استفز اعتصام أهالي الجريف السلمي والذي حقق نجاحا كبيرا في يوم أمس الأحد نظام الفساد والقتل. ويقوم أهالي الجريف باعتصام مفتوح منذ أن اغتصبت عصابات المتاجرة بالأراضي التابعة للنظام علي أراضيهم. وفي تحدي شامل من أهالي المنطقة لسلطة السماسرة، قام أهالي المنطقة باعتصام سلمي أغلقت فيه المحال التجارية والصيدليات وأقيم صيوان اعتصام في الحي. ورغم أن الأهالي طالبوا بحقوق مشروعة باعتبارهم أصحاب الأرض، الا ان مافيا الأراضي لم تستجب، فهذه الحكومة بكل مستوياتها من المحليات إلى الرئاسة تثبت كل يوم انها ليست سوى كارتلات تجار وأصحاب الاموال يسرقون المواطنين بلا رقيب ولا وجيع.
ومنذ فجر اليوم الاثنين هاجمت قوات المرتزقة من الأمن والشرطة التي اصبحت في خدمة المجرمين ممن هم في سدة الحكم وليس في خدمة الشعب، وألقت الغاز المسيل للدموع على المواطنين قبل أن تعتقل قوات الأمن عددا من الناشطين ألموثرين في الحراك في المنطقة. ان مافيا الأراضي التي تعمل تحت رعاية الدولة وتنتزع أراضي المواطنين أصبحت جزءا من معاناة الشعب السوداني اليومية مع هذا النظام. كما أن العنف المفرط الذي يستخدم ضد أصحاب الأرض أصبح متزايدا. والتقارير الصحفية والحقوقية تنقل حوادث ذات وتيرة متزايدة من العنف في عمليات نزع الأراضي وتهجير المواطنين قسرا ونهب حقوقهم. فمن المناصير إلى قضية أهالي بورتوسودان إلى الجريف وأم دوم إلى والي، حيث وقع عدد من الجرحي والقتلى ضحايا العنف المفرط من النظام.
ان الحق في الأرض من الحقوق الأساسية والحق للأهالي في تحديد أولويات أراضيهم ومنع استغلالها دون مشاركتهم هو حق اساسي أيضا حسب القوانين الدولية. ومافيا النهب هذه التي تهاجم أهالي الجريف في بيوتهم حيث جرح عدد من الأهالي ونقلوا إلى المستشفيات هي ذاتها التي تحاول إفراغ مناطق عديدة في السودان من أهاليها بالكامل لكي تبيع الأراضي وما تحتها ومافوقها من ثروات وترسل ارصدتها إلى بنوك سويسرا وماليزيا. ان هذه المعركة ضد فساد النظام وحمايتها لمافيات الأراضي هي أحد المعارك التي يجب أن يتوحد خلفها كل القوى الحية لأنها سبب رئيس في انهيار موارد الدولة وفقد المواطنين للثروة الوحيدة التي تركها لهم نهب النظام لمواردهم خلال الربع قرن الماضي، كما أن هذا النهب سيؤدي في النهاية إلى انهيار سيادة الدولة على أراضيها مع هذا البيع لأراضي السودان للأجانب.