وسعي الأنظمة المستبدة لفرض رؤيتها على الصحافة تهديدا للديمقراطيات.
ويؤكّد كريستوف دولوار، أمين عام مراسلون بلا حدود، أن “الكراهية ضد الصحفيين من أخطر التهديدات للديمقراطيات، ويتحمّل المسؤولون السياسيون الذين يغذون العداء للصحافة مسؤولية كبرى، لأنّ التشكيك في الرؤية التي تجعل من الحوار العمومي مبنيا على حرية البحث عن الحقيقة ينتج مجتمع الدعاية. وتفنيد مشروعية الصحافة هو تلاعب بنار سياسية خطيرة جدا”.