مايكل ريال كرستوفر
لم اندهش من مسلك الحفنة التى كانت تدعو الى الاسلمة و التعريب و ترفض الاخر المختلف دينيا و ثقافيا ،ولم يقفوا عند هذا الحد فقط بل استمروا فى اثارة المشكلات عبر تأجيج النعرات العنصرية بالسودان القديم ،لان الاستعلاء العرقي يعد ديدنهم (منهج ) وكان فى مقدمة اصحاب ذلك التوجه العنصري خال الرئيس البشير الطيب مصطفى الخال الرئاسي و مهندس انفصال جنوب السودان من السودان الذى لم يكن طيباً مثل اسمه ، و فى تحول غريب و عجيب فى مواقف الرجل خرج قبل اسبوع بتصريحات مضحكة ادلى بها لصحيفة التيار السودانية تستدعي التوقف عندها و ربطها بحملاته السابقة تجاه شعب جنوب السودان و بقية شعوب الهامش السوداني ،مما اشتهر كاكثر خلق الله الذين ينشطون من اجل شرزمة السودان حتى تحقق الانفصال وفرح الرجل وذبح الثور الاسود فى نص شوارع الخرطوم وهى واحدة من انواع العنصرية التى انتشرت بصورة مخيفة فى ظل نظام المؤتمر الوطنى المتأسلم
فهذا الطيب كان دائما ما يوصف السود بمقولات ما أنزل الله بها من سلطان، ونعت الذين طالبوا بحق تقرير المصير باسوأ الالفاط و هاهو الما طيب يصرح بان انفصال الجنوب أثر على البلاد سلبا و نتساءل (شن جد على المخدة ؟ ) حتى يكتشف (خال بشه )هذا التاثير الذى لطالما تكهن به من قبل خبراء اقتصاد و اكاديميين و رغما عن ذلك عملوا بجهد لبث الكراهية و اطروا الى العنصرية البغيضة ونتج عنها اختيار شعب جنوب السودان الاستقلال بدلا من العيش فى وطن واحد يتم احتقارهم فيه على اساس اللون و الدين و الانتماء الثقافي ، و يعاملوا كمواطنين من الدرجة الطيش ويعلم الداني و القاصي بان شعب الجنوب كان مرغم على هذا الخيار و لعبت الالة الاعلامية التى كان يديرها الخال الرئاسي الدور المحوري فى تعبئة الجنوبيين الذين كان يلفظهم باستمرار هو و الاخرين ،و فوق ذلك كله راينا الطيب يتباكى هذه الايام على الاثار الاقتصادية و هو يدري بان الشعور الجمعي للمواطنين الجنوبيين تشكل نتيجة تلك العنصرية البغيضة التى كان يرددها فى وسائل الاعلام و الصحف اليومية .
المتتبع الي طبيعة حملات الخال الرئاسي يجد بانه قد بلغ الألم مداه حين تابع قطاع عريض من السودانيين ما تعرض له أبناء جنوب السودان المقيمين في اطراف الخرطوم من معاملة عنصرية من النظام الحاكم الذي كان ومازالت قيادته تساهم في انتشارها بصورة مخيفة والتي اطلت بصورة قبيحة علي المشهد وسيطرة علي كثير من مفاصل الحياة في السودان وظهرت هذه العنصرية بصورة قبيحة في مناطق النزاعات بظهور حالات الاعتداء علي أساس اثني وقبلي ولم تقف الاستهدافات علي ابناء جنوب السودان فقط بل لحقت الاعتداءات العنصرية الحقيرة وخطابات الكراهية والجهوية ابناء الهامش الاخرين ( دارفور ، جبال النوبة ، النيل الازرق ) حيث يمارس عبر معظم أجهزة الحكومة الرسمية الاستعلاء والاضطهاد اليومي .
والمؤسف بان الطيب مصطفي لم يركز علي مدى تأثير ذلك في تفكيك النسيج الإجتماعي ،بل خرج يتباكي علي الجوانب الاقتصادية لوحدها وهو خير دليل علي ان الحفنة المتربعة علي سدة الحكم كانت تنظر الي موارد جنوب السودان ولم يكن يهمها الانسان . وبهذا التصريح يمكن ان تنطبق علي الخال الرئاسي جملة ( برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين ) ونقول هنا بان الفشل الحالي للسودان يكمن في نمط تفكير تلك الفئة من المستعربين الاسلاميين المتشددين الذين عملوا بجهد لتفكيك الدولة السودانية حيث لا ينفع الندم والبكاء على اللبن المسكوب .
يوم باكر احلي
تعليق واحد
.