عقد وفد حركتي العدل والمساواة وحركة تحرير السودان اجتماعا في الدوحة اواخر مايو مع الوسيط المشترك مارتن اوهومويبي وال محمود الذي يرأس الية سلام دارفور ، وانتهي اللقاء بين الاطراف كما بدأ ، لم يتوصلوا اتفاق بينهم ، ان الهدف من لقاء الدوحة الاخير ، رغبة من الحكومة السودانية والقطريين تخطط لان تكون الدوحة هي المحطة الاخيرة لوثيقة سلام دارفور ، واي محاولات اخري لايجاد مكان اخر لتوقيع اتفاقية جديدة بشأن السلام في دارفور ستجد المعارضة من الدوحة والخرطوم ، لاعتبار بسيط ان اتفاقية الدوحة الموقعة بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة التي انشقت الي طرفين بعد بروز محاولات للاستعلاء علي الاخر ، وادي الي اشكاليات بين التجاني سيسي وبحر ادريس ابو قردة ، وحدث الانشقاق بين القائدين ، يعتبر دليل ان الازمة الدارفورية في قمة تجلياتها ، والدوحة فشلت ، كي تحقق السلام النهائي ، يجب ان لا يتكرر ذلك مجددا الذي حدث بين سيسي وابو قردة ، كامل الصعوبة الان ان الحركات الثورية السودانية في دارفور ، يجب ان تصل الي اتفاق بينها كي تستطيع في المستقبل القريب ان تؤسس لمرحلة سياسية ناجحة ، وتستفيد كذلك من اخفاقات الاحزاب الكبيرة ، وينظرون الي ما حدث لهذه الاحزاب منذ 27 عاما ، تجاهل الوقائع والتناقضات بين الاطراف الثورية الحاملة للسلاح في دارفور ، سيقود الي مستقبل مجهول ، واحتمال ان يؤدي الي اصطفاف لا يحمد عقباه .
فلنعود الي الدوحة التي صارت جزء من الدستور السوداني ، وهي صورة كاذبة لذر الرماد لتمويه المهتمين ، ولاغلاق الطرق او المتاحة الفرص امام للرافضين لاتفاقية الدوحة وهم ذو شأن سياسي وعسكري وثقل جماهيري ، لكن صيغت اتفاقية الدوحة لتكون علي نفس المقياس القبلي ، الاوضح ان تكون اتفاقية شاملة الحلول الازمة السودانية ، ودارفور جزء من هذه الازمة السودانية الحالية ، وتكرار المكرر انه بعد اتفاقية الدوحة ليس تمرد علي حد تصريحات الحكومة ،وتصف ما بقي منهم (عبارة عن جيوب متفرقة) ، ومرات اخري تصفهم انهم مرتزقة يحاربون في ليبيا ، فادعاءات الحكومة السودانية دوما تحمل رسائل عكسية ، لكن هل الحركات الثورية الحاملة تم القضاء عليها تماما كما تصرح الحكومة في اعلامها ؟ وهل الدوحة استطاعت ان تحقق السلام والمصالحات الاجتماعية بين المكونات المتعايشة في اقليم دارفور غربي السودان ؟ وهل اتفاقية الدوحة وجدت حلول للنازحين كي يعودوا الي قراهم الاصلية ؟ وماذا عن التعويضات ؟ وهل هنالك من حوكم جراء ارتكاب الجرائم ضد الانسانية ، وجرائم الابادة الجماعية التي حدثت منذ عام 2003 ؟ . سؤال اخر ما الغرض من اجتماع يومي 31 و30 مايو السابق ، هل الهدف منه ان الحاق العدل والمساواة وحركة تحرير السودان بالدوحة ام ماذا ؟ رغم فشل الاجتماع بين الوسيط القطري والعدل وتحرير السودان ، ان سلام دارفور في واقع الامر لن ينجح وتستقر المنطقة الا بوجود تنسيق شامل بين المكونات الثورية ، وايضا ان لا ننسي ان هنالك الصراعات التي اندلعت بين المكونات العربية الدارفورية ، وتجلياتها الي في شرق دارفور وكذلك جنوب دارفور ، رغم المصالحات بينها الا انها تجدد مرة اخري بطريقة شيطانية حكومية ، هي المستفيد الاول لما يدور في دارفور ، والعقل الذي يفكر به المركز الحاكم في الخرطوم ، في السابق كان يجيش بعض قيادات القبائل للقيام بالدور المرسوم لهم في مقابل امتيازات خاصة تستفيد منها زعامات قبلية ، والغالبية الكبري تعاني من الجهل وعدم التعليم ، اما الان نفس المركز يجيش القبائل العربية لتقاتل بعضها البعض ، وهي الحليف السابق .
اضافة للضغوط الممارسة علي الخرطوم بشأن الوضع في دارفور ، تحاول قدر الممكن تصوير الوضع بانه مستقر وامن ، وايضا فبركة رغبة النازحين للعودة الي ديارهم ، كيف يعودودا الي الديار ومناطقهم باتت محتلة ؟ ، الدوحة هل استطاعت ان تناقش قضية الاراضي المحتلة من مستوطنين جدد الان هم جزء من النسيج الاجتماعي ، وما مصير من قضوا اكثر من 12 سنة في معسكرات الذل والاهانة ؟ ، هل السكنات الطوعية الجديدة التي بنيت في بعض المناطق بديلة للاراضي الاصلية ؟ ، تريد الحكومة ودولة قطر ان ترسخان للعالم والمجتمع الاقليمي لا سلام دون قطار الدوحة القطري المفلس ، هي رسالة واضحة للجميع لن تقبل الخرطوم باي مكان اخر لسلام دارفور دون وثيقة الدوحة ، وتوقع كثيرون ان ذهاب قيادات لحركتي العدل والمساواة وتحرير السودان لن يأتي جديد ، قطر تسير علي نفس خط حكومة السودان ، باعتبارها الممول لهذا السلام الفاشل والميت منذ ولادته ، والخرطوم تستفيد من الاموال القطرية للقيام بمشاريع تنموية وهمية للتضليل ان قطر جزء من التنمية ، وان دارفور امنة بعد القضاء علي الحركات السلمية الحاملة للسلام من اجل سودان جديد ذو مستقبل واضح المعالم ، وليس غامض المعالم كما في الراهن الحالي .