نجيب عبدالرحيم أبوأحمد
[email protected]
الديسمبريون وقود الثورة الديسمبرية المجيدة أصبحوا بين والتهميش الإقصاء عن أي نشاط سياسي وما يحدث الآن توقيع إتفاقية السلام اليوم السبت بين الحكومة الإتقالية والحركات المسلحة في جويا عاصمة دولة جنوب السودان لم يكونوا ضمن المرافقين مع الوفد الحكومي الذي وصل قبل يوم إلى جوبا وبمعيته جيش جرار من غرف القحاتة وأصحابهم ومعارفهم ولم يكن ضمن الوفد أي تمثيل للثوار وأسر الشهداء والفنانين والفنانات الذين لم يقفوا مكتوفي الأيدي ودخلوا على خط الثورة داعمين مطالب الشعب بتنحي النظام البائد وقيام دولة الحرية والسلام والعدالة بل وقاد بعضهم المظاهرات وبأصواتهم وكلماتهم الحماسية المحفزة للنضال الثوري وأشعلوا الثورة وساهموا مع الثوار في اقتلاع النظام الذي جثم على صدور السودانيين ثلاثين عاما بأجيالهم المتلاحقة ثلاثة عقود كئيبة تعيسة طويلة أي لثلاثين عاماً بأيامها ولياليها كلها قتل ونهب للثروات ومسخ للتاريخ وللجغرافيا وللثقافة وحرمهم من دعم المجتمع الدولي وأصبح إسم السودان من الدول الراعية للإرهاب.
ثورة 19 ديسمبر بدأت بماراثون طويل بين كر وفر وسقوط ضحايا وإنتهت في حوش الحكومة وأنفض الإعتصام بمذبحة وقطع الإنترنت لقتل الثورة ولكن قوة واردة وعزيمة الثوار لا تعرف المستحيل ولا تقف كثيراً في هذه المحطات وهبت مليونية غير متوقعة صدعت أركان حوش الجيش السوداني وكل من يحمل السلاح ضد الثورة وبدأت المفاوضات وتم تقسيم الكيكة بين العسكر والقحاتة حاضتنا السياسية الذين نسوا القضية وأصبحوا مع العسكر أخر حميمية وقصة حب طويلة وشهر عسل حتما لن تطول ستنتهي بالطلاق بعد توقيع إتفاقية السلام التي لا نعرف عنها ما تم في الخفاء.
الثورة ثورة شعب وليست ملكا أو حكرا على كيان سياسي أو مسلح وإنما نتاج عمل شباب وشابات من الأحياء هم من أشعل وقود الثورة ولم يلتف حولها الجيش ولم يحميها بل أغلق أبوابه في وجه الثوار الذين كانوا يواجهون رصاص القناصة ولا الحركات المسلحة ولكن صمود الثوار هو الذي جعل الثورة تقف على ارض صلبة عندما أراد المجلس العسكري تصفيرها فالثورة مستمرة ولن تتوقف فقد أبصرنا طريقنا ولن نستعبَد بعد اليوم وسط التهميش المتعمد لرموزها من المسرح فالحاضنة السياسية ركيزتها الشارع وبدونه سيكونوا متفرجين فقط أو في (الجك) لأن المعطيات والتحالفات السياسية ستتغير وخاصة الشريك الجديد له أجندة ولديه سلاح ويده على الزناد.
أبرز الغائبين في محطة السلام الأمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة نختلف مع أسلوبه وطرحه لكن لا ينكر أحد وجوده وتأثيره فوجوده مهم في منصة التوقيع على السلام باعتباره اخر رئيس وزراء شرعي منتحب.
عموماً نبارك توقيع السلام الذي لم تكتمل حلقاته ونتمنى التوقيع مع عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد نور ونطوي صفحة البارود والتعجيل بمحاكمة المتهمين بقتل الثوار في إعتصام القيادة 29 رمضان ونعمل سوياً لبناء سودان جديد يسع الجميع.
المجد والخلود للشهداء
ديسمبرية ولو طال السفر
إنتهى